أنت هنا
القائمة:
|
الأحد الخامس عشر بعد الصليب 26 كانون الثاني 2020
نشيد القيامة \ باللحن الثاني:
لمَّا نزَلتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الخالِدَة، أَمتَّ الجحيمَ بِسَنى لاهوتِكَ. ولمَّا أَقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثرى، صرختْ جميعُ قوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ إلهُنا، يا مُعطيَ الحياة، المجدُ لك.
نشيد شفيع الكنيسة
قنداق الختام لدخول السيد الى الهيكل\ باللحن الأول:
أيُّها المسيحُ الإله، يا مَن بمَولِدِهِ قدَّسَ المُستَودَعَ البَتوليّ. وبارَكَ يَدَيْ سِمعانَ كما يَليق. لقد بادَرتَ الآنَ أَيضاً وخلَّصتَنا. فاحفظْ رعيَّتَكَ بسلامٍ في الحروب. وأيِّدِ المؤمنينَ الذينَ أَحبَبْتَهم، أَيُّها المُحِبُّ البشرِ وحدَك.
مقدمة الرسالة {الأحد 32 بعد العنصرة - تيموثاوس 4: 9 -15}
اللازمة: الرَّبُّ يُؤْتي شَعبَهُ قوَّةً، الرَّبُّ يُبارِكُ شَعبَهُ بالسَّلام
الآية: قَدِّموا للرَّبِّ يا أبناءَ الله، قَدِّموا للرَّبِّ أبناءَ الكباش
فصلٌ من رسالةِ القدِّيسِ بولس الرَّسولِ الأولى إلى تيموثاوُس
يا وَلدي تيموثاوُس، صادِقٌ القولُ وجَديرٌ بكُلِّ قَبول * فإنّا لِهذا نَتعَبُ ونُعَيَّرُ، لأَنَّا رَجَونا اللهَ الحَيَّ الذي هوَ مُخَلِّصُ جَميعِ النَّاسِ ولاسيَّما المؤمِنين * أَوْصِ بِهذا وعَلِّمْ به * لا يَستهِنْ أَحَدٌ بِفُتُوَّتِكَ، بَل كُن مِثالاً لِلمؤْمِنينَ في الكلام، في التَّصَرُّف، في المَحبَّة، في الرُّوح، في الإِيمان، في العَفاف * إِلى حينِ مَجيئي. واظِبْ على المُطالعَةِ والوَعظِ والتَّعليم * لا تُهمِلِ المَوْهِبَةَ التي فيكَ، التي أُوتيتَها بنُبُوَّةٍ، في وَضعِ أَيدي الكهَنةِ * تأَمَّلْ في هذه واستمِرَّ عليها، ليَكونَ تَقدُّمُكَ ظاهِرًا في كلِّ شيء.
هللويا
- صالِحٌ الاعترافُ للربّ والإشادةُ لاسمِكَ أَيُّها العَلِيّ
ليُخبَرَ بِرَحمتِكَ بالغَداةَ وفي الليلِ بحقِّكَ
فصلٌ شريف من بشارة القديس لوقا البشير
(الأحد 15 ب ص أحد زكا - لو 19: 1-10)
في ذلكَ الزَّمان، كانَ يسوعُ يَجتازُ بأريحا، وإِذا برَجُلٍ اسمُهُ زكّا، كانَ رئيسًا على العشَّارينَ وكانَ غنيًّا. وكانَ يَطلُبُ أن يرى مَن هوَ يسوع، ولم يَستطِعْ بسبَبِ الجَمْعِ لأنّهُ كانَ قصيرَ القامَةِ. فتَقَدَّمَ مُسرِعًا وصَعِدَ إلى جُمَّيزَةٍ ليَنظُرَهُ، لإنّهُ كانَ مُزمِعًا أن يَجتازَ بِها. فلمَّا انتَهى يسوعُ إلى الموضِعِ، رفَعَ طَرْفَهُ فرآهُ. فقالَ لهُ: "يا زكّا. أسرِعِ انزل. فاليَومَ يَنبَغي لي أن أُقيمَ في بَيتِكَ". فأَسرَعَ ونزَلَ وقبِلَهُ فرِحًا. فلمَّا رأى الجميعُ ذلكَ تذَمَّروا قائلين: "إنّهُ دخَلَ ليَحِلَّ عندَ رجُلٍ خاطِئ". فوقَفَ زكّا وقالَ لِيسوع: "يا سيِّدي، هاءَنذا، أُعطي المَساكينَ نِصفَ أموالي، وإن كنتُ قد غَبَنتُ أَحدًا في شَيءٍ، أرُدُّ اربعةَ أَضعاف". فقال لهُ يسوعُ: "اليَومَ قد حصَلَ الخلاصُ لهذا البَيت، لأنّه هو أيضًا ابنُ ابراهيم، فإنَّ ابنَ البَشَرِ قد أتى ليَطلُبَ ويُخلِّصَ ما قد هَلَك".
تأمل في الانجيل
كان زكا رئيسًا للعشارين. فمن هم العشارون؟ وما وظيفة رئيس العشارين؟
العشارون هم جماعة يهودية أقامها الحكم الروماني ليجمعوا الضرائب من الشعب. فيأخذون عشر المواد وما ينتجه الفلاحون ويوصلونه لروما الامبراطورية التي احتلت البلاد. وبالتالي فالعشارون متعاملون مع المحتل، وينفذون سياسته فكانوا يعتبرون عملاء وخونة. اقل ما يمكن عمل تجاههم هو نبذهم. إن زكا لم يكن مجرد عشارا بسيطً، إنما رئيس العشارين أي من يأخذ الأموال من العشارين ويوصلها للحكم الروماني. فكانوا يكرهونه عشرة أضعاف، فهو رمز الخيانة والفساد والخطيئة. وهذا ما يوضحه الانجيل: " فلمَّا رأى الجميعُ ذلكَ ( دخول يسوع بيت زكا رئيس العشارين) تذَمَّروا قائلين: "إنّهُ دخَلَ ليَحِلَّ عندَ رجُلٍ خاطِئ".
صفة أخرى لزكا هو أنه كان غنيّا، أي بحسب الناس فإن المال عنده هو سرقة من الشعب، ودلالة على أنه ينهب رزق الأرملة والفقير والمحتاج ولا رحمة في قلبه.
في انجيل اليوم، يسوع هو من وقف ونظر الى زكا، ثم بادر بالكلام معه. ترى ماذا رأى يسوع فيه ما لم يره غيره من الناس؟ إن يسوع ينظر الى الأعماق الى القلوب، ويرى الحقيقة لا المظاهر.
في البيت "وقَفَ زكّا وقال ليسوع". أمام يسوع وقف زكا، إنه لم يهرب او يمتنع عن الاختلاط ويبحث عن أماكن يختبئ فيها. تكلم زكا مع يسوع. أعلن قائلا: وقالَ لِيسوع: "يا سيِّدي هاءَنذا، أُعطي المَساكينَ نِصفَ أموالي، وإن كنتُ قد غَبَنتُ أَحدًا في شَيءٍ، أرُدُّ اربعةَ أَضعاف"
من المهم ان نقف قليلا ونتأمل هذه الكلمات. إنه يقول ليسوع "هذا أنا يا سيدي" أي: إنك تراني على حقيقتي، أنا واقف امامك، لم يعد هناك أمر أخبئه عنك. وما يكشفه زكا ليسوع هو ليس ما سيقوم به في المستقبل، إنما ما هو معتاد أن يفعله في الخفاء: أعطي الفقراء نصف أموالي، وإن كنتُ ظلمتُ أحدًا ما أقوم به بشكل معتاد هو أني أرد له أربعة أضعاف"
السؤال من أين هذا التفسير: أنه معتاد على القيام بهذه الاعمال؟ وليس مجرد إعلان عن تحوّل زكا، وأنّ هذا ما سيقوم به في المستقبل؟ الجواب هو بالرجوع الى النص اليوناني للإنجيل وهو الأصل. كلمة "أعطي" هي ترجمة للفعل اليوناني didOmi الوارد في الانجيل، إن صيغة الفعل اليوناني هي الحاضر المستمر، ما يسمى بالإنكليزية pesent Active، أي إن العطاء هو عمل مستمر عنده. وبالتالي فقد أعطى في الماضي، يعطي الآن، وسيستمر في العطاء. نفس الأمر بالنسبة لكلمة "أرد" هي ترجمة للفعل اليوناني apodidOmi الوارد في الانجيل. إن صيغة الفعل اليوناني هي أيضًا الحاضر المستمر، ما يسمى بالانكليزية pesent Active . أي ان الرد هو عمل مستمر عنده. وبالتالي فقد ردّ في الماضي، يردّ الآن، وسيستمر في الردّ.
لذا ليس من المستغرب أن اسمه زكا وبالعبرية זכאי، أي بريء من تهم الناس الذين فقط يعيرونه بقصره أي بخبثه، والقصر يعني أيضًا أنه لا قيمة له، ليس من مستوى الناس.
لنفهم مدى عطاء زكا في الخفاء، فإن زكا لم يكتفِ أن يعطي الفقراء من فائض أمواله أي حتى العشر، إنما كان يعطي نصف أمواله للفقراء. أي إنه ساوى الفقراء بنفسه. بالنسبة للسرقة او ظلم الناس، فلنرجع الى العهد القديم سفر الخروج، حيث تنصُّ الشريعة بأن يدفع السارق مقدار ما قد سرق " وان سرق من عنده يعوض صاحبه" ( خروج 22: 12). لكن زكا كان يعوّض من ظلم ليس بنفس المقدار، بل بأربعة أضعاف.
في استعدانا للصوم، فلنقتدِ بزكا، الذي لم يهتم بالمظاهر ولا وما يقوله الناس عنه، ولنعمل الخير مثل زكا البريء، الذي كان يعطي بالخفاء. وحضور المسيح في حياتنا يمنح الخلاص لبيوتنا.
اعداد: ناصر شقور nasershakour@gmail .com