أنت هنا

في هذا اليوم يصار وداع عيد الصليب المحيي
كما نقيم تذكار القديس الرسول كدراتس الخي من مغنيسية
21/9 غربي (4/10 شرقي )
كان القديس كدراتس واحدا من تلاميذ الرسل، ويبدو أنه بشّر بالانجيل في اثينا واجتذب نفوسا وثنية عديدة الى المسيح، كما صار أول اسقف عليها بعد القديس بوبليوس. ومن أثينا انتقل كدراتس الى مغنيسية بعدما قام عليه قوم لم ترق لهم نجاحاته ورموه بالحجارة وعذبوه. كان متقدما في الفلسفة والخطابة وغنيا في نعمة الروح القدس. قال عنه مترجمه انه كان ككوكب الصبح بين الغيوم. وقد دافع عن المسيحية فى رسالة رفعها الى الامبراطور ادريانوس. ويقال انه كان لرسالته هذه صداها الطيّب في نفس الامبراطور. استشهد حوالي العام 130م ودفن في مغنيسية.
القديس النبي يونان
هو يونان الذي يتحدث عنه السفر المعروف باسمه، وهو أخد أسفار الأنبياء الاثني عشر الصغار، من مجموعة كتب العهد القديم.
صار قول الرب اليه هكذا:" قم اذهب الى نينوى، المدينة العظيمة، وناد عليها لأنه قد صعد شرّهم أمامي" فلم يرد أن يذهب بل قام وهرب وجاء الى سفينة مسافرة الى ترشيش. وفي الطريق، فيما كانت السفينة في عرض البحر أرسل الرب عليها ريحا شديدة فحدث نوء عظيم حتى كادت السفينة تغرق. واذ خطر ببال البحارة أن يكون أحد المسافرين سبب هذه المصيبة التي المت بهم لخطيئة شنيعة ارتكبها، ألقوا القرعة فيما بينهم فوقعت على يونان. فاعترف يونان بأنه هارب من وجه ربه. وعلى كلمة يونان، اخذه البحارة وطرحوه في المياه فهدأت العاصفة. أما الرب - كما يقول السفر - فقد أعد حوتا عظيما ليبتلعه. فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال.
وصلّى يونان إلى الرب، إلهه، فأصغى إليه وأمر الحوت فقذف بيونان الى البر.
وصار قول الرب الى يونان من جديد:" قم اذهب الى نينوى، المدينة العظيمة، وناد لها بالمناداة التي أنا مكلمك بها". فقام يونان هذه المرة وذهب صاغرا.
ونادى يونان في نينوى ان الرب مزمع، في أربعين يوماً، أن يخرب المدينة بسبب طرقها الرديئة وكثرة الشرور فيها.
ولكن، نخس أهل نينوى إلى قلوبهم فقاموا بنفس واحدة ونادوا بصوم ولبسوا المسح من الكبير الى الصغير - حتى البهائم صوّمت -وصرخوا بصوت عظيم سائلين العلّي العفو والرحمة. فلما رأى الرب الإله توبة المدينة عدل عما كان مزمعا أن يصنعه بها.
ولم يرق الامر ليونان لأنه ظنّ أن مجيئه الى نينوى كان بلا فائدة وانه تجشّم مشقّات السفر سدى. ثم انه كان يعرف أصلا، على حد تعبيره، ان الرب الإله رؤوف رحيم، بطيء الغضب وكثير الرحمة، وسيغفر لأهل نينوى ذنوبهم في نهاية المطاف. هكذا بدا يونان بارا في عين نفسه
وأراد الرب الاله أن يلقّن يونان درسا. فما ان خرج الى مكان يطل على المدينة منتظراً ما سيحلّ بها، أنبت له الله يقطينة في يوم واحد، ارتفعت وظلّلته، ففرح بها يونان فرحا عظيما. ولكن، أرسل الله دودة، مع الفجر، نخرت اليقطينة فجفّت. ثم طلعت الشمس ويبّستها. فاغتاظ يونان جدا وطلب لنفسه الموت. فنظر الله الى غيطه ولم تتعب فيها ولا ربيّتها، وكانت بنت يومها، أتريدني ألا أشفق على أهل نينوى وقد تابعوا إلى؟!
هذه هي قصة يونان النبي كما وردت في سفره. بعض الناس يتساءل: هل هذه القصة حقيقية أم خيال؟ هل يمكن أن يكون الحوت قد ابتلع النبي فعلا وبقي في جوفه ثلاثة أيام وثلاث ليال ثم لفظه؟ ليس قي طاقتنا أن نجيب لا بــ " نعم" ولا بــ "لا". حتى ولو تيّسر لنا الجواب يبقى ناقصا. فالقصّة لا تنقل لنا وقائع بالمعنى الشائع اليوم بقدر ما تعبّر بأسلوب مميّز عن ثمّ حقيقة إلهية. وهذا هو السبب الأساسي وراء حسبان سفر يونان واحدا من أسفار العهد القديم. ونحن، اذ نبحث في هذا السفر عن كلمة الله، نعرف ونقر بأن للأقدمين، في تفسير الأحداث، مذاهب شتى ليست بالضرورة متجانسة أو متطابقة ومذاهبنا اليوم، وذلك تبعا لنظريتهم الى الوجود، وان لهم طريقتهم الخاصة في التعبير، والقصة عموماً، كانت الطريقة.
يونان، في هذه القصة صورة الرب يسوع، بهذا المعنى قال السيد انه" كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال..." ( متى 12: 40) وقيامته.
ثم أن النبوة أكثر من تعليم: أولاً انه من غير الممكن أن يهرب أحد من وجه الله وان في طاعة الله الحياة وفي عصيانه الممات. وثانيا ان الله ليس بظالم وهو يقبل التائبين اليه ويغفر لهم ذنوبهم لأنه رؤوف ورحيم وبطيء الغضب وكثير الرحمة.



