أنت هنا

02/06
 

تذكار أبينا الجليل في القديسين نيقيفوروس المعترف بطريرك القسطنطينية (+829م) (2 حزيران غربي)

15/ 6 

ولد في القسطنطينية حوالي العام 758م خلال حملة الأمبراطور قسطنطين الزبلي الإسم على الإيقونات ومكرميها. كان والده ثيودوروس حافظ الأسرار الأول في القصر الملكي. خسر وظيفته ونُفي إلى نيقية لتمسكه بالأرثوذكسية.هناك قضى بقية أيامه. أوكلته أمه، أفذوكيا، إلى أحد حفظة الآسرار في القصر تلميذا ثم اعتزلت في أحد الديورة.

حصل نيقيفوروس قسطا وافرا من العلوم الدنيوية. صار حافظا أول للأسرار، نظير أبيه، للأمبراطور الشاب قسطنطين السادس (780 – 797م) وأمه إير يني، الوصية على العرش. لعب دورا فاعلا في المجمع المسكوني السابع في نيقية (787) بصفة مفوّض أمبراطوري.

بعدما استُعيدت الأرثوذكسية، ولو بصورة مششؤقتة، خرج نيقيفوروس من الحياة العامة. اعتزل في أقصى البوسفور، على الضفة الآسيوية، في ضاحية أغاثو حيث أسس ديرا. انكبّ على الصلاة والدرس ليل نهار. بنتيجة ذلك اقتنى معرفة عميقة بكلمة الله وكانت الفلسفة وعلم البلاغى أداة طيّعة بين يديه. جعلت سيرته وزهده متواضع القلب وجعلت العلم لديه مجالا للشكران والتقدم في الفضائل الإنجيلية. استبان ارستقراطيا لامعا وعلاّمة مقتدرا. كان حرا من كل ارتباط العالم، وديعا، معتدلا، ودودا، أبعد من أن يسلك في المجد الباطل.

تولّى البطريركية إثر وفاة القديس تراسيوس (+805م). كان يومها من العامة وتمنّع. صُيّر راهبا ثم تبوّأ الدرجات الكهنوتية خلال بضعة أيام. سيم بطريركا يوم الفصح من السنة 806م. إثر ذلك وضع على مذبح كنيسة الحكمة المقدسة كتابا كانقد ألفه دفاعا عن الإيقونات المقدسة.

ترفيعه من العامية في الموقع إلى البكريركية لم يكن بلا ذيول. القديسان أفلاطون وثيودوروس الستوديتي ناه اه. وقد ازداد التوتر حدّة بعدما رضي البطريرك الجديد باستعادة يوسف إلى الدرجةالكهنوتية. هذا كان القديس تراسيوس قد حرمه بعدما بارك زواج الأمبراطور قسطنطين السادس خلافا للقانون الكنسي. قطع رهبان ستوديون الششركة مع البطريرك ولم تعد المياه إلى مجاريها إلاّ بعدما تولّى ميخائيل الأول زمام الحكم سنة 811م وبعدما رضي نيقيفوروس باستبعاد يوسف عن الكهنوت من جديد.

فترة الهدوء المؤقت التي تلت كانت لقديسنا فرصة عمل خلالها، بالإضافة إلى دفاعه الثابت عن ا لإيقونات، على ضبط العديد من الممارسات الكنسية التي وقعت في الشطط كالزواج والحياة الرهبانية. تلك الفترة لم تدم طويلا. فبعدما أُصيب الأمبراطورميخائيل بنكسة في حربه ضد البلغار واعتزل العرش ليقتبل الحياة الرهبانية، خلفه لاون الأرمني سنة 813م. لم تبِن نزعة العاهل الجديد إلى محاربة الإيقونات إلاّ بعدما جعل البطريرك التاج على رأسه. فلم يمضِ يومان على ذلك حتى أصدر لاون أمرا قضى فيه بالحكم على الإيقونات ومكرميها. دعا نيقيفوروس إلى الصوم والصلاة عسى ان يجنِّب الرب الإله كنيسته محتة جديدة. تحرّك البطريرك بدا لعيني لاون مريبا فاتهمه بإثارة الشغب.  ردّ عليه القديس فاتهمه باٌلاق الكنيسة وإنفاذ سم الهرطقة فيها . كان لنيقيفوروس مع الأمبراطور حوار لاهوتي بعدما استحضره. لكن لميُجِّد الكلام نفعا.

نجح لاون في اجتذاب عدد من الأساقفة والكهنة. هؤلاء، مع لاهوتيين مناهضين للإيقونات، حاولوا حمل البطريرك على الإذعان. وإذ لم يُجِد النقاش نفعا عمد نيقيفوروس إلى إيقاف الإكليريكيّين المستغرقين في الهرطقة عن الخدمة. كما حرّر رسائل إلى الإمبراطورة والوزراء حاثّا على حقن الدماء.

خلال الصوم الكبير مرض القديس واشتدّ المرض عليه، فاستغلّ الإمبراطور الفرصة وانتزع من يده إدارة صندوق الكنيسة العظمى. ثم جمع مجمعا مناهضا للإيقونات استدعى نيقيفوروس. دافع القديس عن الإيمان القويم ولكن عبثا لأنّ قرار التخلص منه كان سبّاقا. وفي ليل الثالث عشر من شهر آذار انتزعه الجند من سرير ألمه ونقلوه في مركب إلى دير أغاثو محتجزا. دير أغاثو هو الدير الذي أنشأه رجل الله وقضى فيه سني رهبانيته المبكرة. بعد ذلك أبعدوه إلى دير آخر سبق فأسسه هو دير القديس ثيودوروس. خلال ذلك أرسل البطريرك من ذاته، إلى الإمبراطور، رسالة تنازل فيها عن سدة البطريركية. جعل لاون مكانه المدعو ثيودوتوس كاسيتيراس، وهوعدو لدود للإيقونات ومكرّميها.هذا دعا إلى مجمع أساقفة هراطقة ليثبت قرارات مجمع هياريا (754م). بنتيجة ذلك حُرّم رسميا إكرام الإيقونات وقُطع تراسيوس ونيقيفوروس واندلعت حملة جديدة ضدّ المعترفين بالإيقونات في كل الأمبراطورية.

استمرت هذه الحالة إلى أن جرى اغتيال لاون وتولّى الحكم ميخائيل الثاني سنة 820م. وبناء لاقتراح نيقيفوروس أُعلنت قرارات المجامع المناهضة للإيقونات باطلة واستُدعي من المنفى القديس ثيودوروس الستوديتي والمعترفون الآخرون... على ان القوانين الخاصة بمنع إكرام الإيقوناتبقيت نافذة وكذلك منع الدخول إلى المدينة المتملّكة على مكرّمي الإيقونات. في تلك الأثناء تمّت مصالحة القديس نيقيفوروس والقديس ثيودوروس الستوديتي. وقد وصف ثيودوروس البطريرك القديس ب "شمس الأرثوذكسية" معتبرا أشعة اعترافه مضيئة في العالم كله.

اشترط ميخائيل الثاني على نيقيفوروس، لإعادته إلى كرسيّه، أن يحفظ الصمت بشأن الإيقونات المقدسة ومجمع نيقيةالثاني. جواب القديس كان الرفض القاطع وإيثار البقاء في المنفى. وقد تسنى لرجل الله ان يحرّر مقالات مهمة في إكرام الإيقونات وهوفي المغتزل. نفى نيقيفوروس أن تكون إيقونة المسيح صورة وثنية دنسة للطبيعة الإلهية غير المحصورة كما زعم اللأهوتيّون المناهضون للإيقونات، بل هي صورة ذات علاقة شببه بشخص أو أقنوم المسيح، وهو الإله غير المنظور الذي جعل نفسه منظورا بالتجسد، فيما بقي غير محصور في لاهوته.

جاهد نيقيفوروس الجهاد الحسن إلى المنتهى، إلى أن رقد بالرب في 2 حزيران من سنة 829م بعد أربعة عشر عاما من المنفى. دفن في ديره وبقي هناك إلى أن جرى نقله إلى القسطنطينية، إلى كنيسة القديسين الرسل، فكانت عودته إيذانا بانتصار الأرثوذكسية.