أنت هنا

 

 

 

نشرة الأحد

حسب الطقس البيزنطي في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

newban                                                                                                                                                    

 

 

 

 

الأحد الثاني عشر بعد العنصرة

وعيد رقاد الفائقة القداسة سيدتنا المجيدة والدة الإله مريم

صلاة الأنديفونا:

أيُّها الإلهٌ القدير. يا مَن أعطانا والدَتَهُ الفائقةَ القداسةِ مريمَ أمًّا لنا. فنقلَها من حياةٍ إلى حياة. من هذا العالم إلى مَجدِ السماء. نسألُكَ بشفاعتِها أن تُضرِمَ قلوبَنا بنار محبَّتِكَ. لكي نَسعى دومًا إلى الخيراتِ السَّماويَّة. فنصِلَ نحن أيضًا إلى مجدِ القيامة.

   لأنك أنتَ حياتُنا وقيامتُنا. أيُّها المسيحُ إلهُنا. وإليكَ نرفعُ المجد. وإلى أبيك الأزليّ وروحِكَ القدُّوس. الآنَ وكلَّ أوان وإلى دهر الداهرين. آمين

نشيد القيامة \ باللحن الثالث

لِتفرَحِ السَّماويَّات، وتبتهِجِ الأرضيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًا بساعِدِهِ. ووَطِئَ الموتَ بالموت، وصارَ بِكْرَ الأموات. وأنقَذَنا مِن جَوْفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

نشيد رقاد والدة الإله\ باللحن الأول (مرتين):

        في وِلادَتِكِ حَفِظْتِ البتوليَّة، وفي رُقادِكِ ما تَرَكْتِ العالَمَ يا والدةَ الاله. فإنَّكِ انتقَلْتِ إلى الحياةِ. بما أَنَّكِ أمُّ الحياة. وبشفاعَتِكِ تُنقِذِينَ منَ المَوْتِ نفوسَنا

قنداق الختام للرقاد \ باللحن الثاني:

        إنَّ والدَةَ الإله. التي لا تَكُفُّ عن الشَّفاعَة، والرَّجاءَ الوطيدَ في النَّجَداتِ، لَم يَضْبِطْها قَبرٌ ولا مَوتٌ. بل بما أنَّها أُمُّ الحياةِ، نَقَلَها إلى الحياة، مَن سَكَنَ في مُستَوْدَعِها الدَّائمِ البتوليَّة.

مقدمة الرسالة:

اللازمة: تُعظِّمُ نَفسيَ الرَّبّ، فقدِ ابتهج َ روحي باللهِ مُخَلِّصي

الآية: لأنَّهُ نَظَرَ إلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فها منذُ الآنَ تُغبِّطُني جميعُ الأجيال

 

فصلٌ من رِسالةِ القدِّيسِ بُولسَ الرَّسولِ إلى أهلِ فيلبِّي (فيلبي 2: 5 – 11)

يا إخوَة، ليَكُنْ فيكُم مِنَ الأفكارِ والأخلاقِ ما هوَ أيضًا في المسيحِ يَسوع * الذي إذ هو في صُورَةِ اللهِ، لَم يَعتدَّ مُساواتَهُ لِلهِ اختِلاسًا * لكنَّهُ أخلى ذاتَهُ آخِذًا صُورَةَ عَبدٍ، صائِرًا في شِبهِ البَشَر. وإذْ وُجِدَ كَبَشَرٍ في الهيئة * وَضعَ نَفسَهُ وصارَ طائِعًا حتَّى الموتِ مَوتِ الصَّليب * لذلكَ زادَهُ اللهُ رِفعَةً ووَهَبَهُ اسمًا يَفُوقُ كلَّ اسمٍ * لكي تَجثُوَ باسمِ يَسوعَ كلُّ رُكبةٍ، مِمَّا في السماواتِ وعلى الأرضِ وتَحتَ الأرض * ويَعتَرِفَ كلَّ ِلسانٍ أنَّ يَسوعَ هو رَبٌّ لمَجدِ اللهِ الآب.

هللويا

قم يا ربُّ إلى راحَتِك، أَنتَ وتابوتُ قداسَتِكَ

حلفَ الرَّبُّ لداودَ بالحَقِّ ولَنْ يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمرَةِ بَطنِكَ على عَرشِكَ

فصلٌ شريف من بشارة القدِّيس لوقا البشير ( 10 :38 -42 و 11 : 27 -28 )

في ذلك الزَّمان، دَخَلَ يسوعُ قَريةً، فقَبِلَتهُ امرأَةٌ اسمُهَا مَرتا في بَيتِها* وكانَت لهذِهْ أُختٌ تُسمَّى مريم. وكانَت جالِسةً عِندَ قَدمَي يَسوعَ تَسمَعُ كَلامَهُ* وكانَت مَرتا مُرتبِكَةً في خِدمَةٍ كثيرَة. فوَقَفَت وقَالَت: "يا رَبُّ، أَما يُهِمُّكَ أَنَّ أُختي قَد تَركَتني أَخدُمُ وَحدي؟ فقُلْ لها لتُساعِدْني"* فأجابَ يَسوعُ وقالَ لها: "مَرتا، مَرتا! إنَّكِ مُهتَمَّةٌ ومُضطرِبَةٌ في أُمورٍ كثيرَة* وإِنَّما الحاجَةُ إِلى وَاحِد، أمَّا مَريمُ فقَدِ اختارَتِ النَّصيبَ الصَّالحَ الذي لا يُنزَعُ مِنْهَا"* وفيما هوَ يتَكَلَّمُ بهذا، رَفَعَتِ امرأَةٌ مِنَ الجَمعِ صَوتَها وقالَت لهُ: "طوبى للبَطنِ الذي حَملَكَ، وللثَّدْيَيْنِ اللَّذَينِ رَضِعتَهُما"* فقَالَ:" بَل طوبى للَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ اللهِ ويَحفَظُونَها".

النشيد لوالدة الإله \ باللحن الأول:

نحنُ جميعَ الأجيالِ نُغبِّطُكِ. يا مَن هي وَحدَها والدةُ الإله

أيَّتُها البتولُ الطاهرة، إن نَواميسَ الطبيعةِ نُقِضَتْ فيكِ. لأنَّ الولادةَ لم تَثْلِمْ فيكِ البتولية، والموتَ صارَ لكِ عُربونًا للحياة. فيا والدةَ الإله. يا مَن هي بعدَ الولِادةِ بتولٌ، وبعدَ الموتِ حيَّة. خلِّصي ميراثَكِ دائمًا.

ترنيمة المناولة:

كأسَ الخلاصِ أقبل وباسمِ الربِّ أدعو. هلِّلويا.

 

عظةٌ عن رقاد والدة الإله الفائقة القداسة للقدّيس يوحنّا كرونشتادت

 "عظّمي يا نفسي انتقال والدة الإله المكرّم من الأرض إلى العلاء"

لنبتهج يا إخوتي وأخواتي الأحبّاء، كوننا ننتمي إلى الكنيسة المقدّسة ونعظّم سيدّتنا والدة الإله الكلّيّة القداسة في هذا اليوم العظيم من بين أيّام السّنة كلّها، بوقارٍ منقطع المثيل. تقرّظ الكنيسة المقدّسة اليوم بجللٍ رقاد والدة الإله أو انتقالها من الأرض إلى السّماء. انتقالٌ عجيب! لقد رقدت بسلامٍ دون أن يصيبها أيّ مرضٍ خطير، ورَفَعت يَدَا ابنِها الإلهيّتين روحَها، حاملتين إيّاها إلى الخدر السّماويّ، محاطةً بترتيل الملائكة العذب. ثمّ نقل الرّسل جسدها الكلّيّ النّقاوة إلى جسثمانيّة حيث دُفِن كما يليق، وقام في اليوم الثّالث ورُفِع إلى العلاء. يمكنكم أن تَرَوا ذلك في أيقونة رقاد والدة الإله، ففيها جسد والدة الإله الحامل الحياة محاطٌ بالرّسل ورؤساء الكهنة، والرّبّ في وسط الأيقونة يحمل بين يديه نَفْسَ والدة الإله الكلّيّة النّقاوة. إنّ انتقال والدة الإله نموذجٌ عن انتقال نفوس المسيحيّين بشكلٍ عامٍّ إلى العالم الآخر.

نقول إنّ أمواتنا "رقدوا" أو "انتقلوا"؛ إلامَ يشير ذلك؟ هذا يشير إلى أنّه ما من موتٍ بالنّسبة للمسيحيّ، فالمسيح قهر الموت على الصّليب. لكن ثمّة انتقالٌ، أي إعادة ترتيبٍ لحالته، ما يعني أنّ روحه تكون في مكانٍ آخر، وزمنٍ آخر، وعالمٍ أبديٍّ آخر لا نهاية له يتخطّى القبر؛ وهذا هو المقصود بكلمة "رقاد". إنّه كحلمٍ مؤقّتٍ سيعيش بعده الأموات جميعهم بصوت الرّبّ وبوق رئيس الملائكة الرّهيب والبديع، ويخرجون كلٌّ إلى موضعه: إمّا إلى قيامة الحياة أم إلى قيامة الدّينونة (يوحنّا 29:5). هذا ما يقصده المسيحيّ بالانتقال. وينبغي لنا أن نكون مستعدّين للانتقال هذا، يوم القيامة العامّة والدّينونة، اليوم العالميّ الّذي يفوق الوصف، المـُدوَّن في الكتاب المقدّس.

إنّ هذا التّهيّؤ للقاء الملك السّماويّ بعد الموت أمام كرسيّ الدّينونة المرهوبة، هو أساساً استعداد الشّخص خلال حياته كلّها. ويعني هذا التّحضّر تغييراً في جميع أفكاره، والتّغيير الأخلاقيّ في كلّ كيانه، كي ما يصير الإنسان برمّته نقيّاً وأبيض كالثّلج، ويغسل مطهّراً كلّ ما يدنّس الجسد والرّوح، فيتزيّن بكلّ فضيلة: التّوبة، الوداعة، التّواضع، اللّطف، البساطة، العفّة، الرّأفة، التّقشّف، التّأمّل الرّوحيّ، المحبّة المتّقدة للرّب والقريب.

بالتّالي أنتم المشتركين في الأعياد المسيحيّة، وخاصّةً في عيد رقاد والدة الإله الحاضر، والمتزيّنين بإشعاعٍ بكلّ فضيلةٍ، والمنتقلين إلى الأخدار السّماويّة، إلى ابنها وإلهها، أذيعوا للكلّ ليحضّروا نفوسهم كي تكون مسكناً للرّبّ. أخبروهم كذلك عن التّوبة المستمرّة، وعن التّزيّن بالفضيلة المسيحيّة الّذي لا يبلى. ليكن أمواتكم أيضاً دون خزيٍ أو اضطرابٍ، بمثابة عهدٍ لجوابٍ حسنٍ أمام كرسيّ الدّينونة المرهوبة. آمين.

 ناصر شقور –nasershakour@gmail .com