أنت هنا

تذكار القديسين الشهداء نزاريوس وجرفاسيوس وبروطاسيوس وكلسيوس
"14/10 غربي (28/10 شرقي )"
ولد نزاريوس في مدينة روما من أب يهودي وأم مسيحية. اعتمد وانطلق يكرز بالمسيح وهو في سن العشرين. ويبدو أنه كان مفعما بالحيوية والحماس بدليل أنه تمكّن من هداية عدد من الوثنيين. بعد ذلك بعشر سنوات انتقل إلى مدينة ميلان حيث عرف بوجود أخوين توأمين، جرفاسيوس وبروطاسيوس، في السجن، فأقبل عليهما يفتقدهما. وكان قد ذاع آنئذ صيت هذين الأخوين كرسولين مجدّين في نشر الكلمة وكصانعي عجائب. وما أن بلغ خبر خدمة نزاريوس لهما أذني والي المدينة حتى استحضره وجلده وأرسله خارج الأسوار.
بعد ذلك انتقل نزاريوس إلى بلاد الغال حيث أخذ يبشّر بالإنجيل بهمّة لا تعرف الكلل فاستمال العديدين إلى المسيح. وقد عمّد خلال جولاته التبشيرية والدا لا يزيد سنّه عن تسع سنوات. هذا أعطته أمه لنزاريوس تلميذا ورفيق درب قائله له خذ الصبي معك، وليتبعك حيثما ذهبت علّني أحسب أهلة للجلوس عن يمين عرش السيّد، وكان الولد كلسيوس.
ويشاء التدبير الإلهي أن يعود نزاريوس من جديد إلى مدينة ميلان، ولكن برفقة كلسيوس هذه المرّة. وكان جرفاسيوس وبروطاسيوس ما يزالا بعد في السجن. فقبض الوالي عليهما وألقاهما هما أيضا في السجن. وهكذا التقى الأصدقاء من جديد وتعزّوا بعضهم ببعض وأخذوا يستعدّون للموت لأجل اسم الرب يسوع.
ثم أن الأوامر صدرت بتنفيذ حكم بالإعدام بحق الربعة فقطعت هاماتهم جميعا. وقد كان ذلك في أيام الإمبراطور نيرون حوالي العام 68 للميلاد. يذكر أن كلسيوس يومها كان قد بلغ من العمر تسع سنوات وسبعة أشهر.
ويبدو أن ذكر هؤلاء القديسين كان منسيا إلى أن جاء يوم أمر فيه القدّيس أمبروسيوس، أسقف ميلان، باستخراج رفاتهم على اثر حلم أو رؤية أو ما أشبه. فأما جرفاسيوس وبروطاسيوس فاكتشفا في العام 386 للميلاد وكانا في تابوت من رخام عليه كتابه باسميهما وتاريخ استشهادهما ويقال أن جسديهما كانا عائمين بالدم وكأنهما في يوم استشهادهما. وقد مسّ التابوت رجل أعمى فاسترد البصر، وأخر شفوا من أمراضهم. وبعض المجانين أيضا استعاد السلامة.
أما نزاريوس وكلسيوس فكانا مدفونين في بستان خارج ميلان. وقدتمّ كشف ذخائرهما في العام 395.
تذكار القديس قوزما الأورشليمي المنشأ أسقف مايومة (+760)
ولد قوزما في أورشليم لكنه تيتّم باكرا فأخذه والد القديس يوحنا الدمشقي، سرجيوس، إليه ربما لصلة قرابة كانت تربطه بذوي قوزما.
عاش قوزما ويوحنا في بيت واحد في مدينة دمشق، وقد وفّر لهما سرجيوس كل أسباب التعليم حيث انه كان من أعيان البلد ورجلا مقتدرا غنياً. فأتاهما، لهذا الغرض، براهب اسمه قوزما من أصل صقلي كان قد جمع من المعارف وعلوم عصره القدر الوفير. وقد أبدى التلميذان تجاوبا ممتازا مع ما لقّنهما إياه معلمهما حتى أنهما تمكنا في فترة وجيزة من الإحاطة باللغة والفلسفة والموسيقى وعلم الفلك والرياضيات إلى حد أذهل الجميع.
وكما اخذ قوزما ويوحنا عن أستاذهما العلوم الدنيوية، أخذا أيضا علم العلوم وفن الفنون: محبة النسك والصلاة، الحياة الرهبانية. فانتقلا، في وقت لاحق، إلى دير القديس سابا، وانخرطا في الحياة الملائكية.
هناك، في الدير، اشتغل الاثنان، فيما اشتغلا، في جمع كتاب الألحان الثمانية المسمّى بالأوكتيكوس أو المعزّي. والى قوزما يعود عدد من القوانين الليتورجية الخاصة بأعياد القدّيسين، واليه تنسب قوانين سبت لعازر وأحد الشعانين وأحد الدينونة. وفي تقويم بعض الدارسين أن نشا ئده فاقت بجمالها وجودة شعرها كل ما تقدّمها ولحق بها من نوعها.
ثم أن قوزما سيم أسقفا على مدينة مايومة القريبة من غزّة في فلسطين فاهتم برعاية شعبه خير اهتمام إلى أن رقد في الرب طاعنا في السن.