أنت هنا

في هذا اليوم يودع عيد ميلاد السيدة العذراء والدة الاله
وفي هذا اليوم أيضا يقام تذكار القديس الشهيد في رؤساء الكهنة أفطونوموس (+313)
12/9 غربي(25/9 شرقي )
كان أفطونوموس أسقفاً على إحدى الأبرشيات الايطالية عندما اندلعت موجهة العنف والاضطهاد على المسيحيين في أيام الامبراطور ذيوكليسيانوس ( حوالي العام 298). ولكي يتفادى الوقوع في أيدي الجنود الذين شرعوا في البحث عنه، قام وفرّ إلى قرية اسمها سوريس في بيثينيا، إلى الجهة الشرقية من خليج نيقوميذية. هناك استضافه أحد المؤمنين، المدعو كورنيليوس. في سوريس، قام أفطونوموس ببناء كنيسة صغيرة على اسم رئيس الملائكة ميخائيل. كما قام بسيامة كورنيليوس شمّاساً عليها. ومن سوريس انتقل إلى ليكتؤنيا وايسافريا مبشراً بكلمة الله. ثم عاد إلى بيثينيا من جديد فسام كورنيليوس كاهناً. في ذلك الوقت، وصل خبر أفطونوموس إلى ذيوكليسيانوس الامبراطور الذي كان في نيفوميذية المجاورة، فاغتاظ لعمل المسيحيين المتنامي رغم كل التدابير التي اتخذها لخنقه، وأرسل جنوده لإلقاء القبض على أفطونوموس. من جديد، فرّ أفطونوموس إلى جهات البحر الأسود حيث أخذ يبشّر بالمسيح، هناك أيضاً. وما إن كفّ الجند عن البحث عنه حتى عاد إلى سوريس وسام كورنيليوس أسقفاً، ثم انتقل، بلا كلل إلى غربي آسيا الصغرى عازماً على اقتلاع الوثنية من جذورها وزرع الإيمان بالمسيح. بعد ذلك، عاد مجدداً إلى سوريس، فإلى قرية مجاورة حيث هدى وعمّد، في وقت قصير، قسماً كبيراً من السكان. واذ كان المهتدون الجدد شديدي الحماس لاسم الرب يسوع، قاموا بتحطيم الأصنام في أحد هياكل الأوثان. فأثار ذلك حفيظة الوثنيين وقرروا الانتقام. وفي أحد الأيام، فيما كان المسيحيون مجتمعين في كنيسة سوريس يقيمون القداس الإلهي، هجم الوثنيون بنفس واحدة وقتلوا معظم من كانوا فيها، كما قتلوا أفطونوموس الأسقف نفسه. وهكذا قضى هذا المبشّر النشط شهيداً بعدما أقلق السلطات الرسمية ونشر الإيمان القويم في أمكنة كثيرة، شاهداً على عمل الروح القدوس أنه وإن فرّ من الاضطهاد مرة واثنتين فبتدبير من الله ليكون لآخرين نصيب في كلمة الحياة.
هذا وإن واحداً من النبلاء، في أيام قسطنطين الملك، قام بإشادة كنيسة فوق ضريح أفطونوموس. كما أنه ظهر، بعد مئتي سنة من رقاده، لجندي اسمه يوحنا ودلّه على مكان رفاته. فلما كشف الجندي التراب، تبيّن أن جثمانه كان على حاله، وهو ما يزال كذلك إلى يومنا هذا.



