أنت هنا
دخول السيد إلى الهيكل
(اللقاء الإلهي)
2/2 غربي (15/2شرقي)
بعد ولادة يسوع بأربعين يوماً أحضر الطفل الإلهي إلى أورشليم ليقدّموه للرب وليقدِّموا ذبيحة فرخي حمام تمشياً مع العادة القديمة ووفقاً لما فرضه الله على الشعب الإسرائيلي حسب شريعة موسى التي تقول "إذا حبلت إمرأة وولدت ذكراً تكون نجسة سبعة أيام ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوماً في دم تطهيرها. كلَّ شيء مقدس لا تَمسَ وإلى المقدس لا تجيء حتى تكمل أيام تطهيرها. ومتى كملت أيام تطهيرها بعد مرور أربعين يوماً على ولادة بكرها تُقدِّمه إلى الهيكل وتقرّب محرقة للرب بخروف حَوْليّ ومن لا تملك ثمن خروف تُقدِّم زوج يمام أو فرخي حمام" (لاوين 12 : 2 – 8).
لم تكن مريم خاضعة لهذه الشريعة، لأنها كانت شرعاً طاهرة في ولادتها ليسوع، لأن حبلها لم يكن بزرع رجل بل كان بفعل الروح القدس الذي حلّ عليها وبقوة العليِّ التي ظللّتها ولأنها بقيت بتولاً عذراء في الولادة وبعد الولادة كما كانت قبل الولادة، ولكنّها لتواضعها الجم خضعت للشريعة كما خضع إبنها ولكي تُظهر أن "واضع الشريعة خاضعا لرسوم الشريعة". لما أتّمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدا به إلى أُورشليم ليقدِّماه للرب وليقربا ذبيحة على حسب ما قيل في ناموس الرب" وحسب الكتب "كان رجل في أُورشليم إسمه سمعان وهو رجل صدِّيق تقيّ كان ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه، وكان قد أُوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت حتى يرى مسيح الرب، فأتى بالروح إلى الهيكل وعندما دخل بالطفل يسوع أبواه ليصنعا له بحسب عادة الناموس حمله على ذراعيه وبارك الله وقال: الآن تُطلق عبدك يا سيِّد حسب قولك بسلام لأن نعينّي قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته أمام وجوه الشعوب كلها، نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل" ومع سمعان الشيخ الصدِّيق جاءت العجوز التقيّة – حنّه النبيّة – تسبح الرب وتكلمت عنه كل من كان ينتظر فداء إسرائيل، أما سمعان الشيخ فباركهما وقال لمريم أمه "ها أن هذا قد جُعل لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل، وهدفاً للمخالفة وأنت سيجوز سيف في نفسك حتى تكشف أفكاراً في قلوب كثيرة" ولما أتّما كل شيء حسب الناموس عادت العائلة المقدسة إلى بيت لحم. أما سمعان فقد عاش حوالي 150 عاماً لأن الله وعده بأن لا يموت حتى يرى الطفل.
لا تزال كنيستنا الأرثوذكسية متمسكة بعادة دخول المرأة النفساء إلى الكنيسة بعد أربعين يوماً من ولادتها فيأتي الكاهن ويباركها ويبارك طفلها ويدخله إلى الهيكل إن كان ذكراً وأمام الهيكل إن كان أنثى وذلك ليس من قبيل التطهير والتكفير لأن المرأة المسيحية طاهرة في كل حالاتها الجسدية ولا نجاسة شرعية في كنيسة الله. إنما الغاية منها البركة والتقديس للأم والطفل وتقديم الواجبات نحو الكنيسة وخَدَمة الهيكلْ أما سبب دخول الذكر إلى الهيكل والأُنثى أمامه من الخارج فهو ليس بقصدِ التمييز لأن صلاة واحدة تُقال لكلا الجنسين ولأن تقاليد الكنيسة الأرثوذكسية تقول ان الذكر ممكن أن يُدعى لخدمة الهيكل ويُصبح كاهناً في المستقبل وتمنع الأنثى من دخول سلك الكهنوت وخدمة الهيكل.
طروبارية على اللحن الأول
السلام عليك يا والدة الإله العذراء الممتلئة نعمةً. لأنهُ منكِ أشرقت شمس البرّ المسيح إلهنا تنير الذين في الظلام. فافرح وابتهج أنت أيُّها الشيخ الصدّيق بحملك على ذراعَيْك محرِّر نفوسنا ومانحنا البعث والقيامة.