أنت هنا
نقل رفات القديس برثولماوس الرسول
(25 آب غربي ) 7/9 شرقي
بعد أن أذاع برثولماوس الرسول بالإنجيل في عدة أمكنة قضى مصلوبا في أرمينيا. وقد وضع مؤمنون محليون جسده في نعش من نحاس وخبّأوه في أوربانوبوليس. وإذ حصلت أشفية عند بقاياه فإن جموعا من المسيحيين تهافتت على المكان سؤلا للتعزية في أدوائها الجسدية والروحية. لما رأى الوثنيون ذلك اغتاظوا وانتهزوا أول فرصة ليضعوا يدهم على النعش ويُلقوه في البحر مع رفات أربعة شهداء آخرين: بابيانوس ولوقيانوس وغريقوريوس وأكاكيوس. لكن طفا النعش على سطح المياه، عجائبيا، ونشر، في أمكنة عديدة، بركة القديس. اجتاز النعش البحر الأسود وهليسبونتوس وعبر إلى بحر إيجه وفي الأدرياتيكي ليستقرّ، أخيرا، على ضفة جزيرة ليباري. أما أجساد القديسين الأربعة الباقين الذين رافقوا القديس برثولماوس فشطّطت في أمكنة مختلفة، كما شائت العناية الإلهية: بابيانوس في أميلا الصقلية ولوقيانوس في مسيني وغريقوريوس في كوليمينا في كالابريا وأكاكيوس في اسكالوس.
ثم إن القديس برثولماوس ظهر، في الحلم، لأسقف ليباري، أغاثون، فقام، لتوه، وتوجه إلى الشاطئ حيث اكتشف الصندوق بفرح عظيم. وقد بنى الأسقف كنيسة، لاحتضان الرفات، على جزيرة صغيرة. هناك فاضت العجائب برفات قديس الله. الجزيرة وقعت، فيما بعد، في بد العرب، لكن مسيحيين نقلوها إلى مدينة Benevent، ثم استقرت، أخيرا، في رومية سنة 983م.
القديس الرسول تيطس أسقف غورتينا في كريت (القرن 2م)(25 آب)
من أصل وثني. هداه القديس بولس وأسماه "الابن الصريح حسب الإيمان المشترك"(تيطس 4:1). بعد ذلك بسنوات، حوالي العام 49م التقيا في أنطاكية وأتى به بولس مع برنابا إلى أورشليم، ليقدم للرسل تقريرا عن خدمته بين الأمم. لم يثطلب من تيطس أن يُختتن. مذ ذلك تبع الرسول في أسفاره وصار أحد اقرب معاونيه. تيطس هو الذي أُوفد إلى كورنثوس ليحمل أول رسالة من الرسول إليها ولكي يشرح كيف يجب أن يتم الجمع من أجل المؤمنين في أورشليم. ولكن بعد أن غادر تيطس المدينة ليحيط الرسول علما بنتائج مهمته حصلت في كورنثوس انقسامات خطرة بين المسيحيين. بولس، الذي كان يومها في أفسس، حوالي العام 55م، سلم تيطس رسالة كتبها بحزن كثير وكآبة قلب (2 كو 4:2) إصلاحا للخلل الحاصل. وقد استقبل تيطس بمخافة الله بصفته حاملا السلطة الرسولية. وبعد أن استعادت كنيسة كورنثوس النظام والمحبة عاد تيطس إلى معلمه، في مقدونية، لينقل إليه، بفرح، خبر الطاعة التي أبداها الكورنثيون. بعد ذلك أرسله الرسول، برفقة آخرين، إلى المدينة عينها حاملا إلى الكورنثيين رسالته الثانية ولكي يجمع ما توفر لأجل حملة الجمع.
التقى تيطس بولس في رومية، من جديد، خلال أسره الأول، ثم رافقه في طريق العودة إلى الشرق. وإذ اجتازا جزيرة كريت بشّرا، معا، مدنا عديدة. فلما اضطر الرسول إلى مغادرتها ترك تيطس وراءه ليُكمل تنظيم الكنيسة الجديدة ويقيم في كل مدينة أسقفا. واجه تيطس مقاومة عنيفة، خصوصا من قِبَل اليهود، فكتب تيطس عن ذلك إلى بولس الذي أجابه مشجعا على التعليم وفق العقيدة المقدسة وأن يقدم نفسة للآخرين مثالا صالحا.
ثم إن تيطس انضم إلى بولس في نيكوبوليس. ومن هناك أُرسل في مهمة جديدة إلى دلماتيا، حوالي العام 65م. فلما استُشهد القديس بولس، عاد تيطس إلى كريت التي ساسها بحكمة وغيرة رعائية إلى سن متقدمة. رقد بسلام وأُودع جسده كاتدرائية غورتينا. هناك جرى إكرامه لقرون حمامٍ لكنيسة كريت. لما تحررت الجزيرة من العرب نُقلت العاصمة إلى Candaque، وهناك شُيِّدت كاتدرائية جديدة إكراما للقديس الرسول تيطس. بقيت هذه الكنيسة المركز الأساسي للحج في كريت على امتداد فترة احتلال البنادقة لها (1210 – 1669). ولكن طرد الأتراك البنادقة من هناك ، سنة 1669، فنقلوا معهم جمجمة القديس تيطس التي أُودعت كنيسة القديس مرقس في البندقية. يُذكر أن جمجمة القديس رُدّت لكنيسة كريت في 12 أيار سنة 1966م.
هذا وثمة تقليد كنسي آخر يفيد أن تيطس كان أحد اقرباء الملك مينوس، وأنه كان يميل إلى العلوم الوثنية. في سن العشرين جاءه صوت من السماء يقول له إن العلوم الوثنية لن تنفعه في شيء وأنه سيجد خلاصا لنفسه إن هو ذهب إلى اورشليم. لم يذهب لكنه قرأ في إشعياء النبي:"أيتها الجزر، هيئي لي عيدا. لإسرائي من الرب خلاص أبدي" (إش 16:45). حاكم حريت الذي كان عما لتيطس أوفده إلى فلسطين استطلاعا بعد ما سمع عن عجائب يسوع في أورشليم وفي كل فلسطين. عاين تيطس الرب وعجائبه وشهد آلامه المحيية وقيامته وصعوده. كان في عداد التلاميذ الذين اقتبلوا الروح القدس يوم العنصرة. سيم كاهنا من الرسل وأُرسل في مهمة مع القديس بولس الرسول. توجها معا إلى أنطاكية ثم الى سلوقية فقبرص. من السلامية ذهبا إلى برجة بمفيلية فأنطاكية بيسيدية فإيقونية. وعظا في ليسترا ودربة. عانيا الإضطهادات وسوء المعاملة. لما بلغا كريت استقبلهما الحاكم روستيلوس، قريب تيطس. حاول الحاكم إقناعهما عبثا بعدم التعرض للآلهة الوثنية. حدث أن أقام القديس بولس بصلاته ابن الحاكم من الموت. مذ ذاك أبدى الحاكم للرسول كل توقير تاركا له ولمن معه أن ينشروا الإنجيل في الجزيرة. لكنه استُدعي إلى رومية، بعد ذلك بثلاثة أشهر، حيث سُمي قنصلا. أخذ اليهود، بعد رحيله، يقلقون الجماعة المسيحية الناشئة، لكنها صمدت بنعمة الله.
إثر مغادرة الرسول بولس كريت إلى أفسس، حيث اهتدى العديد من الوثنيين، أُرسل تيطس وتيموثاوس وأراستس إلى كورنثوس. بقي تيطس مع بولس حتى استشهاده، ثم ساهم في تثبيت عمل الله في اليونان وكولوسي قبل أن يعود إلى بلاده لمتابعة عمله هناك. استقبله شعبه بفرح. ثم لاحظ أن السكان كانوا لا زالوا على عاداتهم الوثنية. دنا الرسول من تمثال أرتاميس وطرحه أرضا باسم المسيح. تبع ذلك ان عددا كبيرا من الوثنيين اهتدى إلى المسيح. جعل تيطس كرسيه في غورتيني، كما عيّن تسعة أساقفة على المدن الرئيسية في الجزيرة. ثبت الإيمان القويم بالكلمة والآيات التابعة. لما بلغ الرابعة والتسعين، وكانت ساعته قد دنت، امتلأت داره، فجأة، غيمة عطرة وجاء ملائكة يعينونه. وقد أسلم الروح وهو يقول: "يا رب، قد حفظت الإيمان، ثبّت شعبك في مخافتك، فاقبل الآن روحي".



