أنت هنا
القائمة:
|
الأحد الثاني بعد العنصرة 23 حزيران 2019
نشيد القيامة \ باللحن الأول :
إنَّ الحجرَ ختَمَهُ اليهود، وجسدَكَ الطَّاهرَ حرسَهُ الجنود. لكنَّكَ قمتَ في اليومِ الثالث، أَيُّها المُخلِّص، واهِبًا للعالم الحياة. لذلك قوَّاتُ السَّماواتِ هتفَتْ إليكَ، يا مُعطِيَ الحياة: المجدُ لقيامتِكَ أَيُّها المسيح. المجدُ لمُلكِكَ، المجدُ لتدبيرِكَ، يا مُحِبَّ البشرِ وَحدَك.
نشيد عيد الجسد \ باللحن الأول
إنَّ المسيح. إذ أحَبَّ خاصَّتَهُ. وإلى الغايةِ أحَبَّهُم. مَنَحَهُم. جسدَهُ ودمَهُ مأكلاً ومَشْرَبًا. فنحنُ الآنَ نسجُدُ لهما بوَقارٍ مُكرِّمين. ونَهتِفُ إليهِ بورَعٍ قائلين: المجدُ لحضورِكَ أيُّها المسيحُ. المجدُ لحنوِّكَ. المجدُ لتنازُلِك، يا محبَّ البشَرِ وحدَك.
نشيد شفيع الكنيسة
قنداق الختام للعيد\ باللحن الثاني
أيُّها المسيحُ، لا تأنَفْ من تَناولي الآنَ، جَسدَكَ ودَمَكَ الإلهيَّين. ولا يَكُنِ اشتراكي أنا الشقيَّ، في أسرارِكَ الطَّاهرةِ والرهيبةِ، أيُّها السيِّدُ، للدينونة. بل فليَصِرْ لي ذلكَ للحياةِ الأبديَّةِ الخالدة.
مقدمة الرسالة: {الأحد الثاني ب ع (رومة 2 :10-16 ) }
اللازمة: لتَكُنْ يا ربُّ رحمَتُكَ علَينا، بِحَسَبِ اتِّكالِنا عليك
الآية : ابتَهِجُوا أيُّها الصِّدِّيقونَ بالرَّبِّ، بالمُستَقيِمينَ يَليقُ التَّسبيح
فصلٌ مِن رِسالةِ القدِّيس بُولسَ الرَّسولِ إلى أهلِ رومة
يا إخوَة، المجدُ والكَرامةُ والسَّلامُ لكلِّ مَن يَصنَعُ الخَير، لليَهُوديِّ أَوَّلاً ثم لليُونانيِّ. إذ ليسَ عندَ اللهِ مُحاباةُ وُجوهٍ* لأنَّ كلَّ الذينَ خَطِئوا وليسَ عِندَهم ناموسٌ، فبدونِ ناموسٍ أيضاً يَهلِكون، وكلُّ الذينَ خَطِئوا وعِندَهم ناموسٌ، فبِمُقتَضى الناموسِ يُدانون* لأنَّهُ ليسَ السَّامِعونَ للنَّاموسِ هُم أبرارًا عندَ الله، بَل إنَّما العامِلونَ بالنَّاموسِ يُبَرَّرون* فإنَّ الأُمَمَ الذينَ ليسَ عندَهم ناموسٌ، حينَما يَعمَلُون طبيعِيًّا بِما هو في النَّاموس، فهؤُلاءِ الذينَ ليسَ عندَهم ناموسٌ يكونونَ ناموسًا لأنفُسِهِم* ويُظهِرونَ عمَلَ النَّاموسِ المكتوبِ في قُلوبِهم، وضَميرُهم شاهِدٌ، وأفكارُهُم تَشكُو أو تَحتَـجُّ فيما بينَها* يَومَ يَديَن اللهُ سَرائِرَ النَّاسِ، بحسَبِ إنجيلي بيسوعُ المسيح.
هللويا:
اللهُ هُوَ المُنتَقِمُ لي، ومُخْضِعُ الشّعوبِ تحتي
المُعَظِّمُ خلاصَ المَلِك، والصَّانعُ رحمةً إلى مسيحِهِ
فصلٌ شريف من بشارة القديس متى البشير
{ متى 4 :18-23 الأحد الثاني ب ع }
في ذلكَ الزمان، فيما كانَ يسوعُ ماشِيًا على شاطِئ بَحرِ الجَليل، أبصَرَ أخَوين، سِمعانَ المَدعوِّ بُطرُسَ وأندَراوُسَ أخاه، يُلقِيانِ شَبَكـةً في البَحْر، لأَنَّهُما كانا صَيَّادَين. فقالَ لَهُما: " إتبَعاني فأجعلَكُما صَيَّادَيِ الناس* فلِلوَقتِ ترَكا الشِّباكَ وتَبِعاهُ* وجازِ مِن هُناكَ، فرأى أخَوَينِ آخَرَين. يَعقوبَ بنَ زبَدى ويوحَنَّا أخاه، في سفينةٍ معَ أبيهِما زبَدى، يُصْلِحانِ شِباكَهُما. فدَعاهُما* ولِلوَقتِ ترَكا السفينةَ وأباهُما وتَبِعاهُ* وكانَ يسوعُ يَطوفُ في الجَليلِ كلِّهِ يُعلِّمُ في مَجامِعِهِم، ويَكرِزُ ببِشارةِ الملَكوت، ويَشفي كلَّ مرَضٍ وكلَّ ضُعفٍ في الشَّعب.
هل الله يدعوني؟
انجيل اليوم هو انجيل الدعوات. فهل الله يدعوني أنا العلماني؟ واي دعوة يدعوني لها؟ هنالك العديد من الدعوات، إذ يؤكد القديس بولس: " وهوَ الذي "أَعطى" بعضًا أَنْ يكونوا رُسُلاً، وبَعضًا أَنبياءَ، وبَعْضًا مُبشِّرينَ، وبَعْضًا رُعاةً ومُعلِّمين؛ مُنظِّمًا هكذا القدِّيسينَ لأَجلِ عَملِ الخِدمَةِ في سَبيلِ بُنْيانِ جَسَدِ المسيحِ، الى أَنْ نَنْتهي جميعُنا ... "الإِنسانِ" البالِغِ، الى مِلْءِ اكْتِمالِ المسيح. الذي مِنهُ ينالُ الجَسَدُ كلُّهُ التَّنْسيقَ والوَحْدةَ، وبتَعاوُنِ جميعِ المفاصِلِ، على حَسَبِ العَملِ المناسِبِ لكُلِّ عُضْوٍ، يُنشِئُ لِنفْسِهِ نُموًّا، ويُبْنى في المَحَبَّة. (أفسس 4: 11-16).
عندما نتحدث عن "دعوة العلمانيين"، يجب أن نتنبه الى أمرين: الأسلوب والهدف. الأسلوب – بناء الشخص من خلال حياة الأسرار للكنيسة والا تكون الخدمة انفصال او تكوين مجموعة منفصلة عن الجماعة؛ والهدف - بلوغ النضج إلى مِلْءِ اكْتِمالِ المسيح. ومع ذلك، هناك قلق آخر: الدعوة إلى خدم معينة - من "أنبياء، والمبشرين، والمعلمين..." يمكن أضافة شهداء ونساك وصانعي السلام وخدمة الذين في الضيقات وذوي الاحتياجات والمرض المستشفيات والعديد من الخدم الأخرى. في كثير من الأحيان، لا ينمو العلمانيون إلى كمال مكانة المسيح فيتساءلون، "ما هي دعوتي؟ لأنهم ببساطة لا يسمعون دعوة، أو يميزون المكالمة بشكل غير صحيح.. مثلما حدث مع صاموئيل الذي احتاج الى عالي الكاهن لوجهه ويدعمه ليقول: "تكلم يا رب فإن عبدك يسمع" (الملوك الأول 3: 10)
الدعوة الأساسية، التي هي أساس ومعنى وغاية كل الدعوات هي الدعوة المسيحانية، الشركة مع الله في المسيح. دعوة إلى الاتحاد بالله والفصل الأول من سفر التكوين لا يغفل إيضاح هذا الأمر، فالإنسان مخلوق على صورة الله لكي يصل إلى مثاله. ملء مثال الله هو يسوع المسيح، وعليه فدعوة الإنسان، كل إنسان، هي ح والاتحاد به. الله يدعونا لأنه يحبنا: “انظروا ما أعظم المحبة التي سبغها الأب علينا إذ دعانا أن نكون أبناء الله ونحن كذلك فعلاً” (1 يو 3، 1).
تأتي الدعوة من خارج الشخص ليس صوت النفس؛ ففي انجيل اليوم يسوع اتى الى بطرس واندراوس وكانا يلقيان الشبكة في البحر مركزان على معيشتهما اليومية، وأما يَعقوبَ بنَ زبَدى ويوحَنَّا أخاه، في سفينةٍ معَ أبيهِما زبَدى، يُصْلِحانِ شِباكَهُما. فدَعاهُما يسوع. أما بولس فقد دعاه وهو في طريقة الى دمشق لإبادة المسيحيين. وكذلك عندما جاء رئيس الملائكة جبرائيل إلى العذراء مريم ليكشف عن دعوتها الفريدة كأم الله، يخبرنا الكتاب المقدس أنها "كانت مضطربة في قوله، وفكرت في طريقة تحية ذلك" (لو 1: 29). في كثير من الأحيان، عندما يدعو الرب شخصًا، تكون ردود أفعاله الأولية محيرة، حتى الخوف!
نحن بحاجة لشخص لرجل الله ليساعدنا على قرأة وفهم وتمييز الدعوة. في عظاته عن أفسس، يحدّد القديس يوحنا الذهبي الفم واجب الكاهن من خلال مسؤولياته تجاه العلمانيين: "... إن الرسول هو الوعاء الأكثر حيوية في الجسم كله، ويتلقى منه كل شيء؛ حتى يجعل الحياة الأبدية تمر عبره للجميع، كما في الأوردة والشرايين ". هنا تتوقف القيادة الرسولية على القدرة على تقليد خدمة يسوع المسيح، رئيس الكهنة، والعمل كقناة لقوة الروح القدس حتى يتمكن أعضاء الكنيسة الآخرون من الحصول على الحياة الأبدية. من الواضح أن العلمانيين يعمدون ويصيرون غصون الكرمة وتسكنهم الطبيعة الإلهية. إن واجب الكاهن هو تغذية وتشجيع الكهنوت الملوكي لجميع المؤمنين، حتى يتمكنوا بدورهم من بناء الكنيسة كحجارة حية.
بعد المكالمة والموافقة، "ها أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك"، تأتي الشدائد. تقول الأمثال: " خطَواتُ الإنسانِ يُسَيِّرُها الرّبُّ، فكيفَ يتَبَيَّنُ الإنسانُ طريقَهُ؟ لا تتَسَرَّعْ بِنُذُورِكَ للرّبِّ لِئلاَ تَندَمَ فيما بَعدُ. " (الأمثال 20 24-25). المسيرة تكون صعبة فيها ترك لما نحن معتادون عليه. فيها ترك لمنطقة الراحة والحياة السهلة. أي بالتعبير الكتابي "ترك للأهل". المسيرة فيها تجوال الى منطق غير معروفة وتعب وحزن، وألم، وفقدان وتشويه سمعة أحيانا، وغيرها من العوائق. لكن كل هذا هو للبناء للسير على خطى السيد المسيح، الذي لم يجد له مكان يضع في رأسه وتحمَّل كل الإهانات. ومن خلال المسيرة تبنى الشخصية الجديدة التي تعيش المحبة ونودع أنفسنا بين يدي الله ليفعل بنا ما يشاء.
الدعوة ليست مسألة تافهة: إنها هدية وأعباء. لذلك، فإن الاستجابة البشرية لدعوة تنطوي على اعتبارات جادة.
ناصر شقور nasershakour@gmail .com