أنت هنا
القائمة:
القديس لوقا الطبيب شفيع الأطباء والجراحين وأسلوبه الطبي
القديس لوقا هو ثالث الإنجيليين، وكاتب سفر أعمال الرسل، ورفيق القديس بولس فى أسفاره. ولد لوقا الانجيلي في انطاكية سورية ومارس الطب فيها. ثم اقبل إلى الايمان بالمسيح على يد بولس رسول الأمم. فأضحى له الرفيق والزميل والصديق الحبيب الامين.
في حالة جائحة الكورونا من المناسب في هذا الصدد أن نلقي الضوء على القديس لوقا كطبيب. فهو شفيع الأطباء والجراحين. وله أسلوب طبي رائع.. وهو الوحيد بين الانجيليين الذي وصف لنا معجزات السيد المسيح وصفًا طبيًا.
وقد أوضح بولس الرسول أن القديس لوقا كان طبيبًا (كو14:4). ومن المعروف أنه لم يكن مسموحًا لأحد أن يمارس مهنة الطب في عهد الرومان قبل أن يجتاز عدة امتحانات صعبة جدًا. للقديس لوقا الإنجيلي دقة كطبيب وكمؤرخ، فكان طبيبًا من المتعمقين في فنهم، وقد استخدم عشرات من الاصطلاحات الطبية في انجيله.
القديس لوقا شفيع الأطباء
القديس لوقا يبحث عن الحقيقة، فقد بدأ إنجيل: اذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا، رَأَيْتُ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيق، أَنْ أَكْتُبَ. وفي ظروفنا اليوم هنالك الكثير من الأقوال والقصص حول الكورونا والقديس لوقا هو مثال للأطباء في" تتبع كل شيء من الأول بتدقيق"
كتب القديس لوقا في انجيله كثيرًا من أحداث طفولة يسوع. ومن المؤكد انه كان قريبا جدًا من السيدة العذراء مريم، التي يذكر القديس لوقا انها حفظت تلك الاحداث في قلبها. وقد رافقها حتى توصل أنها قبلت أن يرسم ايقونتها المقدسة، ويكون أول من يرسم أيقونة. وقد رأى ان البعد النفسي والأصغاء مهمان جدًا في مرافقة المسنين وعندها يشاركون بما يحفظونه في قلوبهم. واليوم في جائحة الكورونا القديس لوقا هو مثالنا في التعامل مع المسنين ومرافقتهم.
كان للقديس بولس شوكة في جسده – أي مرض مؤلم - وقد أوحى له الرب ان لا علاج له اذ قال له "تكفيك نعمتي". ونرى ان القديس لوقا يرافقه ويبقى معه حتى في السجون وفي الرحلات حتى كتب القديس بولس: "لوقا وحده معي" (2تي11:4). وبالتالي رغم معرفة لوقا الطبيب ان لا علاج لبولس الا أنه رافقه كطبيب في كل مراحل حياته. وهنا يظهر القديس لوقا مثالا للطاقم الطبي في مرافقة المرضى الذين لا علاج لهم.
فعليه ولأحداث كثيرة اخرى أصبح القديس لوقا شفيع الأطباء. الصلاة مهمة جدا في قداسة الأطباء. ولكن الأهم هو ان يبشروا بعملهم الصادق كأطباء. يُحكى ان القديس انطونيوس الكبير أيا الرهبان قد تسأل مرة "هل أنا أقدس البشر". فأتاه جواب في الوحي: أنك أقدس من في البرية. ولكن في المدينة (الإسكندرية) هناك من هو أقدس منك. فذهب أنطونيوس الى الإسكندرية. فكان أقدس انسان هو طبيب، يعمل من الصباح حتى المساء. ولا يقوم بالصلوات اليومية ولا يصوم. الا انه يكرس يومه للرب في الصباح ويعمل في معالجة المرض حتى المساء.
بشفاعة القديس لوقا الإنجيلي الطبيب. فليحمِ الرب الطواقم الطبية، ويُعطها من روحه، حتى يتم شفاء النفس والجسد.
بقلم الاخ ناصر شقور