أنت هنا

 

الأحد 23 بعد العنصرة، 5 بعد الصليب (للإنجيل)

 

نشيد القيامة\ باللحن السادس:

        إنَّ القوَّاتِ الملائكيَّة، ظهَرتْ على قبرِكَ، والحرَّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وَقفَتْ عندَ القبرِ، طالِبَةً جسدَكَ الطَّاهِر. فسلَبْتَ الجحيمَ ولم تنَلْكَ بأذى. ولاقَيتَ البتولَ، واهِبًا الحياة. فيا مَن قامَ من بين الأموات، يا ربُّ المجدُ لك.

نشيد شفيع الكنيسة

 

قنداق الختام\ باللحن الثاني:

يا نصيرةَ المسيحيِّينَ التي لا تُخْزى، ووسيطتَهُمُ الدَّائمةَ لدى الخالق. لا تُعْرضي عن أَصواتِ الخطأَةِ الطَّالبينَ إليكِ. بل بما أنَّكِ صالحةٌ، بادري إلى معونتِنا، نحنُ الصَّارِخينَ إليكِ بإيمان: هَلُمِّي إلى الشَّفاعة، وأسرِعي إلى الابتهال، يا والدةَ الإله، المحاميةَ دائمًا عن مكرِّميكِ.

مقدمة الرسالة: { الأحد 23 بعد العنصرة أفسس 2: 4 -10  }

اللازمة: خلِّص يا ربُّ شعبَكَ، وبارِك ميراثك

الآية: إليكَ يا ربُّ أصرُخ. إلهي لا تَتصامَمْ عنّي

فصلٌ من رِسالةِ القدِّيسِ بولسَ الرَّسولِ إلى أهلِ أفسُس

يا إخوَة، إنَّ اللهَ لكَونِهِ غَنيًّا بالرَّحمة، مِن أجلِ كَثرَةِ مَحبَّتِهِ الَّتي أَحَبَّنا بِها* وحِينَ كُنَّا أَمواتًا بالزَّلاَّتِ أَحيانا مَعَ المَسيح، فإنَّكم بالنِّعمةِ مُخَلَّصُون* وأَقامَنا معَهُ وأَجلَسَنا معَهُ في السَّماويَّاتِ في المسيحِ يَسوع* ليُظهِرَ في الدُّهورِ المستَقبَلَةِ فَرطَ غِنى نِعمتِهِ، باللُطفِ بِنا في المسيحِ يَسوع* فإنّكم بِالنِّعمةِ مُخلَّصُون بواسِطَةِ الإِيمان. وذلكَ لَيسَ مِنكُم، وإنَّما هوَ عَطِيَّةُ الله، وليسَ مِنَ الأَعمالِ لئَلا يَفتَخِرَ أَحَد* لأنَّا نَحنُ صُنعُهُ مَخلوقينَ في المسيحِ يَسوعَ للأَعمالِ الصَّالِحة، الَّتي سَبَقَ اللهُ فأَعَدَّها لنَسلُكَ فيها.

              هللويا

  • السَّاكِنُ في كنَفِ العَلِيّ، يُقيمُ في حِمى إِلهِ السَّماء

- يقولُ للربّ: أنتَ ناصِري ومَلْجإي، إلهي الذي عليهِ أَتوَكَّل

فصلٌ شريف من بشارة القديس لوقا البشير

{ 16: 19-31  الأحد 5 بعد الصليب}

في ذلكَ الزَّمان، كانَ إنسانٌ غَنِيٌّ يَلبَسُ الأُرجُوانَ والبَزَّ، ويَتنعَّمُ كُلَّ يومٍ تَنَعُّمًا فاخِرًا. وكانَ مِسكينٌ اسمُهُ لَعازَر مَطروحًا عندَ بابِهِ مُصابًا بالقُرُوح. وكانَ يَشتَهي أَن يَشبَعَ منَ الفُتاتِ الذي يَسقُطُ من مائدةِ الغَنِيِّ، بَل كانتِ الكِلابُ أيضًا تَأتي وتَلحَسُ قُروحَه. ثمَّ ماتَ المِسكينُ، فنقَلَتهُ الملائكةُ إِلى حِضْنِ إِبراهيم. وماتَ الغَنيُّ أيضًا، ودُفِن. فرفَعَ عَينَيهِ وهو في الجَحيمِ في العَذابات، فرأَى إِبراهيمَ من بَعيدٍ ولَعازرَ في أَحضانِهِ. فنادى قائلاً: "يا أبتِ إِبراهيمُ ارحَمنْي، وأَرسِلْ لَعازرَ ليَغمِسَ في الماءِ طَرَفَ إِصبَعِهِ ويُبَرِّدَ لِساني، لأنِّي مُعَذَّبٌ في هذا اللَّهيب". فقالَ إِبراهيم: "تَذكَّرْ يا ابني، أَنَّكَ نِلتَ خَيراتِكَ في حَياتِكَ، ولَعازرَ كذلك بَلاياه. والآنَ فهو يَتعزَّى وأَنتَ تتعَذَّب. وفوقَ هذا كُلِّهِ فبينَنا وبَينَكم هُوَّةٌ عَظيمةٌ قد أثبِتَتْ، حتى إنّ الذينَ يُريدونَ أن يَجتازُوا من هُنا إليكم لا يستَطيعون، ولا الذينَ هُناكَ أن يَعْبُروا إلينا". فقال: "أَسأَلُكَ إِذَن يا أَبَتِ أَن تُرسِلَهُ إِلى بيتِ أَبي.  فإِنَّ لي خَمسَةَ اخوَةٍ حتّى يَشهَدَ لهُم، لكي لا يَأتُوا هُم أَيضًا إلى مَوضِعِ العَذابِ هذا". فقالَ لهُ إِبراهيم: "إنّ عِندَهُم مُوسى والأَنبِياءَ، فلْيَسمَعوا مِنهُم". قالَ: "لا يا أَبَتِ إِبراهيم، بَلْ إذا مَضى إِليهِم واحِدٌ منَ الأَمواتِ يَتُوبون". فقالَ لهُ: "إِنْ لم يَسمَعوا من موسى والأَنبِياء، فإنهم ولا إنْ قامَ واحِدٌ منَ الأَموات يَقْتَنِعُون".

 

من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة ومشاركة ورسالة

لقد تم أمس السبت 30.10 افتتاح المرحلة الأولى من المسيرة السينودسية في الأراضي المقدسة في دير رفات شارك فيه رؤساء الكنائس الكاثوليكية.  

إن هذه المسيرة هي نتيجة دعوة قام بها قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس. إنه يدعو الكنيسة بأكملها إلى التساؤل حول موضوع حاسم يتعلّق بحياتها ورسالتها: " إنّ المسيرة السينودسيّة بالتحديد هي الطريق الذي يتوقّعه الله من كنيسة الألفيّة الثالثة. هذا المسار الذي يتناسب مع خطى "تحديث" الكنيسة. من خلال السير والتأمّل معًا في الطريق المنجَز، ستكون الكنيسة قادرة على التعلّم ممّا سيُختَبر أي المسارات يمكن أن تساعدها في عيش الشركة وتحقيق المشاركة والانفتاح على الرسالة. في الواقع، إنّ "السير معًا" هو أكثر ما يُنفِّذ ويُظهِر طبيعةَ الكنيسة كشعب الله الحاجّ والتبشيريّ

  • المرحلة الأولى: هي المرحلة المحلية على مستوى الأبرشيات فيه يتم تشجيع وتنظيم مشاورة شعب الله.  في نهاية المشاورة مع شعب الله يتم إرسال ملخص مساهمات الإيبارشية إلى امانة السينودس وإلى مجلس الأساقفة. وقد قام راعي الأبرشية بتعيين فريق لمتابعة هذه المرحلة

وقد قال قداسة البابا عن هذه المرحلة: " إن الروح القدس يقودنا وسيمنحنا نعمة المضي قدمًا معًا والإصغاء إلى بعضنا البعض والبدء بمسيرة تمييز لزمننا ونتضامن مع جهود ورغبات البشريّة. لنعش هذا السينودس بروح الصلاة التي وجهها يسوع إلى الآب من أجل تلاميذه: "ليكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً". هذا ما نحن مدعوون إليه: إلى الوحدة، والشركة، والأخوة التي تولد من الشعور بأنّ محبّة الله الوحيدة تعانقنا جميعًا، بدون تمييز" وأضاف " كما يؤكّد القديس بولس الرسول، "فإِنَّنا اعتَمَدْنا جَميعًا في رُوحٍ واحِد لِنَكونَ جَسَدًا واحِدًا". هذه هي نقطة الانطلاق في الجسد الكنسي وليس هناك غيرها: المعمودية. منها، مصدر حياتنا، تأتى الكرامة المتساوية لأبناء الله، حتى في اختلاف الخدمات والمواهب. لهذا، يُدعى الجميع للمشاركة في حياة الكنيسة ورسالتها. وبالتالي إذا غابت المشاركة الحقيقية لشعب الله بأسره، تواجه الخطابات حول الشركة خطر أن تبقى مجرّد نوايا تقيَّة". إن مشاركة الجميع هي التزام كنسي لا غنى عنه.

وأضاف البابا فرنسيس يقول "إن السينودس، فيما يقدّم لنا فرصة كبيرة لارتداد راعوي في مفتاح رسولي ومسكوني أيضًا، لا يُستثنى من بعض المخاطر. أذكر ثلاثة. الأول هو الشكلية. يمكن تحويل السينودس إلى مجرّد حدث رائع، مجرّد واجهة، تمامًا كما لو كان المرء ينظر إلى واجهة جميلة لكنيسة ما دون أن يدخل إليها. فيما أن السينودس هو مسيرة تمييز روحي فعلى، لا نقوم بها لكي نُعطى صورة جميلة عن أنفسنا، وإنما لكي نتعاون بشكل أفضل في عمل الله في التاريخ. لذلك، إذا تحدثنا عن كنيسة سينودسيّة، لا يمكننا أن نكتفي بالشكل وحسب، وإنما نحتاج أيضًا إلى مادة وأدوات وهيكليات تُعزّز الحوار والتفاعل بين شعب الله، ولاسيما بين الكهنة والعلمانيين. وهذا الأمر يتطلب تغيير بعض وجهات النظر الهرميّة والمشوهة والجزئية حول الكنيسة، والخدمة الكهنوتية، ودور العلمانيين، والمسؤوليات الكنسية، وأدوار الإدارة، وما إلى ذلك".

وتابع الأب الأقدس يقول: "الخطر الثاني هو خطر العقلانيّة: أي أن نحول السينودس إلى مجموعة دراسة، مع مداخلات راقية وإنما مجردة حول مشاكل الكنيسة وشرور العالم؛ نوع من "التحدث عن أنفسنا"، حيث نتقدم بطريقة سطحية ودنيوية، وينتهي بنا الأمر بالوقوع مرة أخرى في التصنيفات الإيديولوجية والحزبية العقيمة المعتادة، وننفصل عن واقع شعب الله المقدس، عن الحياة الملموسة للجماعات المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

 في الختام، قد يكون هناك تجربة الجمود: بما أننا قد "قمنا بذلك دائمًا على هذا النحو"، فمن الأفضل ألا نغيِّر. إنَّ الذين يتحركون في هذا الأفق، حتى بدون أن يتنبّهوا لذلك، يرتكبون خطأ عدم أخذ الوقت الذي نعيش فيه على محمل الجد. يكمن الخطر في أن يتمَّ النهاية. تبنى حلول قديمة لمشاكل جديدة: قِطعَة مِن نَسيجٍ خام، تجعل في النهاية الخَرق أَسوَأ. لهذا السبب، من المهمّ أن تكون المسيرة السينودسيّة حقًّا عمليّة في سيرورة مستمرة، تُشرك، في مراحل مختلفة وابتداءً من الأسفل الكنائس المحلية فيعمل شغوف وملموس يطبع أسلوب الشركة والمشاركة الذي تتميّز به الرسالة".

لذا الدعوة لكم أيها الشباب لأنكم المستقبل. الدعوة لكم أيُّها غير الملتزمون في الصلوات فرأيكم الصريح يساهم في بناء الكنيسة. الدعوة لكم أنتم المقربون من الكنيسة وفعالياتها وصلواتها لأنكم تعرفون الحقيقة، نقاط القوة والضعف في الكنيسة، ورأيكم سيساهم في تنقية المظاهر التي علقت بالكنيسة. الدعوة لكم أيُّها الشيوخ لأن خبرتكم وحكمتكم ستساهم في تجديد الكنيسة

 

ناصر شقور    [email protected]