أنت هنا

 
 

                                                                                                                                                    

      

الأحد 18 بعد العنصرة ( للرسالة)، الثاني بعد الصليب (للإنجيل) 

 

نشيد القيامة \ باللحن الأول:

إنَّ الحجرَ ختَمَهُ اليهود، وجسدَكَ الطَّاهرَ حرسَهُ الجنود. لكنَّكَ قمتَ في اليومِ الثالث، أَيُّها المُخلِّص، واهِبًا للعالم الحياة. لذلك قوَّاتُ السَّماواتِ هتفَتْ إليكَ، يا مُعطِيَ الحياة: المجدُ لقيامتِكَ أَيُّها المسيح. المجدُ لمُلكِكَ، المجدُ لتدبيرِكَ، يا مُحِبَّ البشرِ وَحدَك.

نشيد شفيع الكنيسة 

قنداق الختام\ باللحن الثاني: 

يا نصيرةَ المسيحيِّينَ التي لا تُخْزى، ووسيطتَهُمُ الدَّائمةَ لدى الخالق. لا تُعْرضي عن أَصواتِ الخطأَةِ الطَّالبينَ إليكِ. بل بما أنَّكِ صالحةٌ، بادري إلى معونتِنا، نحنُ الصَّارِخينَ إليكِ بإيمان: هَلُمِّي إلى الشَّفاعة، وأسرِعي إلى الابتهال، يا والدةَ الإله، المحاميةَ دائمًا عن مكرِّميكِ.

مقدمة الرسالة { الأحد 18 بعد العنصرة (2 كو 9: 6 -11)}

اللازمة: لتكُنْ يا ربُّ رحمَتُكَ علينا بحسَبِ اتكالِنا عليك   

الآية: ابتَهِجُوا أَيُّها الصِّدّيقونَ بالرَّبّ، بالمُستَقيِمينَ يَليقُ التَّسبيح 

فصلٌ من رِسالةِ القِدِّيس بُولس الرَّسول الثانية إلى أهل كُورِنثُس

يا إخوَة، مَن يَزرَعُ بِتقْتيرِ يَحصِدْ أَيضاً بتقْتير. ومَن يَزرعْ بالبَرَكاتِ فَبِالبَرَكَاتِ أَيضاً يَحصِدْ * فليُعطِ كلُّ أحَدٍ كما نَوى في قَلبِهِ، لا عنِ ابتِئاسٍ أَوِ اضطِرار: فإنَّ اللهَ يُحِبُّ المُعطِيَ المتهلِّل * واللَّهُ قادِرٌ أَنْ يُفيضَ عليكُم كلَّ نِعمةٍ. حتى إذا كانت لَكم كلُّ كِفايةٍ كلَّ حينٍ في كلِّ شيء، تَفيضونَ في كلِّ عَملٍ صالِح * كما كُتِبَ: " إنَّهُ بَدَّدَ وأَعطى المَساكين، فبِرُّهُ يَدومُ إِلَى الأَبَد" * والذي يَرزُقُ الزَّارِعَ زَرعاً وخُبزاً لِلقوت، يَرزُقُكم زَرعَكم ويُكَثِّرُهُ وَيزيدُ غِلالَ بِرِّكم * فتَستغْنُونَ في كُلِّ شيء، لأجلِ كُلِّ سَخاءٍ خالِصٍ يُنشِئُ شُكراً للَّهِ بواسِطتِنا.

هللويا

  • اللهُ هو المنتقِمُ لي ومُخضِعِ الشّعوبِ تَحتي

  • المُعَظِّمُ خَلاصَ الملِك، والصَّانِعُ رَحمَةً إلى مَسيحِهِ

فصلٌ شريف من بشارة القديس لوقا البشير 

{الأحد الثاني بعد عيد الصليب. لوقا 6: 31 – 36}

قالَ الربُّ: "كَمَا تُريدُونَ أَن يَفعَلَ النَّاسُ بِكُم، كذلكَ افعَلوا أَنتُم أَيضًا بهِم. فَإِنَّكُم إِن أَحبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم فأَيُّ فَضلٍ لَكُم؟ فَإِنَّ الخطأَةَ أَيضًا يُحِبُّونَ الَّذينَ يُحِبُّونَهُم. وإِن أَحسَنْتُم إِلى الَّذينَ يُحسِنُونَ إِليكُم فأَيُّ فَضلٍ لَكُم؟ فَإِنَّ الخَطَأَةَ أَيضًا يَفعَلونَ ذلكَ بعَينِهِ. وإِنْ أَقرَضتُمُ الَّذينَ تَرجُونَ أَنْ تَستَوفوا مِنهُم، فأَيُّ فَضْلٍ لكُم؟ فَإِنَّ الخطَأَةَ أَيضًا يُقرِضونَ الخطأَة لكي يَستَوفوا المِثْل. ولَكِن أَحِبُّوا أَعداءَكُم، وأَحْسِنوا وأَقرِضُوا غَيرَ مُؤَمِّلين شَيئًا، فيَكُونَ أَجرُكُم كَبيرًا، وتَكونوا بَني العَليِّ، لأنَّهُ مُنعِمٌ على غَيرِ الشَّاكِرينَ والأَشرار. فَكونوا إذَن رُحَمَاءَ كَما أَنَّ أَباكُم رَحِيم.  

 

القانون الذهبي

في انجيل اليوم للقديس لوقا، يقول يسوع: "كَمَا تُريدُونَ أَن يَفعَلَ النَّاسُ بِكُم، كذلكَ افعَلوا أَنتُم أَيضًا بهِم" بذلك تخطى يسوع تعليم اليهود خاصة العالم اليهودي هيلل الذي كان في فترة المسيح، إذ قال بالتلمود " ما تكرهونه، لا تفعلوه بغيركم". انه اكتفى بالنهي عن الأمور السلبية، اما يسوع فقد تخطاه وطالب بأمور إيجابية.

إن يسوع يطالبنا اليوم ان نعيد النظر في علاقتنا مع الآخرين. فالإنجيل يُشير الى أنواع من علاقات ويقيِّمها. فهنالك العلاقة المتوازنة في التعامل مع الآخرين، مثل العلاقة مع المعارف. يتم فيها تلبية حاجة الجهتين أي: "تعطي... تأخذ...". فلنراجع أنفسنا، فالزيارات أحيانًا بهذه الطريقة، "اللي بيزورني أزوره". كذلك الدعوات للأفراح (العزائم) هي من هذا النوع من العلاقة، "مَن يدعوني الى عرس ابنه، أدعوه الى عرس ابني". لا أكتفي بذلك بل أسجل قائمة بكم دفع كل شخص، لأرجِع له المبلغ في حينه. مرددين " كله قرض ودين حتى دموع العين". الا ان يسوع يتحدانا وينتقد هذا الأسلوب: " إِن أَحبَبْتُمُ الَّذينَ يُحِبُّونَكُم فأَيُّ فَضلٍ لَكُم... وإِن أَحسَنْتُم إِلى الَّذينَ يُحسِنُونَ إِليكُم فأَيُّ فَضلٍ لَكُم... فَإِنَّ الخَطَأَةَ أَيضًا يَفعَلونَ ذلك بعَينِهِ". وفي هذه الفترة فترة وباء الكورونا، هنالك من يؤجل عرس ابنه او ابنته، وذلك خوفًا ان لا يسد الآخرين الدَين. فانهم قد شاركوا كثيرين في الأعراس. 

لدينا في المجتمع أيضا علاقة التبادل السلبي، نستعملها مع الغرباء وقد ذكرها يسوع في مثل الوزنات، على لسان الملك (لو 19: 22) في التعبير: "آخذ ما لم اضعه، وأحصد ما لا ازرعه". لكي نقوم بذلك فإننا نحصِّن أنفسنا بالتعميم، نجعل الناس مجموعات وليس اشخاصا من لحم ودم، ونحاسبهم حسب المجموعة التي هم فيها. نطلق عليهم ألقابًا، ونتخذ من هذه الألقاب تبريرا لنقسِّي قلوبنا. والانجيل يعالج هذه القضية ويوضح لنا وضعنا دون محاباة قد نقسّي قلوبنا على شعب بكامله، ففي الرسالة الى تيطس 1:12 يقول أحد الأشخاص: " الكريتيون دائمًا كذابون. وحوش ردية. بطون بطالة". لنرجع كل الى نفسه، اذا بدّلتُ كلمة "الكريتيون"، ألا يمكنني ان أضع مكانها مجموعات مختلفة إن كان من الناحية القومية او الدين او الطائفة. كم مجموعة أصفها بهذه الصفات، او بصفات مشابهة؟  

أحيانا نعمم الصفة على بلدة ما، كما قال نثنائيل:" أمن الناصرة يمكن أن يخرج شيء صالحً؟.  فليراجع كل نفسه، وليذكر البلدات القريبة منه الا يقول نفس الشيء؟ لينظر كل الى الأحياء في بلدته الا يقول عنهم نفس الشيء. يوضح الانجيل آلية أخرى، وهي بأننا أحيانا نطلق ألقابا وصفات على الناس، ونحكم عليهم بحسب ما نُطلقه. فهذا " جابي ضرائب – عشار" فهو خاطئ، وذاك "نجار ابن النجار" فمن أين له المعرفة، وتلك "تزوجت وتطلقت سبع مرات"، او "الذي معها ليس بزوجها" فمن أين لها الطهارة. فنقطع علاقتنا الاجتماعية معهم. كما ورد في يوحنا 4:9 "اليهود لا يعاملون السامريين". ويمكننا ان نبدل كلمتيّ اليهود والسامريين بكل ما ذكر اعلاه. 

انجيل اليوم يريدنا ان نكسر هذه النظرة السلبية المبنية على أي فرق كان، لذلك يطلب منا "وأَحْسِنوا وأَقرِضُوا غَيرَ مُؤَمِّلين شَيئًا". أي انه يطلب منا ان نعامل الناس ليس بحسب الفوارق الاجتماعية والمواقف المسبقة، بل أن نستعمل علاقة جديدة، علاقة العطاء بدون مقابل، وهي العلاقة التي نقدمها لأبنائنا. نقدم غير آملين أن نأخذ أجرًا. هذه العلاقة ذكرها يسوع في انجيل متى 7 :12 " أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِذَا سَأَلَهُ ابْنُهُ خُبْزًا، يُعْطِيهِ حَجَرًا؟ وَإِنْ سَأَلَهُ سَمَكَةً، يُعْطِيهِ حَيَّةً؟". فالأهل يلبون حاجات أبنائهم، ولا يقيمون حسابًا مع الأولاد: انت تعطي... انا اعطي... بل العلاقة هي "انا اعطي لأني أحب". 

 

ناصر شقور    [email protected]