أنت هنا

                                                                                                                

الأحد الثاني  للفصح: أحد القديس توما

عيد سيدي مبطل لخدمة القيامة

مباركة مملكة الآب...

المسيح قام المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت... (ثلاثًا)

صلاة الأنديفونا

أيُّها المسيحُ الإله، يا مَن أظهَر لِتوما جنبَهُ الذي خرجَ منهُ الدَّمُ والماءُ، رَمْزُ المعموديّة، ودعاهُ ليلمُسَ الجُرحَ الذي بهِ شُفِيَ الإنسانُ منَ الجُرحِ العَظيم. ثَبِّتْ إيمانَنا بلاهوتِكَ وناسوتِكَ، فنُصبِحَ شُهودًا لِقيامتِكَ المجيدة بأقوالِنا وأفعالِنا وسيرتِنا الجديدة. لأنَّكَ أنتَ قيامتُنا، أيُّها المسيحُ الإله، وإليكَ نرفعُ المجدَ، وإلى أبيكَ الأزليِّ وروحِكَ القُدُّوس، الآن وكلَّ أوان وإلى دهر الدّاهرين. آمين

ترنيمة الدخول:

    في المجامع باركوا الله. الربّ من ينابيع شعبِهِ.

    خلّصنا يا ابنَ الله. يا مَن قامَ من بينِ الأموات. نحن المرنِّمينَ لكَ هلِّلويا

نشيد القديس توما \ باللحن السابع (ثلاثا)

إذ كانَ القبرُ مختومًا أشرقتَ منهُ أيُّها الحياة. ولمَّا كانتِ الأبوابُ مُغلَقَةً. وقفتَ بالتَّلاميذ، أيُّها المسيحُ الإلهُ قيامةُ الكُلّ. وجَدَّدتَ لنا بِهِم روحًا مُستقيمًا. بعظيمِ رحمتِكَ

قنداق الختام للفصح\ باللحن الثاني

وإن نزلتَ إلى القبرِ يا مَن لا يموت، فقد نقَضتَ قُدرةَ الجحيمِ. وقُمتَ كظافرٍ، أيُّها المسيحُ الإله. وللنِّسوَةِ حامِلاتِ الطِّيبِ قُلتَ افرحْنَ. ولرُسُلِكَ وَهَبتَ السَّلام، يا مانِحَ الواقِعينَ القِيام.

مقدمة الرسالة:

عظيمٌ ربُّنا وعظيمةٌ قوَّتُهُ، ولا إحصاءَ لعِلمهِ

سبِّحوا الرَّبَّ فإنَّ التَّرنيمَ صالحٌ. لإلهِنا يَلَذُّ التَّسبيح

فصلٌ من أعمالِ الرُّسلِ القدّيسين (اعمال الرسل 5: 12-20)

في تِلكَ الأيام، جَرَت على أيدي الرُّسلِ آياتٌ وعجائبُ كثيرةٌ في الشَّعب. وكانوا كُلُّهُم بنَفْسٍ واحدةٍ في رِوَاقِ سُلَيمان * ولم يَكُنْ أَحدٌ من الآخَرين، يَجترىءُ أن يُخالِطَهم. بل كانَ الشَّعبُ يُعظِّمُهم * وكان جماعاتٌ مِن رِجالٍ ونِساءٍ ينضمُّون بكَثرةٍ، مُؤمنين بالرَّبِّ. حتى إنهم كانوا يَخرُجون بالمَرضى إلى الشَّوارع، ويَضَعونَهُم على فُرُشٍ وأَسِرَّةٍ، لِيقَعَ ولو ظِلُّ بطرسَ عِند اجتيازِهِ، على بعضٍ مِنهُم * وكانَ يجتمعُ أَيضًا إلى أُورشليمَ جُمهورُ المُدنِ التي حَوْلَها، يَحمِلون المرضى والمُعذَّبين بالأرواح النَّجسة. فكانوا يُشفَون جميعُهم * فقامَ رئيسُ الكهنةِ وكلُّ مَن معَهُ، وهم مِن مَذهَبِ الصَدُّوقيّين، وامتلأُوا حسَدًا * وألقَوْا أَيديَهم على الرُّسُل، وجعلوهم في الحبسِ العامّ * ففتح ملاكُ الرَّبِّ أبوابَ السِّجنِ ليلاً. وأخرجَهم وقال * امضوا وقِفوا في الهَيكل، وكلِّموا الشَّعبَ بجميعِ كلمات هذه الحياة

هللويا

هلمُّوا نبتهجْ بالرّبّ، ونُهلِّلْ للهِ مخلِّصِنا

فإنَّ الرَّبَّ إلهٌ عظيمٌ، وملِكٌ عظيمٌ على الأرض كلِّها

فصلٌ شريف من بشارة القدِّيس يوحنا البشير ( يو 20: 19 -31)

فِي عَشيَّةِ ذلكَ اليَومِ عَيْنِهِ وهو الأوَّلُ منَ الأُسْبوع. والأبوابُ مُغلقَةٌ حيثُ كانَ التلاميذُ مُجتمعينَ خَوْفًا مِنَ اليهود. جاءَ يَسوعُ ووقَفَ في الوَسَطِ وقالَ لهم: "السَّلامُ لكم" * ولمَّا قالَ هذا أَراهُمْ يَدَيْهِ وجَنْبَهُ. ففَرِحَ التَّلاميذُ إِذْ أَبصَرُوا الرَّبّ * وقالَ لهم يسوعُ ثانيةً: "السَّلامُ لكم. كما أَرْسَلَني الآبُ كذلك أَنا أُرسِلُكُم" * ولمَّا قالَ هذا نَفَخَ فيهِم وقالَ لهُم: "خُذُوا الرُّوحَ القُدُس * مَن غَفَرْتُمْ خَطاياهُم تُغفرُ لَهم. ومَنْ أَمسكْتُم خَطاياهُم أُمْسِكتْ" *

وإِنَّ تُوما أَحَدَ الاثْنَـيْ عَشَرَ. الَّذي يُقالُ لَهُ التَّوأَم. لم يَكُنْ مَعَهم حينَ جاءَ يَسوعُ * فقالَ لَهُ التَّلاميذُ الآخَرون: "إِنَّنا قد رَأَيْنا الرَّبّ". فقالَ لَهم: "إِنْ لم أَرَ مَوضِعَ المَساميرِ في يَدَيْهِ، وأَضَعْ إِصْبَعي في مَوضِعِ المَساميرِ وأَضَعْ يَدِي في جَنْبِهِ لا أُؤْمِن" * وبعد ثمانيةِ أَيَّامٍ كانَ تلاميذُهُ أَيضًا داخلاً وتوما معهم. فأَتى يسوعُ والأَبوابُ مُغلقةٌ ووقفَ في الوَسطِ وقالَ: "السَّلامُ لكم" * ثمَّ قالَ لتوما: "هاتِ إِصبَعَكَ إِلى ههنا. وعايِنْ يدَيَّ. وهاتِ يدَكَ وضَعْها في جنبي. ولا تكُنْ غيرَ مؤمنٍ بل مؤمنًا" * أَجابَ توما وقالَ لهُ: "ربي وإِلهي" * قالَ لهُ يسوعُ: "لأَنَّك رأَيتَني يا توما آمنت. طوبى للذين لم يَـرَوا وآمنوا" * وآياتٍ أُخَرَ كثيرةً صنعَ يسوعُ أَمامَ تلاميذِهِ لم تُكتَبْ في هذا الكتاب * وإِنَّما كُتبَت هذه لتؤمنوا بأَنَّ يسوعَ المسيحَ هوبنُ الله ولتكونَ لكم إِذا آمنتم الحياةُ باسمِه*

 

النشيد لوالدة الإله \ باللحن الأول أو الخامس

أيَّتُها المِصباحُ السَّاطِعُ الضِّياء، وأُمُّ الإله، المجدُ البَاهِر، يا أرفَعَ كُلَّ البَرايا ، بالتَّسابيحِ إيَّاكِ نُعَظِّم.

نبدل نشيد المناولة " اقبلني اليوم..." بترنيمة المناولة " جسد المسيح.."

جسدَ المسيحِ خُذُوا ومِنَ الينبوعِ الذي لا ينضُب ذُوقوا- هلليلويا- بشِّروا بطرس وباقي التلاميذ بأن المسيح قد قام. أنصت يا شعبي إلى ناموسي، وأميلوا آذانكم إلى كلام فمي. وهلمّ بنا يا مؤمنون نصعد إلى نحو الجليل، هناك نعاين الرّب الناهض. من بين الأموات، والمُشرِق من القبر في اليوم الثالث. هلليلويا

نبدل النشيدين"لقد نظرنا..." و"ليكن اسم الرب.." بنشيد العيد "المسيح قام... " (ثلاثًا)

تأمل في معنى كلمة "إنجيل"

في أحد الفصح، بدأت الكنيسة بتلاوة انجيل القديس يوحنا "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله...". لقد أطلق كلٌّ من القديسين متى ومرقس ولوقا ويوحنا على كتبهم عن يسوع: كلمة "إنجيل". إنهم لم يقصدوا بها مجرد المعنى الحرفي لكلمة إنجيل أي "البشرى السارة"، وهو ما نفهمه اليوم بأنه أخبار جميلة، أو أخبار جيدة. في مقابل الأخبار التي نسمعها في نشرات الاخبار: هنا عنف وقتل، وهنا حرب، وهناك سرقة واحتيال. 

لكن لكلمة إنجيل، في القرن الأول الميلادي وفي العالم الروماني، كان لها وقع آخر على آذان المستمعين. الأناجيل كانت إعلانات سمعها الشعب في الأماكن العامة، فقد قيلت بصوت عال في الشوارع من قبل "منادون" مختصون، مثلما كان في قرانا حتى القرن الماضي "الحاضر يعلم الغائب...". وأحيانًا كانت تنقش على حجر وتعلَّق في المدينة.

لم تكن الاناجيل مجرد كتابات دينية، إنما كانت ذات طابع عسكري. ولها صيغة محددة. كانت تبدأ بألقاب الشخصيَّة التي يعلن عنها وينادى باسمها. ثم ينادى بما قد قامت به من إنجازات، خاصة عسكرية. ثم أنَّه سيدخل المدينة، أي أنها عبارة عن تنبيه وتحذير عن شخص مهم في طريقه الى المدينة ومن المفضل الاستعداد لاستقبالها. وإذا كان القيصر هو القادم، فعادة للمنادة "الانجيل" أيضًا طابع ديني، فقد كانت تذكر الأناجيل أنه "إله" وابن آلهة. وحتى "مخلص العالم" والقسم الأخير (الثالث) من الإعلان هو ما يتوقع ويتطلب من السامعين القيام به. وبالتالي فالخبر السار المعلن أن الإمبراطور إلهيّ، بحضوره يبدأ تأريخ جديد، وكل الأشياء ستنسب لبدء حكمه، وأنه غلب الأعداء وأقرَّ السلام في أكبر امبراطورية، وأنَّه يتوقع الآن من المدينة العبادة والطاعة.

مع هذا المفهوم، عندما يبدأ يوحنا انجيله بقوله "في البدء كان الكلمة وكان الكلمة الله..."، او افتتاح انجيل مرقس "بدء انجيل يسوع المسيح ابن الله..". فإن هذا إعلان ثورة ضد روما وضد مفاهيم هذا العالم. فهم يعلنون بذلك أن يسوع المسيح هو ابن الله وليس قيصر (سلاطين هذا العالم). أن يسوع من السماء أتى، وليس قيصر. وأن يسوع هو مخلِّص العالم، وليس قيصر. أن مولد يسوع قد غيّر الوقت وللأبد وليس مولد قيصر. وأن ليسوع منادٍ يهيئ طريقه – وهو يوحنا المعمدان. وأن أعمال يسوع هي التي ستجلب الخلاص للعالم، وليست أعمال قيصر. وأن يسوع هو من سيجلب السلام للعام، وليس قيصر. أن مملكة يسوع ستبقى للأبد وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، لكن مملكة يسوع ليست من هذا العالم. لذا فالأناجيل هي إعلان عن الانتصار على الخطيئة، والانتصار على الموت بالقيامة. والمطلوب منا أن نموت عن انساننا القديم في المعمودية مع يسوع، لنقوم معه ونصير نحن أبناء النور. وورثة الحياة الأبدية.

ناصر شقور         nasershakour@gmail .co