أنت هنا
تذكار أبينا البار لعازر العجائبي(1054م)
7 / 11
ولد لعازر في قرية مجاورة لمغنيزيا في العام 986م. وقد نقلت عن ولادته روايات شتى إن دلّت على شيء فعلى أنه كان إناء مختاراً لله منذ الطفولية. فثم حديث عن عامود نور انتصب فوق منزله الوالدي ساعة ولادته، وثم حديث آخر عن نور ملأ البيت وأرعب النسوة اللواتي كن حاضرات وقت الولادة ففرن من المنزل مذعورات.
أنى يكن الأمر فسيرة لعازر كانت فريدة إذ أن والديه نهجا في تربيته نهج العارفين بأن الوالد كان مختار الله، لذلك اعتنيا بتربيتة على التقوى والكتب المقدسة. وكان لعم له، راهب، دور بارز في تنشئته في هذا الاتجاه. خلال ذلك امتاز لعازر بالتواضع وحلاوة المعشر والرصانة والإقبال على الصلوات بشغف وهمّة. كما كانت له محبة فائقة للفقراء جعلته يبدّد كل ما كانت تصل إليه يده، قليلاً كان أو كثيراً.
تنقّل لعازر بين عدة أديرة، وقيا أنه كان شرهاً في الصوام كما النهمون في المأكول. سلوكه في الطاعة وقطع المشيئة كان مثالياً. وقد عاش متوحداً في مغارة سبع سنوات واجه فيها ببسالة صنوف التجارب وكثافتها. بعد ذلك انتقل إلى أورشليم وأقام زماناً في دير القديس سابا.
وتشاء العناية الإلهية أن يتعاطى النسك على عمود نظير القديس سمعان العمودي. وقد ذاع صيته في كل أفسس والمنطقة حتى كان الناس يقصدونه من أماكن بعيدة لينالوا بركته ويتزودوا بإرشاداته. الفقراء أيضاً كانوا يأتونه من كل صوب وكان يعطيهم كل ما لديه ولا يبقى لنفسه شيئاً. ويقال أن تلميذيه تركاه في وقت من الأوقات لأنهما قالا أنه يبدّد كل شيء فبماذا نقتات نحن. سبع سنوات قضاها على العامود لم يعرف خلالها طعاماً غير الماء والقليل من خبز الشعير، ولا نوماً غير دقائق كل يوم. إلى ذلك كان يشد نفسه إلى سلاسل من حديد.
بعد ذلك عاش في مغارة من جديد وعاد إلى العمود ثانية وثالثة. وقد اجتمع حوله التلاميذ بالعشرات. وكان هو ارتقائه في مراقي النور الإلهي يتابع تلاميذه في أتفه تفاصيل حياتهم الروحية.
منّ الله عليه بموهبة البصيرة والنبوءة. وقد عرف تاريخ رقاده سلفاً، ولكنه، نزولاً عند رغبة تلاميذه المتوسلين إليه، سأل والدة الإله أن تطيل عمره على الأرض قليلاً فأعطته خمسة عشر عاماً إضافية. وفي شهر تشرين الثاني من العام 1054 للميلاد ودّع ورقد بسلام في الرب.
تذكار القديس الشهيد هارون
ورفاقه الاثنين والثلاثين المستشهدين في ملطية(+290)
عاش القديس الشهيد هارون في قرية من قرى بلاد الكبّادوك. كان فلاحاً تقياً وكانت له أم عمياء حرص على ملازمتها والعناية بها.
وجاء يوم صدر فيه أمر بتسخير كل من كان يتمتع بالصحة الجيدة والقوة البدنية للخدمة العسكرية. ولما كان هارون معروفاً بصلابة عوده فقد جاءه عسكريان يريدان استياقه إلى أمام الحاكم ليسياس في مدينة ملطية الأرمنية لهذه الغاية. وإذ لم يشأ أن يغادر والدته ولا أن يكفر بمسيحه ويقدّم العبادة للامبراطور، كما كانت عادة العسكر في ذلك الزمان، فإنه اتخذ عصاة غليظة واندفع نحو الجنديين ففرا من أمامه. لكنهما عادا بعد قليل يتعزيزات. ولما لم يرد هارون أن يعرّض ذويه للخطر فقد سلم نفسه، فقبض عليه العسكر وقفلوا عائدين به وبإثنين وثلاثين مسيحياً ــ بعضهم من أقربائه ــ على ملطية.
وفي الطريق ظهر ملاك الرب لهارون وأنبأه بأنه لن يخوض غمار حرب من أجل ملك أرضي بل من أجل ملك السموات والأرض وأنه سيحظى سريعاً بالمجد والكرامة.
ثم أن الموقوفين ألقوا في السجن فكان لهم هارون معزياً ومشدداً. ولما مثل أمام قرّعه الحاكم لعصيانه الأوامر الامبراطورية وأمر ببتر يده اليمنى لأنه تجرأ فرفعها على الجنود.
ولم يتزعزع هارون أمام ما جرى ما سيتبع قيد أنملة بل ثبت كجندي أمين للمسيح. غير أن واحداً من المساجين ممن عاينوا ما حدث، وكان قريباً لهارون، واسمه فيكتور، تملّكه الخوف فدنا من الحاكم سراً ووعد بإعطائه أرضاً كانت له إن هو تركه يذهب، فأطلق الحاكم سراحه.
وإن هي سوى أيام قليلة حتى تعرّض هارون ومن معه للضرب باعصاب البقر. ثم أمر الحاكم بأن يساقوا إلى الموت فقطعت هاماتهم جميعاً.
وفيما كان الشهداء يتساقطون الواحد تلو الآخر ويتكللون بالمجد الإلهي، إذا بمن غادرهم، كافراً بالمسيح، فيكتور، نسيب هارون، يسقط صريعاً هو أيضاً، ولكن بميتة طبيعية، مكللاً بالخزي والعار ومحصى مع الهالكين.
أما هارون فلمّا شاء ذووه أن يحفظوا بهامته، تبركاً، فقد اضطروا إلى دفع ثقلها ذهباً للحصول عليها.
وأن اسماء الشهداء الاثنين والثلاثين، كما وردت في التراث، هي التالية:
هزيخيوس ونيكاندروس وأثناسيوس وماما وباراخيوس وكلّينيكوس وثياغينوس ونيقون ولونجينوس وثيودوروس وفاليريوس وكسانتيكوس وأبيفانيوس ومكسيميانوس ودقاتيوس وكلوديانوس وثيوفيلوس وغيجانتيوس ودورثيوس وثيودوتس وكستريكيوس وأنيقطيا وتميليوس وأفتيشيس وهيلاريون وديودوتس وعمونيتوس.



