أنت هنا
تذكار الرسل القديسين أسطاشيس وابليس وأملياس وأوربانوس وارستوبولس ونركسس
31/10 غربي
هم من رسل المسيح السبعين. وقد ورد ذكرهم في رسالة الرسول بولس إلى أهل رومية (8:16-11). فأما كل من أسطاشيس وأمبلياس فيصفه الرسول بولس بكونه حبيباً له ء وأما أوربانوس فيقول عنه أنه "العامل معنا في المسيح"، فيما يعتبر أبليس "مزكى في المسيح"، ويذكر أهل بيت نركسس "الكائنين في الرب" ويكتفي بالسلام على أهل بيت ارستوبولس.
وفي التراث إن هؤلاء الرسل الستة أضحوا كلهم أساقفة في مواضع متفرقة. وقد مجدوا اله بكرازتهم بإنجيل الخلاص ورعاية المؤمنين، كما رقدوا رقود القديسين: بعضهم قضى شهيداً وبعضهم بسلام.
وينقل التراث عنهم أن اسطاشيس تبع الرسول اندراوس، أحد الاثني عشر، أسقفاً على بيزنطية لما كانت بعد مدينة صغيرة. وقد خدم رعية المسيح هناك ستة عشر عاماً، ثم رقد بسلام في الرب عام 54للميلاد. أما ابليس فصار أسقفا على مدينة هرقليون في آسيا الصغرى، ورقد بسلام بعدما هدى إلى المسيح جموعاً غفيرة من الشعب. أما امبلياس وأوربانوس فجعلهما القديس الرسول اندراوس أسقفين على مدن في مقدونيا، وقد قضيا شهيدين، الأول بيد الوثنيين والثاني بيد اليهود. وأضحى ارستوبولس أسقفاً على انكلترا ورقد بسلام في الرب. وأخيراً صار نركسس أسقفاً على أثينا، وقضى شهيدا للمسيح.
تذكار القديس الشهيد ابيماخس (+250)
عاش القديس ابيماخوس في مص . ولما كان مأخوذاًً بطريقة العيش التي كانت لكل من إيليا النبي ويوحنا السابق، فقد خرج إلى جبل البلوزة وعاش على مثالهما.
ثم إن موجة جديدة من الاضطهادات اندلعت في أيام الإمبراطور داكيوس وحاكم مصر، ابليانوس، فأخذ كثير من المسيحيين يلجأون إلى الجبال والقفار. فلما علم أبيماخس بما كان يجري احتدت روح الرب فيه فنزل إلى مدينة الإسكندرية ودخل هيكل الأوثان في الوقت الذي كان الحاكم يقدم ذبيحته. ودنا أبيماخس من المذبح فقلبه وضرب الآنية فبعثرها، ثم أخذ يوبخ الحاكم، كمن له سلطان، على اضطهاده المسيحيين. وكاد أن يضرب الحاكم لو لم يصح الجنود من ذهولهم ويسرعوا ويلقوا عليه الأيادي.
وللحال سيق ابيماخوس إلى موضع التعذيب، فاعترف بالمسيح ولم يبال. وإذ أخذوا يجلدونه ويدمونه، استمر في شتم الأصنام وتقريع عابديها، في موقف تحد مثير. وبعدما أشبعوه ضربا ألقوه في السجن إلى وقت موافق.
وبقي ابيماخوس على حميته في السجن، رغم الأوجاع والجراح. وكان في السجن عدد من المسيحيين، بعضهم لقي نصيبه من التعذيب وبعضهم ينتظر. وإذ لحظ بعض البرودة، وربما الخشية في صفوفهم، أخذ يشددهم بكلام ناري كي يجاهدوا "الجهاد الحسن، ويكملوا السعي ويحفظوا الإيمان (2تيموثاوس: 7:4). وعلى منوال الرسول بطرس في كلامه إلى المؤمنين المضطهدين، هكذا تكلم. "أيها الأحباء لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة لأجل امتحانكم كأنه أصابكم أمر غريب. بل كما اشتركتم في ألام المسيح افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مبتهجين. أن عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم" (ا بطرس12:4-14).
وجيء بأبيماخوس ثانية إلى موضع التعذيب وسط الجموع المحتشدة. انهال عليه الجلادون ضرباً، أخذ بعض الحاضرين، ومنهم وثنيون، بالبكاء ألماً لهذه الوحشية. وان امرأة عوراء اقتربت من القديس وهي تبكي. هذه وقعت على عينها نقطة من دم ابيماخوس المتطاير فعاد إليها النور للحال فآمنت ومجدت الله.
ثم إن الجلادين بعدما رووا غليلهم من يوحنا المعمدان الجديد هذا قطعوا رأسه، فانضم إلى جهور الشهداء المكللين بالمجد.



