أنت هنا

19/10
 

تذكار القديس يوئيل النبي

19/10 غربي (2/11 شرقي)

يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوّة الثانية في ترتيب الأنبياء الاثني عشر الصغار بعد هوشه. اغلب الظن انه تنبّأ في يهوذا، وربما في أورشليم بالذات. أما متى كان ذلك فليس الرأي واحداً. البعض يقول إنه تنبّأ بعد الرجوع من سبي بابل والبعض قبله. أما أصحاب الاتجاه الأخير فيعتبرون نبوءته أنموذجا مقتضباً نحا عليه اللاحقون ووسّعوه.

يوئيل، فيما يبدو، كان رجلاً مرهف الإحساس، غيوراً على ما لله، ثاقب البصيرة، بليغاً، فصيحاً، سلس التعبير، دقيقاً في وصفه للأحداث، واضحاً.

موضوع نبوءته الأساس هو يوم الرب القريب ( 1 :15). وما انقطاع المياه ونكبة الجراد اللذان حلاً بالبلاد سوى من علامات مجيئه. والسبب ضلال الشعب وعزوفه عن إلهه. من هنا حث السيّد الرب شعبه عبر نبيّه يوئيل أن "ارجعوا إلي بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح، ومزّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة..." ( 2: 12-13). فإن هم فعلوا أرسل لهم القمح والمسطار والزيت ورفع عنهم العار بين الأمم ( 2: 19). كيف لا والرب يغار لأرضه ويرقّ لشعبه ( 2: 18)

واله إسرائيل لا يقف عند هذا الحد لأن محبته لشعبه هي بلا حدود، وما أعدّه لهم فائق، وسيمتد ليشمل كل الأمم. ومحبة الرب هي هذه: "اسكب روحي على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء اسكب روحي في تلك الأيام وأعطي عجائب في السماء والأرض دماً وناراً وأعمدة دخان. تتحول الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم المخوف. ويكون إن كل من يدعو باسم الرب ينجو" ( 2: 28 - 32).

هذا الكلام الكبير لم يكن ليفهم إلا في نجازه، فكان تمامه في يوم العنصرة العظيم، وقد استشهد به بطرس الرسول ( أعمال2) بعدما انحدر الروح القدس على التلاميذ بشكل السن نارية، لا ووقف اليهود وسكان أورشليم متعجّبين.

يبقى أن نذكر إن للعبد الرؤيوي لنبوءة يوئيل صدى في سفر رؤيا يوحنا، ليس أقله ما جاء في الإصحاح التاسع عما صنعه الملاك الخامس حين بوّق وفتح بئر الهاوية "فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر، ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطي سلطاناً كما لعقارب الأرض سلطان..." ففي هذا الكلام صدى صريح لما جاء في يوئيل (2) عن ذاك الجراد الرهيب.

صورة أفله في انعطافه على العباد وحثّهم على التوبة ما كانت لتخرج على النحو الذي أخرجها يوئيل لو لم تعتمل محبة إلهه والصلاة إليه في قلبه ناراً ملتهبة تدعو الناس إلى توبة صدوق عزاء اله حبّه ولا أرق.

تذكار القديس أوّارس الشهيد (+307)

كان القدّيس أوّارس جندياً في الجيش الروماني في مصر أيام الإمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، وكان مسيحياً متستراً. وقد اعتاد أن يزور المسيحيين المسجونين، ليلا، ويخدمهم. ومع انه كان يتمنّى أن يكون في عدادهم لكن الشجاعة كانت تنقصه وكان يألم من ذلك ويعجب من هؤلاء الأبطال ويغبطهم.

وحدث أن جيء بسبعة مسيحيين معاً والقي بهم في السجن. وهؤلاء توطّدت معرفة أوّارس بهم إلى أن رقد احدهم بالرب قبيل تقديمهم للمحاكمة ولما جاؤوا بهم أمام الحاكم نظر إليهم ورآهم ستة لا سبعة فسأل:" ولكن هؤلاء ستة فأين السابع؟"، فتحرّكت نفس أوّارس الذي كان واقفاً ينظر بين الناظرين، فانبرى قائلاً:"أنا هو السابع!"

وقف الحاكم مدهوشاً إزاء جسارة هذا الجندي. وبعدما كلّمه كمن لا يحمل بادرته على محمل الجد ورآه معترفاً ثابتاً على موقفه، ثارت عليه ثائرته وأمر به أولاً. وإذ انهال عليه الجلاّد ضرباً، نظر إلى رفاقه الستة الباقين وسألهم الصلاة إلى الرب الإله من اجله. وحالما رفع الستة أيديهم إلى السماء أحسّ أوّارس بيد تعينه وتعطل قوّة الجلدات المنصبّة عليه، وتحوّلت مرارة العذاب، بنعمة الروح القدس، فبات صابراً على الآلام بفرح.

واستمر الجلادون، على هذا النحو، يمعنون في تعذيبه إلى أن أسلم الروح

أما رفاقه الستة فقطعت هاماتهم جميعاً

ثم أن الجند ألقوا بجثمان أوّارس في حفرة، فجاءت امرأة فلسطينية المولد، اسمها كليوباترا، ورفعته سراً وخبأته في بيتها. وإذ كانت أرملة ضابط في الجيش، طلبت من الحاكم إذناً أن تنقل رفات زوجها إلى فلسطين، فأذن لها فقامت وأخذت بقايا القديس أوّارس وذهبت بها إلى قرية اسمها عدرا قريبة من قمة ثابور حيث بنت كنيسة على اسم أوّارس أودعت فيها بقاياه ذخيرة حيّة ويقال انه ظهر لها مراراً عديدة هناك.