أنت هنا

 

 

 

                                                                                                                                

أحد الابن الشاطر                  13 شباط 2022

صلاة الأنديفونا

يا إلهَ الرَّحمةِ والرأفة. يا مَن لا يشاءُ موتَ الخاطئ. بل يُريدُهُ أن يَتوبَ ويَحيا. نسأَلُكَ أن تُنيرِ علينا بوجهِكَ وتَرجِعَنا إليكَ. نحن الذين خَدَعهُمُ العدوُّ وعرَّاهُم من نعمتِكَ. وأنْ تُعيدَ إلينا الحُلَّةَ الأولى. وتَفتَحَ لنا أبوابَ رحمتِكَ الواسعة. فندخُلَ ديارَكَ مع المختارين. ونُسبِّحَ عِزَّتكَ على الدَّوام

لأنّك أرسلْتَ ابنكَ الوحيد غُفرانًا للعالمين. وبه نرفعُ إليكَ المجد والشُّكرَ والسجود. أّيُّها الآبُ الأزليُّ. وإلى روحِكَ القُدُّوسِ الصَّالحِ والمحيي. الآن وكلَّ أوانٍ وإلى دهر الدّاهرين. آمين

نشيد القيامة \ باللحن الخامس:

 لِنُنشِدْ نحنُ المؤمنين، ونَسجُدْ لِلكلمة، الأزليِّ مع الآبِ والرُّوح، المَولودِ منَ العذراءِ لخلاصِنا. لأنَّهُ ارْتضَى أنْ يصعَدَ بالجَسدِ على الصَّليب، ويَحتمِلَ المَوت، ويُنهِضَ المَوتى بقيامتِهِ المَجيدة.

نشيد شفيع الكنيسة:

 

قنداق الإبن الشاطر\ باللحن الثالث:

 لمَّا نفَرتُ من مجدِكَ الأبويّ بغباوة، بذَّرتُ في الشُّرور الثَّروةَ التي أعطيتَنيها. لذلك أصرُخُ إليكَ كالابنِ الشَّاطر: خطئتُ أمامَك، أيُّها الآبُ الرؤوف، فاقبلْني تائباً واجعلْني كأحَدِ أُجَرائِك.

مقدمة الرسالة:{ الابن الشاطر 1 كورنثس 6: 12-20 }

لتَكُن يا ربُّ رحمتُكَ علَينا، بحَسَبِ اتِّكالِنا عليك.

ابتَهِجُوا أيُّها الصِّدّيقونَ بالرَّبّ، بالمُستَقيمينَ يَليقُ التَّسبيح

فصلٌ مِن رِسالةِ القِدِّيس بُولسَ الرَّسولِ الأولى إلى أَهلِ كُورِنثُس

يا إخوَة، كُلُّ شيءٍ يَجوزُ لي، ولكن ليسَ كُلُّ شيءٍ يَنفَع. كلُّ شيءٍ يَجوزُ لي، ولكن لا يتسلَّطُ عليَّ شيءٌ * إنَّ الأطعِمةَ للجَوفِ والجَوفَ للأطعمة. وسَيُبيدُ اللهُ هذا وتِلك. أَمَّا الجسدُ فليسَ للزِّنى بل للرَّبّ. والرَّبُّ للجسد * واللهُ قد أقامَ الرَّبّ، وسَيُقيمُنا نحنُ أيضًا بقُوَّتهِ * أما تَعلَمونَ أنَّ أجسادَكُم هيَ أعضاءُ المَسيح؟ أفآخذُ أعضاءَ المَسيحِ وأجعَلُها أعضاءَ زانيَة؟ حاشى! * أَوَما تَعلَمونَ أنَّ مَنِ اقترنَ بِزانِيَة يَصيرُ معها جسَدًا واحدًا؟ لأنَّهُ قد قيل: يَصيرانِ كِلاهُما جسدًا واحِدًا * أمَّا الذي يَقتَرِنُ بالرَّبِّ فيَكونُ (معَهُ) روحًا واحِدًا * أهرُبُوا مِنَ الزِّنى. إنَّ كُلَّ خَطيئةٍ يَفعَلُها الإنسانُ هيَ خارِجِ الجَسد، أمَّا الزَّاني فإنَّهُ يُجرِمُ إلى جَسَدِه * أوَما تَعلَمونَ أنَّ أجسادَكم هيَ هيكَلُ الرُّوحِ القُدُس الذي فيكم، الذي نِلتموهُ مِنَ الله، وأنَّكم لَستُم لِأَنفُسِكُم؟ * لأنَّكم قدِ اشتُريتُم بثمنٍ كريم. فمجِّدوا اللهَ إذَن في جسَدِكُم.

هللويا: { الابن الشاطر: لوقا 15: 11- 32 }

 أَللهُ هو المُنتَقِمُ لي، ومُخضِعُ الشُّعوبِ تحتي

أَلمُعظِّمُ خلاصَ المَلِك، والصَّانعُ رحمةً إلى مسيحِهِ

فصل من بشارة القديس لوقا البشير

قالَ الرَّبُّ هذا المثل: إنسانٌ كانَ لهُ ابنان* فقالَ أصغَرُهُما لأبيه: "يا أبَتِ أعطِني نَصيبي مِنَ المال". فقَسَمَ بينَهُما أموالَهُ. وبَعدَ أيَّامٍ غَيرِ كَثيرةٍ جَمَعَ الابنُ الأصغَرُ كلَّ شيءٍ لهُ وسافَرَ إلى بَلَدٍ بَعيد. وبذَّرَ ما لَهُ هُناكَ عائِشًا في الخَلاعة* فلمَّا أنفَقَ كُلَّ شيءٍ لهُ، حَدثَت في ذلك البلَدِ مَجاعةٌ شَديدة. فأخَذَ في العَوَز* فذَهَبَ وانضَوى إلى واحِدٍ من أهلِ ذلك البَلَد. فأرسَلَهُ إلى حُقولِهِ يَرعى الخَنازير* وكانَ يَشتَهي أن يَملأَ بَطنَهُ مِنَ الخُرنوبِ الَّذي كانَتِ الخَنازيرُ تأكُلُهُ، ولَم يُعطِهِ أحَد* فرجَعَ إلى نَفسِهِ وقال: "كَم لأبي مِن أُجَراء يَفضُلُ عَنهُمُ الخُبز، وأنا أهلِكُ جُوعًا* أقومُ وأمضي إلى أبي وأقولُ له: يا أبَتِ. قَد خَطِئتُ إلى السماءِ وأمامَك. ولستُ مُستَحِقًّا بَعدُ أن أُدعى لكَ  ابنًا، فاجعَلْني  كأَحدِ أُجَرائِك". فقامَ وجاءَ إلى أبيهِ. وفيما هو بعيدٌ، رآهُ أبوهُ فتحرَّكتْ أحشاؤُه. وأسرَعَ وألقى بنَفسِهِ على عُنُقِهِ وقبَّلهُ* فقالَ لهُ الابن: "يا أبَتِ قد خَطِئتُ إلى السماءِ وأمامَك، ولَستُ مُستَحِقًّا بعدُ أن أُدعى لكَ ابنًا"* فقالَ الأبُ لعَبيدِه: "هاتُوا الحُلَّةَ الأُولى وألبِسوه. واجعَلوا خاتَمًا في يدِهِ وحِذاءً في رِجلَيهِ* وأتُوا بالعِجلِ المُسَمَّنِ واذبَحوه. فنأكُلَ ونَفرَح*. لأنَّ ابنيَ هذا كانَ مَيْتًا فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد". فطفِقوا يَفرَحون.

    وكان ابنُهُ الأكبَرُ في الحَقل. فلمَّا أتى وقَرُبَ مِنَ البَيتِ سَمِعَ أصواتَ الغِناءِ والرَّقص. فدَعا أحَدَ الغِلمانِ وسَألَهُ ما عَسى أن يكونَ هذا* فقالَ لهُ: "قد قَدِمَ أخوك، فذَبَحَ أبوكَ العِجلَ المُسَمَّن، لأنَّهُ لقِيَهُ سالِمًا"* فغضِبَ ولم يُرِدْ أن يَدخُل. فخَرَجَ أبوهُ وطَفِقَ يتضَرَّعُ إليه* فأجابَ وقالَ لأبيه: "كَم لي مِنَ السِّنينَ أخدُمُكَ ولَم أتعدَّ وَصِيَّتَكَ قَط. وأنتَ لم تُعطِني قَطّ جَديًا لأفرَحَ مَعَ أصدِقائي. ولمَّا جاءَ ابنُكَ هذا الذي أكلَ أموالَكَ مَعَ الزَّواني، ذَبَحتَ لهُ العِجلَ المُسَمَّن". فقالَ لهُ: "يا ابني. أنتَ معي في كلِّ حينٍ، وكلُّ ما هو لي هوَ لكَ* ولكن كانَ يَنبَغي أن نَتنَعَّمَ ونَفرحَ. لأنَّ أخاكَ هذا كانَ مَيِّتًا فعاش، وكان ضالاًّ فوُجِد".

 

 

تأمل في الانجيل

إن مثل الابن الضال هو واحد من أهم أمثال الإنجيل. أنه قصة أب رحوم فقد ابنيه، او قصة هروب أخوين من أبيهما. الأخ الأصغر هرب من مراقبة والده، بأخذ حصته في الميراث ومغادرة المنزل، رفض جميع قيم والده الأخلاقية ليَعيش كما يشاء. أما الأخ الأكبر فقد أخذ هو أيضًا حصته في الميراث وبقي في المنزل. ظاهريّا أطاع أباه تمامًا، ولكنه لم يشعر بأبيه ونظرته البعيده. وعندما أعاد الآبُ للأخ الأصغر مكانتَه، وهو تصرف لم يُعجب الأخ الأكبر، انفجر غضبًا على والده. مُظهرًا أنه أيضًا لا يحب والده. الطاعة كانت وسيلة لوضع والده تحت سيطرته،  واعتبر أنه هو مَن يُقرِّر للأب كيف يتصرف. لم يثق أي من الابنين في حب والدهما. كلاهما كان يحاول إيجاد طرق للهروب من البقاء تحت جناحيه. أحدهما فعل ذلك بطاعة سطحية لقواعد الأب، والآخر بعصيانها جميعًا.

من معاني هذا المثل هو أن : الميراث هو إيماننا ، عطية الخلاص المشتراة من خلال صليب المسيح وقيامته. إنها هدية تُمنح لكل المؤمنين. عندما نخطئ نكون كالابن الضال. لأنه في اللحظة التي نخطئ فيها، فإننا نهدر ميراثنا ، ونهدر إيماننا. عندما نخطئ نفصل أنفسنا عن الله. لا ينفصل هو عنا، بل نحن الذين نغادر ونذهب إلى "بلد بعيد". من الأمثلة اليوم في الذهاب لبلد بعيد، عندما يقول ابن لأهله: انا سأترك البيت وأعيش لوحدي. أو أنا مثليّ وأعيش مع شخص من نفس الجنس؟ او يصلهم اتصال من الشرطة ابنكم معتقل بسبب حيازته على مخدرات.

كم كان الأب حزينًا لأن ابنه الأصغر، طفله ، يطلب ميراثه. كم كان الأب حزينًا عندما رأى ابنه الأصغر يبتعد عن منزله. أتخيل الأب جالسًا على شرفة منزله ورأسه في يديه ويبكي على ابنه. أتخيله وهو ينظر إلى الطريق الطويل متسائلاً عما إذا كان سيرى ابنه يعود متجهاً نحو المنزل. انتظر وتمنى أن يعود ابنه إليه. إنّهُ لم يسلب حرية ابنه. لم يرسل فريق بحث من بعد عنه. أي باسلوب اليوم، لم يضع له برنامجًا في الخليوي ليرى ويسمع ما يفعل ابنه وأين هو في كل لحظة. وعند عودة ابنه الأصغر لم يوقف الأب ابنه عن  المعانقة. ولم يخبر ابنه بأنه مُحبَط منه، ولم يضع الابن في فترة اختبار ليرى صدق نواياه. من المؤكد أنه لم يعامله كخادم.

إنّ فرحة الأب لم تكتمل كعائلة، إذ يُعكِّر الابن الأكبر فرحة الأب بعودة الابن الضال.  كم كان الاب حزينًا عندما رأى ابنه البكر يجافيه ولا يشاركه فرحته. كم كان الاب حزينًا عندما رأى ابنه البكر ينكر أخاه. كم كان حزينا وهو يرى ابنه الأكبر يشكك في صلاحه.

متى أخطأ الابن الأكبر؟: أولاً ، عندما قال لوالده " لَم أتعدَّ وَصِيَّتَكَ قَط". هذا ليس صحيحًا. لا يمكن لأي ولد أن يقول إنه لم يعصَ أبيه أبدًا. يمكنه القول "كنت ابنًا جيدا نسبيًا ، لكنني لم أكن مثاليًا. أنا متأكد من أنه كانت هناك عدة مرات عصيت أوامرك". التعميم خطأ.

أخطأء عندما اتهم والده أنه لم يعطِه حتى ولو خروف. والحقيقة ان الأب قسم الميراث بين ابنيه. لقد أعمته كراهيته لأخيه

أخطاء عندما أراد أن يكون أبيه على مقياسه، إنه لم يستطع رؤية أي مبرِّرٍ وجيهٍ لتصرف الأب. اعتقد أن اباه لا يدرك ماذا يفعل. وظنّ أنَّه هو من يجب أن يُوَجِّه اباه. شكّ في صلاح الأب وحكمته وعدله. وبقي خارج البيت

بينما نستعد للصوم الكبير، تتمثل مهمتنا اليوم في التفكير في كيفية فقدنا الهدف. إن كان بابتعادنا عن الله وهدرنا ميراثه وقيمه، او بغطرستنا ووضع نفسنا مقياسًا للآخرين وحتى لله. اذا أردنا ان نبقى خارج الملكوت علينا ان لا نفعل شيئا. أما إذا كان هدفنا العودة للملكوت، علينا أن نخطط لِنأتي إلى الرب في التوبة ، لكي نطلب المغفرة ونطلب أن نكون عبيدًا له. ثم تأتي رحلة الصوم الكبير التي هي رحلة العودة إلى الله الآب، عندها يعيدنا كأبناء له. ويمنحنا الله المشاركة  في الاحتفال بفرح عيد الفصح. فنحتفل ليس فقط بقيامة المسيح، بل نحتفل أيضًا بكل مَن عادوا إلى ملكوت الله

 

اعداد: ناصر شقور       [email protected]