أنت هنا

 

الأحد السابع بعد العنصرة

وتذكار القدّيسة العظيمة في الشهيدات أوفيميّا الجديرة بكلّ مديح  

نشيد القيامة\ باللحن السادس:

  إنَّ القوَّاتِ الملائكيَّة، ظهَرتْ على قبرِكَ، والحرَّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وَقفَتْ عندَ القبرِ، طالِبَةً جسدَكَ الطَّاهِر. فسلَبْتَ الجحيمَ ولم تنَلْكَ بأذى. ولاقَيتَ البتولَ، واهِبًا الحياة. فيا مَن قامَ من بين الأموات، يا ربُّ المجدُ لك.

نشيد القديسة العظيمة في الشهيدات أوفيميا \ باللحن الرابع

نَعْجَتُكَ يا يسوع. تَصْرُخُ بصَوْتٍ عظيم: يا عَرُوسي. أَنا أَصْبو إليكَ. وأُجاهِدُ في طَلَبِكَ. وأُصْلَبُ وأُدْفَنُ معَكَ في معموديَّتِكَ. وأَتأَلَّمُ مِن أَجلِكَ لأَمْلِكَ معكَ. وأَموتُ في سبيلِكَ لأَحيا فيكَ. فتَقَبَّلْ كذَبيحةٍ لا عيبَ فيها. مَن قرَّبَتْ لكَ ذاتَها حُبّاً لَكَ. وبما أَنكَ رحيمٌ. خلِّصْ بشفاعتِها نفوسَنا

نشيد شفيع الكنيسة:

 

 

نشيد الختام\ باللحن الثاني:

يا نصيرةَ المسيحيين التي لا تُخْزى، ووسيطتَهم الدائمةَ لدى الخالق. لا تُعْرضي عن أَصواتِ الخطأَةِ الطالبين إليكِ. بل بما انكِ صالحة، بادري إلى معونتِنا، نحن الصارخينَ إليكِ بإيمان: هَلمّي إلى الشفاعة، وأسرعي إلى الابتهال، يا والدةَ الإلهِ المحاميةَ دائماً عن مكرميكِ

  مقدمة الرسالة    ( الأحد 7 ب ع، رومة 15 : 1 – 7)

اللازمة: خلِّص يا ربُّ شعبَكَ، وبارِك مِيراثَك

الآية: إليكَ يا ربُّ أصرُخ. إلهي لا تَتصامَمْ عنّي

فصلٌ مِن رِسالة القِدِّيس بُولسَ الرَّسولِ إلى أهلِ رومَة

يا إخوَة، يَجبُ علَينا نحنُ الأقوِياءَ أن نَحتَمِلَ أَوهانَ الضُّعَفاء، ولا نُرضيَ أنفُسَنا * فليُرْضِ كلُّ واحِدٍ مِنّا القَريبَ لِلخَيرِ لأَجلِ البُنيان * فإنَّ المسيحَ لم يُرْضِ نَفسَهُ، بَل كما كُتِب: تَعيِيراتُ مُعَيِّريكَ وقَعَتْ عَليَّ* لأنَّ كلَّ ما كُتِبَ مِن قَبلُ إِنَّما كُتِبَ لِتعليمِنا، ليَكونَ لنا الرَّجاءُ بالصَّبرِ وبتعزيَةِ الكُتُب* وليُؤْتِكمْ إلهُ الصَّبرِ والتَّعزيَةِ اتِّفاقَ الآراءِ فيما بَينَكم، بحسبِ المسيحِ يَسوع حتى إنَّكم بنَفسٍ واحِدَةٍ وفمٍ واحدٍ تُمَجِّدُونَ اللهَ أبا رَبِّنا يَسوعَ المسيح* لذلكَ فليَقبَلْ بعضُكُم بعضًا كما قَبِلَكمُ المسيحُ لمجدِ الله.

هللويا:

  • السَّاكِنُ في كنَفِ العَليِّ، يُقسِمُ في حِمى إِلهِ السَّماء
  • يقولُ للربّ: أنتَ ناصِري ومَلجإي، إلهي الذي عليهِ أَتوَكَّل.

فصلٌ شريف من بشارة القديس متى البشير (الأحد 7 ب ع متى 27:9 )

في ذَلِكَ الزَّمان، فيما يَسوعُ مُجتازٌ، تَبِعَهُ أَعمَيانِ يَصيحانِ وَيَقولان: "إِرحَمنا يا ابنَ داوُد". فَلَمّا دَخَلَ البَيتَ دَنا إِلَيهِ الأَعمَيانِ، فَقالَ لَهُما يَسوع: "هَلْ تُؤمِنانِ أَنّي أَقدِرُ أَن أَفعَلَ ذَلِك؟" قالا لَهُ: "نَعَمْ يا سَيِّد". حينَئِذٍ لَمَسَ أَعيُنَهُما قائِلاً: " كَإيمانِكُما فَليَكُن لَكُما" فَانفَتَحَت أَعيُنُهُما. فَنَهاهُما يَسوعُ قائِلاً: "إِحذَروا أَنْ يَعلَمَ أَحد". أَمَّا هُما، فَخَرَجا وَشَهَراهُ في تِلكَ ٱلأَرضِ كُلِّها.

وَبَعدَ خُروجِهِما قَدَّموا إِلَيهِ إِنسانًا أَخرَسَ بِهِ شَيطان. فَلَمّا أُخرِجَ الشَّيطانُ تَكَلَّمَ الأَخرَس، فَتَعَجَّبَ الجُموعُ قائِلين: " لَمْ يَظهَرْ قَطُّ مِثلُ هَذا في إِسرائيل". أَمّا الفَرّيسِيّونَ فَكانوا يَقولون: "إِنَّهُ بِرَئيسِ الشَّياطينِ يُخرِجُ الشَّياطين". وَكانَ يَسوعُ يَطوفُ في جَميعِ المُدُنِ وَٱلقُرى، ويُعَلِّمُ في مَجامِعِهِم، وَيَكرِزُ بِبِشارَةِ المَلَكوتِ، وَيَشفي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعفٍ في الشَّعب.

تأمل في الرسالة

لقد أنهى كهنة الأبرشية مع باقي كهنة الموارنة واللاتين في الجليل رياضهم الروحية التي دامت أسبوعا. وأرى أن رسالة اليوم هي دعوة مناسبة للتعمق في معنى الكنيسة. فالرسالة هي مقطع من رسالة القديس بولس الى أهل روما الفصل 15 الآيات 1-7 وهي جزء من الآيات 1- 13هذا المقطع يحدد بوضوح علامات الكنيسة. بمجرد دراسة هذا المقطع، لا يمكن للعلماني او الكاهن أبدًا أن يدَّعي أنه لا يعرف واجبه داخل الكنيسة. يتم توضيح دور كل مؤمن في بناء الكنيسة وتقويتها بوضوح.

أولًا: القوي يتحمل ضعف الضعيف (الآيات 1-3).

ثانيًا: الكل يدرس كلمة الله ويتعمق بها في الكتاب المقدس (الآية 4).

ثالثًا: الكل يعمل من أجل الانسجام (الآيات 5-6).

رابعًا: يقبل الجميع بعضهم البعض دون تمييز (الآيات 7-12).

خامسًا: كل إنسان ممتلئ بإله الرجاء (الآية 13).

فلنتأمل الأقسام الثلاثة الأولى وهي رسالة اليوم.

أولًا القوي يتحمل ضعف الضعيف (الآيات 1-3). هذه الآيات توضح معنى الأخوة- الخدمة- الضعف- نقاط الضعف: في الكنيسة على القوي أن يتحمل ضعف الضعفاء. المؤمنون الضعفاء موصوفون في رومية 14. هم ، أولئك الذين يدينون ويحاكمون الآخرين ويتذمرون ويشكون وويزدرون الآخرين وينتقدون (رومية ١٤: ٢-٣ ، ١٠ ، ١٣) أولئك الذين ما زالوا يثقون بالسلوك الناموسيّ، افعل ولا تفعل (رومية 14: 1 ، 14-15). أولئك الذين يعصون كلمة الله ويخالفون وصايا الله الصريحة (رومية 14: 10-12 ، 16-23).

ولفظة نحتمل " bastazein " لا تعني التحمل مرغمًا وفي وضعية الحسد والتذمر. إنه يعني أن نحمل الضعفاء، وأن ندعمهم، وأن نحملهم كما يحمل الأب أو الأم الطفل في الحب والحنان والتفاهم والرعاية. كيف يمكن لمثل هذا الموقف أن يسود في الكنيسة؟ يعطي الكتاب المقدس الجواب بوضوح: "فليرضِ كل واحد منا قريبه لِلخَيرِ لأَجلِ البُنيان ". الأمر بهذه البساطة: دعونا لا نرضي أنفسنا، ولكن دعونا نرضي جارنا - دعونا نحيا لخيره وبنيانه.  إذا كان ما سأقوم به سيشكل حجر عثرة لأخي- فإننا لا نفعل ذلك. نحن نساعد، وندعم، ونعيش من أجل خير إخوتنا وأخواتنا حتى يتمكنوا من بنيانهم وبنائهم في الإيمان. لدينا أعظم نموذج في كل العالم لإنكار الذات والعيش للقريب: يسوع المسيح نفسه. "فإن المسيح لم يرضِ نفسه". وكما يقول لنا القديس بطرس" لأَنَّكُمْ لِهذَا دُعِيتُمْ. فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ لأَجْلِنَا، تَارِكًا لَنَا مِثَالًا لِكَيْ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ. 1 بطرس 2: 21).

ثانيا: في الكنيسة الكل يدرس كلمة الله ويتعمق بها في الكتاب المقدس (الآية 4) " كلَّ ما كُتِبَ مِن قَبلُ إِنَّما كُتِبَ لِتعليمِنا (didaskalian)" التعليم يعني: التعليمات والتوجيه والإرشاد. وكما يقول القديس يوحنا " وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يو 20: 31). قراءة الكتاب المقدس تقودنا من خلال الصبر والتعزية والرجاء.

ثالثًا: في الكنيسة يعمل الجميع من أجل الانسجام (الآيات 5-6) أي الوحدة - الإخوة. عندما يكون هناك الكثير من الاختلافات والأفكار المختلفة بين الناس، يجب أن يسعى المؤمنون باستمرار ليكونوا في رأي واحد. كيف يمكن للكنيسة - وهي كنيسة بها العديد من الشخصيات المتنوعة - أن تحقق مشاعر متناغمة واتفاق الآراء؟ ملاحظة: هاتان الآيتان هما صلاة لبولس. لقد قال للتو أن التحمل والراحة الضروريين للعيش من أجل الله يأتيان من الكتاب المقدس. الآن يقول إنهم جاءوا من عند الله. في الواقع، يقول إن الله هو إله الصبر (الاحتمال) والعزاء (الراحة). لذلك يؤمن المؤمن قوته واحتماله وراحته من الكتاب المقدس من الله. إذا رغب في الثبات حتى النهاية، فعليه أن يدرس الكتاب المقدس ويصلي، ويطلب من الله أن يعطيه القوة والتحمل والعزاء.

فلنصل الى الله أن يكون كهنتنا يتعاملون فيما بينهم بهذه الروح، ويعاملوا المؤمنين بها أيضًا. ولنصلِّ أن يعامل المؤمنون الكهنة وبعضهم بعضًا بهذه الروح، لتبنى الكنيسة وأبواب الجحيم لن تقوى عليها.

 ناصر شقور                   nasershakour@gmail .com