أنت هنا

 

 

نشرة الأحد

حسب الطقس البيزنطي في كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك

                                                                                                                                                    

الأحد الكنعانية   30 كانون الثاني  2022

وتذكار الأقمار الثلاثة باسيليوس الكبير وغريغوريوس اللاهوتي ويوحنّا الذهبيّ الفم.

 

نشيد القيامة \ باللحن الثالث

لِتفرَحِ السَّماويَّات، وتبتهِجِ الأرضيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًا بساعِدِهِ. ووَطِئَ الموتَ بالموت، وصارَ بِكْرَ الأموات. وأنقَذَنا مِن جَوْفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ عظيمَ الرَّحمة.

نشيد الأقمار الثلاثة\ باللحن الأول

هلُمُّوا نلتئِم ونُكرِّم جميعُنا الثَّلاثةَ الكواكبَ العظيمةَ للاَّهوتِ الثُّلاثيِّ الشُّموس، التي أنارتِ المسكونةَ بأشعَّةِ العقائدِ الإلهيّة، وأَنهارَ الحكمةِ المُجريةَ عسلاً، التي أروتِ البريَّة كلَّها بجداولِ معرفةِ الله: باسيليوسَ الكبير، وغريغوريوسَ اللاّهوتي، ويوحنّا الشهيرَ الخطيبَ الذهبيَّ النُّطق. ولنمدهم بالأناشيدِ نحنُ محبِّي أقوالِهم، فإِنَّهم يَشفعون إلى الثَّالوثِ فينا كلِّنا

نشيد شفيع الكنيسة

 

قنداق الختام لدخول السيد الى الهيكل\ باللحن الأول:

أيُّها المسيحُ الإله، يا مَن بمَولِدِهِ قدَّسَ المُستَودَعَ البَتوليّ. وبارَكَ يَدَيْ سِمعانَ كما يَليق. لقد بادَرتَ الآنَ أَيضاً وخلَّصتَنا. فاحفظْ رعيَّتَكَ بسلامٍ في الحروب. وأيِّدِ المؤمنينَ الذينَ أَحبَبْتَهم، أَيُّها المُحِبُّ البشرِ وحدَك.

مقدِّمة الرسالة: { الأقمار الثلاثة  )

في كلِّ الأرضِ ذاعَ منطقُهُم، وإلى أقاصي المسكونةِ كلامُهُم

السَّماواتُ تُذيعُ مجدَ الله، والفلكُ يُخبرُ بأعمالِ يديهِ 

فصلٌ من رسالة القديس بولس الرسول إلى العبرانيين

يا إخوة، أذكروا مدبِّريكُمُ الذينَ كلَّموكُم بكلِمةِ الله. تأمَّلوا في عاقِبةِ تصرُّفِهِم واقتادوا بإيمانِهِم، إنَّ يسوعَ المسيحَ هوَ هوَ أمسِ واليومَ وإلى الدُّهور، لا تنخَدِعوا بتعاليمَ متنوِّعةٍ وغَريبة. فإنَّهُ يَحسُنُ أن يُثبَّتَ القلبُ بالنِّعمة، لا بأطعمةٍ لَم تنفَعِ الذينَ جَرَوا بمُوجَبِها،  إنَّ لنا مَذبحاً لا يحِقُّ للذينَ يَخدُمونَ المسكِنَ أن يأكلوا مِنهُ، لأنَّ الحيواناتِ التي يَدخُلُ رئيسُ الكهنةِ الأقداسَ بدَمِها عَنِ الخطيئة، تُحرَقُ أجسامُها خارِجَ المحلَّة، لذلكَ يسوعُ أيضاً تألَّمَ خارِجَ الباب، ليُقدِّسَ الشَّعبَ بدمِهِ الخاصّ، فلنَخرُج إذَن إليهِ إلى خارِجِ المحلَّةِ حامِلينَ عارَه، لأنَّهُ ليسَ لنا ههُنا مدينةٌ باقية، لكنَّا نطلُبُ الآتية، فلنُقرِّب بهِ إذَن ذبيحةَ الحَمدِ للهِ كلَّ حين، وهيَ ثَمَرُ الشِّفاهِ المعترِفةِ لاسمِهِ، لا تَنسوا الإحسانَ والمؤاساة، فإنَّ اللهَ يَرتَضي مِثلَ هذهِ الذَّبائح 

هلِّلويَّات
تعترفُ السَّماواتُ بعجائبِكَ يا ربّ، وبحقِّكَ في جماعةِ القدّيسين

اللهُ ممجَّدٌ في جماعةِ القدّيسين، عظيمٌ ورهيبٌ عندَ جميعِ الذينَ حولَهُ 
فصلٌ شريف من بشارة القديس متى البشير

{الأحد 17 بعد العنصرة : المرأة الكنعانية  متى 15: 21-28 }

في ذٰلِكَ ٱلزَّمان. خَرَجَ يَسوعُ إِلى نَواحي صُورَ وَصَيدا * وَإِذا ٱمرَأَةٌ كَنعانِيَّةٌ قَد خَرَجَتْ مِن تِلكَ التُّخومِ. وَهِيَ تَصرُخُ إِلَيهِ قائِلَةً: "إِرحَمْني أَيُّها ٱلرَّبُّبنُ داوُدَ. فإِنَّ ٱبنَتي بِها شَيطانٌ يُعَذِّبُها جِدًّا"* أَمّا هُوَ فَلَم يُجِبْها بِكَلِمَة. فَدَنا تَلاميذُهُ وجَعَلوا يَسأَلونَهُ قائِلين. إِصرِفْها فَإِنَّها تَصيحُ في إِثْرِنا. فَأَجابَ وَقال: "لَم أُرسَلْ إِلاَّ إِلى ٱلخِرافِ ٱلضّالَّةِ مِن بَيتِ إِسرائيل"*  فَأَتَتْ وَسَجَدَتْ لَهُ قائِلَةً: "أَغِثني يا رَبّ " * فَأَجابَ قائِلاً: "لَيسَ حسَنًا أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ وَيُلقى لِصِغارِ ٱلكِلاب" فَقالَتْ. نَعَم يا رَبُّ. وَلٰكِنَّ ٱلكِلابَ ٱلصَّغيرَةَ تَأكُلُ مِنَ ٱلفُتاتِ ٱلَّذي يَسقُطُ مِن مَوائِدِ أَربابِها". حينَئِذٍ أَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَها. "عَظيمٌ إيمانُكِ يا ٱمرَأَةُ. فَليَكُنْ لَكِ كَما تُريدين" . فَشُفِيَتِ ٱبنَتُها مُنذُ تِلكَ ٱلسّاعَة *

تأمل في الانجيل

انجيل اليوم هو المرأة الكنعانية، يمكننا أن نتأمل الانجيل باسلوبين. الأسلوب الأول: نحلل مجرى الحدث: امرأة تطلب من يسوع طلب شفاء من أجل ابنتها، فلا يرد. نتسأل وبدهشة، لماذا هذا الصمت؟ يتدخّل التلاميذ في الحدث فيجيب يسوع، انه اتى لبني إسرائيل فقط، فنتسأل ما هذا التمييز العنصري من يسوع؟ سجدت المرأة ليسوع وطلبت الإغاثة فيجيبها يسوع أن الخبز لا يلقى للكلاب فنتسأل باستعجاب أإلى هذه الدرجة وصل يسوع حتى يشبه ابنتها بالكلاب؟ بهذا الأسلوب نكون قد وضعنا يسوع تحت المجهر وفي قفص الاتهام. كأننا نحن اشفق منه وأرحم منه. ونحن نستجوب وعليه أن يعطينا الأجوبة. إن هذا الأسلوب فقط يظهر مدى تكبرنا ومدى جعل نفوسنا قضاة..

الأسلوب الثاني: أن نتضع ونسأل ما هو إطار هذا الحدث؟ ما هي الرسالة التي يريد يسوع أن يوصلها لنا.؟ يبدأ الإنجيل أن يسوع بتغيير مكانه من بحيرة جنيسارات، بعد حواره مع الفريسيين الذي أعلن فيه بانه ليس الطعام ما ينجس الانسان، انما نجاسته تنبع من داخله. وينتهي الانجيل بأن يسوع يشفي ابنة الكنعانية. إن هذا الانجيل هو محور في تحول رسالة يسوع فالتركيز قبله كان على اليهود. "أتى الى خاصته" كما يقول يوحنا الإنجيلي. أما خاصته فلم تقبله. وعبّر يسوع عن ذلك قبل صلبه اذ قال" يا اورشليم يا اورشليم يا قاتلة الأنبياء كم أردت أن أجمع بنيك" .  فقبل الانجيل كان اطعام خمسة آلاف متى 14: 13 -21 وبعده إطعام أربعة آلاف متى 5 : 29 -39. ما يهمنا هو أنه بعد اطعام اليهود طلب يسوع من الرسل جمع فتات الخبز فكان اثني عشر قفة. وبعد الاطعام الثاني سبعة سلال. يسوع هو خبز الحياة.

يبدأ الانجيل بان يسوع  "خرج" أي ترك المنطقة اليهودية واستعملت نفس الكلمة لتصف الترك مكان واللجوء الى آخر حتى يمر الخطر. هذا ما قيل عن المجوس الذين رجعوا الى بيوتهم من طريق أخرى هربًا من هيرودس، وهرب يوسف ومريم الى مصر، وما قام به يسوع بعد الشفاء في السبت متى 12. وأيضا بعد سماع يسوع أن يوحنا قد قطع رأسه متى 14.

في هذا الحدث يسوع يقود تلاميذه ليعيشوا الحدث لا يعظهم بالكلام بل بالخبرة. فبدل أن يقول انه حتى الكنعانيين عندهم رحمة وشفقة وعلينا أن نعاملهم معاملة حسنة. جعل التلاميذ يعيشون الخبرة. كتشبيه لذلك، يمكن أن نتحدث عن العمى كثيرًا، لكن اذا ذهبنا الى مكان معد لاختبار حياة العميان، وندخل في دوامات بمكان معتم، لا نعرف كيف نتجه ونتلمس الأبواب، ونتوه في الغرفة، ونحاول أن نجلس. ثم يزيد الضياع كيف ناكل ونحن لا نرى . عندها  نصل الى نتيجة أعمق بكثير تؤثر على مجرى حياتنا في المستقبل. لقد تصرف يسوع كيهودي بعدم المخالطة وعدم الكلام، وحتى اعتبار الاخرين كلاب. كما جرى للمسيحيين اذ دعو "كلاب الروم". هذه التجربة تُظهر بنفس الوقت عظم الايمان عند الأمم.

المرأة الأممية هي المبادرة ابنتها مريضة،  فتنادي يسوع " سيدي" ويا ابن داوود" وهو لقب يدل على ملوكية المسيح وسلطانه. اما اليهود بأحسن الحالات سموه " معلم". لقد استغلت الجمهور  وصرخت في اثر يسوع. حتى تعب التلاميذ  وطلبوا ان يصرفها، مستعملين الكلمة القانونية APOLOLYSON  التي تستعمل في المحكمة، بمعنى أطلق سراحها أي لبي طلبها واشفِ ابنتها . فكان جواب يسوع انه اتى للخراف الضالة وكلمة ضالة في الانجيل هي APOLOLOTA  فالكلمتان متقاربتان. يقول في أشعيا: الشعب كله ضل كالخراف، ولم يشأء أن يسمع أو يفهم.  انه تغيير مسار في الرسالة، فكانت المبادرة الثانية من المرأة أن غييرت الرؤيا، عند اليهود الكلاب هي رمز الحقارة وتبقى خارج البيوت لكي لا  يتنجسوا منها. أما في الثقافة اليونانية والكنعانية فكانت الكلاب تدخل البيوت وتتناول فتات الخبز. لقد حولت المرأة النظرة الى ما يدنس الانسان. وأصبحت الخبرة مع هذه المرأة آلية لتوضيح  الرؤيا الجديدة وقوة دافعة للرسل. فكان جواب يسوع أن في هذه الطريق تسلكون اذ عليهم أن يقتدوا بالسيد المسيح الذي شفى ابنة الأرملة. لربما هذا الحدث هو ماأثر على توجه الكنيسة في المستقبل فبطرس أكل من كل المخلوقات. وبولس ترك ختان الجسد. هذا الحدث يعلن: دعوة الخلاص للجميع.

اعداد: ناصر شقور           nasershakour@gmail .com