أنت هنا

15/12
 

القديس الشهيد في الكهنة إلفثيريوس ورفقته (القرن الثاني الميلادي)

15/12 غربي (28/12 شرقي)

إلفثيريوس ولد في ميدنة رومية لأب اسمه إفجينيوس موظفاً في خدمة القصر وأم تقية أسمها أنثيا. أبوه كان وثنياً وقد رقد وهو طفل، أما أمه فقد اهتدت إلى المسيح عبر تلاميذ الرسول بولس. نشأ إلفثيريوس مسيحياً وإذ كان لامعاً وأبدى قدرة فائقة على التعليم اقترح معلمه على أمه أن تأخذ إلى أسقف رومية القديس أنيقيطس الحمصي (150 – 161م) فأخذه الأسقف على عاتقه.

أسيم قارئاً ثم شماساً وهو في الخامسة عشرة وكاهناً في السابعة عشرة وأسقفاً على إليريا وهو في العشرين. وقد نجح في خدمته الأسقفية وقد أهدى كثيرين من الوثنيين إلى المسيح. فبلغ خبره إلى القيصر. فأوفد قائده فيليكس للقبض عليه، فدخل القائد إلى السرداب الذي كان يصلي به إلفثيريوس فلما بلغه كان إلفثيريوس يعظ المؤمنين فتنحى جانباً ووقف يسمع، وما أن انتهى إلفثيريوس من عظته حتى أن أن فيليكس تقدم إليه لا ليلقي القبض عليه بل ليعبر عن رغبته في أن يصير مسيحياً، وهكذا قبل المعمودية. بعد ذلك لم يشأ إلفثيريوس أن يعود فيليكس إلى قيصر فارغاً، خوفاً عليه، فذهب معه.

وقف إلفثيريوس أمام قيصر واعترف بالمسيح، فجلده الجلادون ثم ألقي على سرير محمى بالنار، ثم سكب عليه الزيت المغلي، ولكنه ثبت بإعترافه، فتقدم أحد خدام القصر بعرض اسمه خوريبوس، أن يدخلوا إلفثيريوس إلى فرن للتعذيب كان قد ابتدعه. في تلك اللحظة صلى رجل الله من أجل هداية أعداء الله لأنهم لا يدرون ما يفعلون. فاخترقت النعمة قلب الخادم خوريبوس فاستنار وتغير من وحش يعذب الناس إلى حمل وديع ووقف أمام قيصر يدافع عن القديس معترفاً بالمسيح، اندهش الجمع لهذا التغيير، ثم دخل خوريبوس إلى الأتون الذي ابتدعة، فلم يصب بأذى، فجرى قطع رأسه، وكذلك قطع رأس القائد فيليكس. 

أما إلفثيريوس فعانى الكثير من العذاب، ألقي إلى الحيوانات المفترسه فلم تصبه بأذى. فآمن أثنين من الجند بعد هذا الحدث فقطع رأسيهما. ثم ضرب الجلادون رأس إلفثيريوس بالسيف فتكلل بالشهادة. وما كادوا يفعلون حتى أن أمه أنثيا أسرعت لتضم جسد ابنها المخضب بالدم حباً فهاش الجنود وفتكوا بها فاختلط دمها بدم إبنتها.

يذكر أن القديس إلفثيريوس هو شفيع النساء الحاملات اللواتي يسألنه الوضع بسلامة. وكذلك المسافرين في البحر والمرضى.