أنت هنا

 

 

نشرة الأحد

حسب الطقس البيزنطي في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

                                                                                                                                               


الأحد الرابع من الصّوم وتذكار أبينا البار يوحنّا السلّمي.

"القدّاس للقدّيس باسيليوس"        

 

صلاة الأنديفونا

أيُّها الربُّ المُحبُّ البشر. لقد خَلَّصتَ أهلَ نِينوى لمَّا تابُوا بالصّوم والدموع. فارأفْ بنا نحن العاجزينَ عن كلِّ جواب. فبما أنَّكَ حنون، وطِّدْ في قلوبِنا الإيمانَ باسمِكَ، وثَبِّتْ خطواتِنا في سَبيلِ وصاياكَ.

لأنَّكَ إلهٌ صالحٌ وطويل الأناة. وإليكَ نرفعُ المجدَ. أيُّها الآبُ والابنُ والروحُ القُدُس، الآنَ وكلَّ أوانٍ وإلى دهر الدَّاهرين. آمين

نشيد القيامة \ باللحن الثامن

انحَدَرْتَ منَ العلاءِ أَيُّها المُتحنِّن، وقبِلتَ الدَّفنَ ثلاثةَ أَيام، لكي تُعتِقَنا منَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا، يا ربُّ المجدُ لك.

نشيد البار يوحنا السلمي \ باللحن الثامن

بسيولِ دموعِكَ أخصبَ القفرُ العقيم. وبِزفراتِكَ العميقِةِ أثمرَتْ أتعابُكَ مِئةَ ضِعفٍ. فصِرْتَ للمسكونةِ كَوكبًا مُتلأْلئًا بالعجائب، يا أبانا البارَّ يوحنّا. فاشفَعْ إلى المسيحِ الإلهِ في خلاصِ نفوسِنا.

نشيد شفيع الكنيسة :

 

قنداق الختام\ باللحن الثامن:

نحنُ عبيدَكِ، يا والدةَ الإله، نكتُبُ لكِ آياتِ الغلبة، يا قائدةً قاهِرَة، ونقدِّمُ الشُّكرَ لكِ، وقد أُنِقذْنا منَ الشَّدائد. لكن، بما أنَّ لكِ العِزّةَ التي لا تُحارَب، أعتقينا من أصنافِ المخاطر، لكي نصرُخَ إليكِ: إفرَحي يا عروسةً لا عروسَ لها.

 مقدّمة الرسالة: {الأحد الرابع للصوم عب 6 :13 -20 }  

الربُّ يُؤتي شعبَهُ قوّةَ، الربُّ يُبارِكُ شعبَهُ بالسَّلام

قَدِّموا للربِّ يا أبناءَ الله، قَدِّموا للربِّ أبناءَ الكِباش

 

فصلٌ من رسالةِ القديسِ بولسَ الرَّسولِ إلى العبرانيين

يا إخوَة، إنّ اللهَ عِندَ وَعدِهِ لإبراهيم، إذ لم يَكُنْ لهُ أن يُقسِمَ بما هوَ أعظَمُ مِنهُ، أَقسَمَ بنفسِهِ* قائلاً: لأُبارِكنَّكَ بَرَكَةً وأكثِّرَنَّكَ تَكثيرًا * وهكذا إذ تأنَّى نالَ المَوعِد * وإنَّما النّاسُ يُقسِمونَ بِما هو أعظَمُ منهُم، وتَنقَضي كلُّ مُشاجَرَةٍ بَينَهُم بالقسَمِ للتَّثبيت * لذلكَ لمَّا شاءَ اللهُ أن يَزيدَ وَرَثَة المَوعِدِ بَيانًا لعدمِ تحوُّلِ عزمِه، توسَّطَ بقَسَمٍ* حتّى نَحصُلَ بأمريْنِ لا يتحوّلانِ ولا يُمكِنُ أن يُخلِفَ اللهُ فيهِما، على تَعزيةٍ قوِيَّة،، نحن الذين التجَأنا إلى التمسُّكِ بالرَّجاءِ المَوضوعِ أمامَنا * الذي هو لنا كمِرساةٍ للنَّفسِ أمينةٍ وراسخة. وهو يَدخلُ إلى داخِلِ الحِجاب * حيثُ دخلَ يَسوعُ كسابقٍ لأجلِنا، صائِرًا رئيسَ كَهنةٍ إلى الأبدِ على رُتبَةِ مَلكيصادَق.

        هللويا

صالِحٌ الاعترافُ للرَّبِّ، والإشادةُ لاسمِكَ أَيُّها العَليّ

ليُخبَرَ بِرَحمتِكَ بالغداةِ، وفي الليلِ بحقِّكَ

 

فصل من بشارة القديس مرقس البشير {الأحد الربع من الصوم}

   في ذلك الزمان، دنا إلى يسوع إنسانٌ وسجدَ لهُ قائلاً: "يا معلِّم، قد أتيتُكَ بابني بهِ روحٌ أبكم. وحيثما اعتراهُ يصرعُهُ فيُزبد ويصرف بأسنانِهِ وييبس. وقد قلتُ لتلاميذِكَ أن يُخرجوهُ فلم يقدِروا". فأجابَهُ قائلاً: "أيّها الجيلُ الغيرُ المؤمن، إلى متى أكونُ عندكم وحتّى متى أحتملُكم؟ هلمَّ بهِ إليَّ". فأتَوهُ به. فلمَّا رآهُ للوقتِ صرعَهُ الروح، فسقطَ على الأرضِ يتمرَّغُ ويُزبد. فسألَ أباه: "منذُ كم من الزمانِ أصابَهُ هذا؟" فقالَ: "منذُ صِباه. وكثيرًا ما ألقاهُ في النَّارِ وفي المياهِ ليهلكَه، لكن إن استطعتَ شيئًا فتحنَّن علينا وأغِثنا". فقالَ لهُ يسوع: "إنِ استطعتَ أن تؤمنَ، فكلُّ شيءٍ ممكنٌ للمؤمن". فصاحَ أبو الصبيِّ لساعتِه بدموعٍ وقال: "إنّي أومنُ يا ربّ، فأَعِنْ قِلَّةَ إيماني". فلمَّا رأى يسوعُ أنَّ الجمعَ يتبادرونَ إليهِ انتهرَ الروحَ النجسَ قائلاً لهُ: "أيُّها الروحُ الأصمُ الأبكم، أنا آمرُكَ أن اخرج منهُ ولا تَعُدْ إليهِ من بعد". فصرخَ وخبطَهُ كثيرًا وخرجَ منه، فصارَ كالميتِ حتّى قالَ كثيرونَ: "إنّهُ قد مات". فأخذَ يسوعُ بيدِه وأنهضَهُ فقام. ولمّا دخلَ البيتَ سألَهُ تلاميذُهُ على انفرادٍ: "لماذا لم نستطعْ نحنُ أن نخرجَه؟" فقالَ لهم: "إنَّ هذا الجنسَ لا يُمكنُ أنْ يخرجَ بشيءٍ إلاّ بالصلاةِ والصوم". ولمّا خرجوا من هناك، اجتازوا في الجليل، ولم يكُنْ يريدُ أن يدريَ أحد. وكانَ يعلّمُ تلاميذَهُ ويقول لهم: إنَّ ابنَ الإنسانِ سَيُسْلَمُ إلى أيدي الناسِ فيقتلونَهُ، وبعد أن يُقتَلَ يَقومُ في اليومِ الثالث.

 

صلاة إفرام السرياني      الأب الكسندر شميمان

هذه هي الصلاة التي تستحق بالدرجة الأولى أن تُسمى "الصلاة الصيامية" أكثر من جميع الصلوات والترانيم التي نتلوها في الصوم. وينسبها التقليد إلى واحد من أعظم المعلمين الروحيين ألا وهو القديس إفرام السرياني. لماذا تحتل هذه الصلاة الصغيرة مركزًا مهمًا في الخدم الصيامية كلها؟ لأنها تعدد بطريقة فريدة جميع مقومات التوبة السلبية والإيجابية ولأنها بمثابة "محك" لجهدنا الشخصي في الصيام. وغاية هذا الجهد أولاً أن يحررنا من بعض الأمراض الروحية الأساسية التي تطبع حياتنا وتحول بالواقع أن نبدأ توجيه أنفسنا نحو الله.

المرض الأساسي هو البطالة. وهي ذلك الكسل الغريب، تلك السلبية التي تمتلك كياننا كله والتي تدفعنا دائمًا إلى "الأسفل" بدلاً من "الأعلى"، والتي تقنعنا دائمًا أن لا تغيير ممكن وبالتالي مرغوب. إنها بالواقع سخرية عميقة تجيب أمام كل تحدّ روحي: "ولماذا نتعب"؟ وتجعل من حياتنا جهدًا ضائعًا. إنها أصل الخطايا كلها لأنها تسمم الطاقة الروحية في منبعها الأصيل.

ونتيجة البطالة هو الفضول. وهي حالة اليأس والقنوط التي اعتبرها جميع الآباء أعظم خطر الروح. واليأس هو أن يستحيل على الإنسان أن يرئ أي شيء جيدًا أو إيجابيًا وأن يجعل كل شيء سلبيًا ومتشائمًا. إنه قوة شيطانية فينا لأن الشيطان هو أساسًا كاذب. إنه يكذب على الإنسان بشأن الله والعالم، ويملأ الحياة بالظلمة والسلبية. اليأس هو انتحار النفس لأنه عندما يمتلك الإنسان يصبح هذا الأخير عاجزًا بالكلية أن يرى النور ويرغب فيه.

"حب الرئاسة". قد يبدو هذا غريبًا أن البطالة واليأس هما اللذان يملآن حياتنا بحب الرئاسة. فبإفسادهما موقفنا الكلي من الحياة يجعلانها فارغًا بدون معنى ويجبراننا على أن نطلب تعويضًا عن هذا بأخذنا موقفًا خاطئًا بالكلية تجاه الآخرين. إذا لم يستقطب الله حياتي ولم تطلب الفضائل الأبدية فهي ستصبح لا محالة أنانية، انركزية (كلمة نحتناها من مركزية الأنا، Egoeentrism)، وهذا يعني أن جميع الكائنات الأخرى أصبحت أدوات لاكتفائي الذاتي. إذا لم يكن الرب سيدًا لحياتي، فسأصبح أنا ربًا وسيدًا لنفسي، المركز المطلق العالمي، (التشديد على ياء التخصيص)، أفكاري، رغباتي، أحكامي. حبّ الرئاسة إذا هو انحراف أساسي في علاقتي بالآخرين، وتفتيش عن إخضاعهم لي. وقد لا يظهر هذا بالضرورة بدافع عملي لإجبار الآخرين والسيطرة عليهم. من الممكن أيضًا أن يظهر أيضًا في اللامبالاة وعدم الاحترام أو هدم الاعتبار والازدراء بالآخرين. إنه بالواقع بطالة ويأس موجهان هذه المرة للآخرين. وهو يكمل الانتحار الروحي بقتل روحي (أي للآخرين).

وبالنهاية الكلام البطال. من جميع الكائنات المخلوقة، الإنسان وحده أعطي موهبة النطق. ويرى الآباء جميعهم "ختم" الصورة الإلهية نفسه في الإنسان لأن الله نفسه قد استعلن كـ "كلمة" (يوحنا 1:1) وبما أنها الموهبة العظمى فهي بالوقت نفسه الخطر الأعظم. وبما أنها التعبير الأصيل للإنسان، أداة تحقيق ذاته، هي للسبب نفسه أداة سقوطه وتحطيم ذاته، أداة الخيانة والخطيئة. الكلمة تخلّص والكلمة تقتل، الكلمة توحي والكلمة تسمم، إنها أداة الحقيقة وأداة الكذب الشيطاني. إنها تمتلك في الوقت نفسه قوة هائلة إيجابية وسلبية. إنها تخلق بالواقع، إيجابيًا أم سلبيًا. عندما تنحرف عن أصلها الإلهي وعن غايتها، تصبح الكلمة باطلة، تافهة. وعندها تقوّي البطالة والقنوط وحب الرئاسة وتجعل من الحياة جحيمًا، وتصبح قوة الخطيئة نفسها.

هذه الأشياء الأربعة هي سلبيات التوبة. إنها الحواجز التي علينا أن نزيلها. ولكن الله وحده قادر أن يزيلها. ولذا القسم الأول من صلاة الصيام هذا الصراخ من أعماق اليأس الإنساني (أيها الرب وسيد حياتي)

 

ناصر شقور                     nasershakour@gmail .com