أنت هنا
القديس سمعان مفيض الطيب
مؤسس دير سيمونوس بتراس في الجبل المقدس
28/ 12 غربي(10/ 1 شرقي)
عاش في القرن الثالث عشر، هجر أباطيل العالم ولجأ إلى الجبل المقدس (آثوس)، طلباً لخلاص نفسه. انضم إلى أب شيخ جليل متمكن في النسك والصوم. أبدى من الطاعة والتواضع والمحبة والصبر ما رفعه إلى درجة عالية من الفضيلة. فأصبح محط اعجاب رهبان جبل آثوس. طلب إذن الشيخ في أن يتنسك بعيداً، اهتدى على مغارة رطبة على المنحدر الغربي لآثوس على علو ثلاثمائة متر عن البحر. فأقام هناك. وقدواجه التجارب الشيطانية الشرسة بدون اي معين سوى الرب يسوع المسيح.
في إحدى الليالي التي قبل عيد الميلاد، رأى نجماً يسقط من السماء ويحط على مغارة مقابل مغارته. فلم يولي اهتماماً خشيةً أن يكون هذا الحدث من ألعاعيب الشيطان. فتكرر الحدث لبعض ليالي متتالية. وما أن حلت ليلة عيد الميلاد حتى انحدر النجم من السماء وحط على المغارة مقابلة، وسمع صوت والدة الإله قائلاً: لا تخف يا سمعان الخادم الأمين لابني، أنظر هذه العلامة ولا تغادر المكان، لأنني أريدك أن تنشأ ديراً لخلاص كثيرين.
وما هي إلا فترة حتى أتاه ثلاث إخوة من عائلة تسالونيكية غنية، فألقوا بغناهم أمام رجليه وسألوه أن يقبلهم تلاميذ له. وجيء ببنائين لبناء الدير، وحيث أن المكان مرتفع ومنحدر خاف العمال واتهموا سمعان بالجنون. في تلك جاء أحد الاخوة الثلاثة ليقدم للعمال النبيذ ضيافة. وكان الموقع الذي كانوا جالسين عليه، مشرفاً على هوة. فزلقت رجل الأخ وسقط من العلو في الهوة، فظن العمال أنه قد مات وقالوا يستحيل البناء هنا. ولكن فجأة، وبفعل صلاة القديس سمعان، رأوا الأخ صاعداً من الهوة سالماً معافى والخمر بيده لم ينسكب. فتعجبوا وترهبوا وباشروا عمل البناء. وقد تعرضوا لحوادث عديدة أثناء البناء إلا أن العناية الإلهية أنقذتهم. وبعد اكتمال البناء قدم إلى الدير عدد كبير من الرهبان.
ذات يوم وصل إلى المكان قراصنة عرب، فقدم له القديس سمعان هدايا آملاً أن يصرفهم عن نهب الدير، فلم يرضوا فهجموا عليه يرمون الفتك به، فإذ بهم يعمون وتيبس يد أحدهم إذ حاول ضرب القديس بالسيف. ولكن صلى القديس وشفاهم بنعمة الله، فتابوا واقتبلوا المعمودية المقدسة وصاروا رهباناً.
عاش سمعان سنين طويلة بالفضيلة، فأنعم عليه الله بمواهب عديدة، كصنع العجائب والنبؤة والتعليم. ولما حضرت ساعته جمع الرهبان وزودهم بارشاداته ثم رقد بسلام. فيما بعد، أن ضريح القديس سمعان كان يسيل منه الطيب كينبوع ماء حي.



