أنت هنا
تذكار القديس هوشع النبي
"17/10 غربي (31/10 شرقي )"
هو النبي الأول في ترتيب نبوءات الأنبياء الاثني عشر الصغار، من حيث عدد إصحاحات نبوءته.
تنبأ في مملكة الشمال وعاصر سقوط السامرة عام 722 ق.م. بيد شلمنصّر، ملك أشور. كما عاصر كلاً من الأنبياء أشعيا وعاموص وميخا. ويظن أن فترة نبوءته دامت أربعين سنة.
أما مضمون النبوءة فمحاكمة الله لشعبه بعدما زاغ وفسد، وحثّه على العودة إلى إلهه. ففي الإصحاح الرابع " أن للرب محاكمة مع سكان الأرض لأنه لا أمانة ولا إحسان ولا معرفة لله في الأرض". الكاهن أضحى ضالاً ومضلّلاً. " وقد هلك شعبي من عدم المعرفة. فيما أنك رفضت المعرفة أرفضك أنا لا تكهن لي". والشعب تحول إلى عبادة الأصنام." شعبي يسأل خشبه وعصاه تخبره". هذا هو الزنى بعينه لأن آباءهم كانوا قد نذروا الأمانة للعليّ القديس." روح الزنى قد أضلّهم فزنوا من تحت إلهم". فليحذرن الشعب والكهنة، إذا، لأن " الشعب الذي لا يفطن يتهوّر". ويكون كما الشعب هكذا الكاهن أعاقبهم على طرقهم وأردّ أعمالهم عليهم.
وتمثيلاً لعلاقة الرب بشعبه، يأمر العليّ نبيّه هوشع أن يتخذ لنفسه امرأة زانية." اذهب خذ لنفسك امرأة زنى تاركة الرب"( هوشع1 :2). ويشكو الرب حال إسرائيل لكنه لا يطلقها. حبّه أكبر من زناها، وهمّه أن يستعيدها بالتضييق والأوجاع. "هاأنذا اسيّج طريقك بالشوك... فتتبع محّبيها ولا تدركهم... فتقول أذهب وأرجع على رجلي الأول..." (هوشع 2 : 6ــ8). ثم يخرجها الرب الإله إلى البرية، قاطعاً عنها خيرات الأرض ومتعها. هناك يلاطفها لطفاً فتدعوه رجلها." هاأنذا أتملقها وأذهب بها إلى البرية، وألاطفها، وأعطيها كرومها من هناك... وهي تغني هناك كأيام صباها وكيوم صعودها من أرض مصر... اقطع لهم عهداً في ذلك اليوم... وأخطبك لنفسي إلى الأبد... بالعدل والحق والإحسان والمراحم... ويكون في ذلك اليوم أني استجيب... وأزرعها لنفسي في الأرض..."( هوشع 2 : 14- 23).
هوشع هو نبي محبه الله الكبرى، المحبة الموجوعة الثابتة الصابرة الراجية إلى الأبد، في المقابل وهن الشعب وبطره واستخفافه بألطاف إلهه، إلا أن تنال منه عصا التأديب وصروف الدهر والخوف والوجع والبريّة
يبقى أن الصورة التي رسمها هوشع هي صورة علاقة الله بنا في كل عصر. الله المنعطف على البشرية، المصلوب على محبتها كل يوم، والبشرية الزائغة المغلق عليها الأوجاع والموت إلى أن تعود إلى الحبيب الأول.
ويختم هوشع نبوءته هكذا:" من هو الحكيم حتى يفهم هذه الأمور والفهيم حتى يعرفها، فإن طرق الباب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها، وأما المنافقون فيعثرون..." (هوشع 14 : 9)
تذكار القديس البار في الشهداء اندراوس ( +767م)
نشأ القديس اندراوس في جزيرة كريت وهو غير القديس اندراوس الدمشقي الكريتي، أسقف غورتينا، المعروف بأناشيده الكنسية وقوانينه (660-740م).
القديس اندراوس الشهيد، الذي نحن في صدده، كان راهباً وكاهناً في أن. وقد أبدى منذ نعومة أظافره غيرة مميزة على الكنيسة.
انتهى إليه ما كان يقترفه الإمبراطور قسطنطين الخامس كوبرونيموس (741- 775م) بحق مكرمي الأيقونات، وسعيه إلى استئصال الأيقونة من التراث الكنسي، فخرج على مدينة القسطنطينية ليعترف بالإيمان القويم.
في القسطنطينية، كان الإمبراطور يقوم باستجواب الخارجين على طاعته، في هذا الإطار، في القصر المسمى باسم القديس الشهيد"ماما". وإذ آلم اندراوس جداً ما كان يجري، ولم يطلق الصمت، تقدّم من الإمبراطور وقال له بلهجة قاسية:" أمسيحي أنت يا جلالة الإمبراطور؟! لما لا تهتم بالجيش وتسوس الشعب بدل أن تضطهد المسيح وخدّامه؟!". بقي الإمبراطور لحظات صامتاً مدهوشاً إزاء جسارة هذا الغريب. ولما عاد إلى نفسه أمر به جنوده فقبضوا عليه. لكن اندراوس تابع قوله منادياً:" إذا كنتم أنتم، حكام هذا الدهر، تعاقبون من يجسر على إهانة تماثيلكم وصوركم معتبرين الإهانة تطالكم أنتم، فكم تظنون يكون غضب الله وعقابه عليكم أنتم يا من تهينون وتحطمون إيقونات سيدنا المسيح وقديسيه؟!
عند هذا الكلام، استبد بالإمبراطور الغضب الشديد فأنزل باندراوس عقوبة الإعدام بعد أن أعمل به ضرباً وتعذيباً. فقضى اندراوس شنقاً وألقى جثمانه في موضع يسمى كريسيس كانت تلقى فيه جثث المجرمين. لكن رجالاً جاؤوا وأخرجوه سراً من هناك ودفنوه في مكان لائق.



