أنت هنا
القائمة:
الأحد التاسع بعد العنصرة (حادثة تسكين العاصفة).
ونقل رفات القديس استفانس أوّل الشهداء ورئيس الشمامسة
الترانيم للأحد هي:
-
نشيد القيامة باللحن الثامن.
-
نشيد نقل رفات القديس استفانس باللحن الرابع.
-
نشيد شفيع الكنيسة حسب الرعية.
-
قنداق الختام لعيد التجلي باللحن السابع.
-
نقرأ فيه الرسالة الاولى الى اهل كورنثوس، أما إنجيل اليوم فهو حادثة تسكين العاصفة واتقاذ بطرس من الغرق (متى 14: 22-34).
إن هذه الرواية تدخل ضمن معجزرات السيد المسيح والتي تدل على قدرته وهويته الحقيقية. إن "مشي يسوع على الماء وتسكين العاصفة" يأتي مباشرة بعد رواية "تكثير الخبزات الخمس والسمكتَين"، وإشباع الجموع الغفيرة. وإذا تمعنّا في هذا الانجيل نجده مختلف عن باقي الاناجيل الايزائية (لوقا ومرقس)، وهذا نابع من هدف الكاتب ومن هي الجماعة المرجوّ تبشيرها. ولكن الهدف الأخير هو اعلان حضور الله في وسط شعبه، وهذا واضح من من إعتراف التلاميذ الختاميّ. إن مجد الله تجلّى في شخص يسوع المسيح، وأن يسوع المسيح هو "حضور الله بيننا".
تلخيص الإنجيل:
-
بعد إطعام الجموع، يستعجل يسوع يبتعد عن الأضواء لأنه لا يريد مجد العالم، بل يريد مجد الله بالأول. هوة يعرف أن مُلكَه ليس من هذا العالم، لأن العالم لم يجد فيه خطيئة، وهو قد إنتصر على "إبليس" في مطلع كرازته.
-
بعد صرف الجموع، يصعد يسوع إلى الجبل ليتفرّغ للصلاة. والصلاة هي الوسيلة التي بها التقي مع الله، مبدأ حياتي. هي وسيلة للحصول على قوة المسير في هذا العالم لكي نحقق إرادة الله. إن كرازة يسوع ليست إلا تتميماً لإرادة الآب، إذ هو الإبن الأزليّ الممسوح والمملوء من الروح القدس، يُصلّي ب"الروح والحقّ" لأبيه السماويّ.ويريدنا أن نكوننحن أيضًا كذلك. عَلّمنا أن نُصلّي بالطريقة التي تجعلنا أبناء حقيقيّين للآب، وأن نطلب الجوهريّ والخيرات الموافقة لنفوسنا وأجسادنا وخلاصنا.
-
التلاميذ في البخر دون المعلّم يسوع. في غيابه الجسديّ أو في نومه، يبدو التلاميذ متروكين، وتبدو السفينة، أي حياتنا، وكأنّ لا قائد لها. خياة صعبه تتقاذفعا العواصف والامواج (التجارب وصعوبات الحياة، كما في البيت المبني على الصخر أو الرمل). السفينة هي صورة الكنيسة في بحر هذا العالم والفوضى، تعصف بها الصعوبات الحياتيّة والإضطهادات، وتتقاذفها في كل الإتجاهات. ولكن ثقتنا بيسوع هي خلاصنا.
-
يسوع يتكلم ويقول: "أنا هو... لا تخافوا". هذا التعبير يدل على حقيقة يسوع، أنه الإله قبل الدهور، وهو نفس التعبير الذي استعمله الله عندما كلّم موسى. أنه يهوة، إنه الكائن. إنه أساس حياتنا ومنه وإليه حياتنا. لقد كرّر يسوع هذا التعبير خلال كرازته، مُظهراً بذلك هويّته الحقيقية ومساواته لله.
-
وبالرغم من تسكين العاصفة وإظهار سلطانه حتى على الطبيعة، التلاميذ ما زالوا يظنّون أنه خيال أو شبح، وذه دليل على الشك وعدم الثقة. هو شعور كل شخص منا عند تعرّضة لأمور هذه الحياة وصعوباتها...
-
الثقة بحضور يسوع في حياتنا، تتجلى في تفكسر بطرس أن يمشي على الماء، ولكنه معذلك يشكك في سلطان المسيح... هكذا نحن أيضًا، نشكك في وجودجة، يقل ايماننا، لأننا ما زلنا في مستوى تفكسر العالم.
-
بطرس هو صورة عن كلّ واحد منّا، نفتخر أننا مؤمنون ومرات "مسيحيّون حتى العظم"، غير أننا نبدأ بالغرق حين تبدأ الأزمات بضرب مرافق حياتنا، فيظهر حينها أن إيماننا كان مثل إيمان بطرس في تلك اللحظة. وسوف نظلّ نغرق طالما إبتعد نظرنا عن "النور الحقيقيّ". فنسمع من السيد نفسه: "يا قليل الإيمان، لماذا شككت؟"
-
ولكن عندما يدخل يسوع السفينة، أي الى حياتنا فيصبح وجودجة ضروري، يحلّ السلام والسكينة في الأجواء. يدخل سفينتنا الكبرى، أي الكنيسة، ويدخل السفينة الصغيرة وهي حياتنا، فيأتي السلام الحقيقي والهدوء الكامل الذي يُعطينا إيّاه هو، لا كما يُعطيه العالم.
-
إنجيل اليوم هو إنجيل حياتنا اليوميّة، إنجيل كل يوم. الصعوبات والضيقات والألم لابدّ من ووجودها في حياتنا اليوميّة، لكن لا ننسى أن يسوع المسيح، وهو الربّ، حاضر في كل لحظات وتفاصيل حياتنا، وهو يعلم بحاجاتنا وبمخاوفنا كلّها. ولذلك قال لنا "لا تخافوا أنا معكم".
مُلخّص عبرة إنجيل اليوم نضعها بين يديكم، وهي كالتالي:
- خطايانا وصعوبات الحياة بكل أنواعها وتجاربنا هي "عواصف" في حياتنا اليوميّة، لابد أن تكون، ولابد أن نعبّر فيها. وقد تؤثر على علاقتنا بالمسيح.
- هذه العواصف تُشوّش بوصلة العلاقات الصحيحة مع الله، وتخفي أحيانا نور المسيح عنا، فنعيش في نوع من ظلام.
- حضور المسيح، وذكره وكلماته في كل يوم، هي الضمان لتكون شفينه حياتنا في مأمن من أي شيء يعيق خلاصنا ووصولنا الى الميناء الهادئ.
المطران د. يوسف متى