أنت هنا
القديس الشهيد البار ضومط (دوماتيوس) الفارسي وتلميذاه (القرن 4م)
(7/8 غربي ) 29/8 شرقي
كان ضومط الفارسي، بدءا، من عبدة النار. بحث، كحدث، عن الحقيقة الإلهية بصدق كبير. وبتدبير الله التقاه مسيحي يكرز بالبشارة في بلاد ما بين النهرين، اسمه Abbaros . اهتدى وحاول هداية والديه فلم يُفلح. فلما بلغ الرشد غادر موطنه إلى نصيبين، على الحدود، بين الإمبراطورية الرومانية والإمبراطورية الفارسية، وهناك اقتبل المعمودية.
انضم، لتوِّه، إلى أحد ديورة المدينة وانكب، بشغف، على دراسة الكتاب المقدس. صارت له كلمة الله طعاماً وشراباً حتى استهان بتناول الطعام مع بقية الرهبان. حسده بعضهم واحتقروه. فلئلا يكون سبب عثرة وانقسام غادر الدير ليلا. هاجمته كوكبة من الذئاب لم ينقذه منها غير الله الذي أخرجه من هناك إلى الطريق الرومانية عبر الصحراء السورية. انضم إلى مجموعة من المسيحيين كانت متجهة إلى مدينة ثيودوسيوس لإيداع تقدمات في دير القديس سرجيوس. نذر أن يُمسك عن الطعام إلى أن ينضم إلى شركة رهبانية. لذا حرص على ألا يختلط بالآخرين كلما جلسوا للطعام. ظنوه هرطوقياً أو سامرياً، فلما أباح لهم بسبب تصرفه عرضوا أن يأخذوه إلى دير القديس سرجيوس. في الطريق طرد، بصلاته، خادماً لإبليس رام أذيتهم. بلغوا الدير. استقبلهم نوربل، رئيسه، وكان رجلاً فاضلاً بصيراً بما لله. ارتضى، للحال، أن يضم ضومط بمعلمه، صلاةً متواترةً وسيرة ملائكية، فخطا خطوات يُعتدُّ بها في مدارج الفضيلة.
في السنة الثامنة عشرة من نزوله الدير تشمّس. وعلى مدى ثلاثة آحاد، خلال خدمته في الهيكل، كان يعاين حمامة بيضاء ترفرف فوق الكأس المقدسة. تيقن رئيسه أنه مختار من الله فرغب في تصييره كاهناً ففرّ من الدير، من جديد، وانضم إلى قافلة متجهة نحو قورش. نزل، أياماً، للصلاة ديراً على اسم القديسَين قوزما ودميانوس. شفى الله مريضاً، بصلاته، هناك. فلما شرع هذا الأخير في إشاعة ما حدث له فرّ ضومط، مرة أخرى، إلى موقع يبعد ثمانية أميال عن الدير حيث استقر على هضبة قاحلة محجرة. بقي سنتين في عزلة كاملة يقتات من الأعشاب البرية. اكتشف الآخرون موقعه. تكبد حر الصيف وقر الشتاء في العراء. أخيرا نجح المؤمنون في الجوار، وقد تدنت قواه، فأقنعوه بالانتقال إلى مغارة حفروها له في الصخر. لازم المكان سنين في الصلاة. كان يستقبل القادمين إليه ويشفي أدواءهم النفسية والجسدية ويهدي العديد من الوثنيين بتعليمه النيِّر.
مر الإمبراطور يوليانوس الجاحد من هناك خلال حملته على الفرس التي قضى فيها سنة 363م. فكان أن وشى إليه بضومط عدد من الحساد المنحلِّين. قالوا عن قديس الله إنه دجال يدّعي التكلم باسم الله. لم يرق ليوليانوس أن يرى الناس يتدفقون على رجل الله ويتأثرون به. فبعث يقول له أن يكف عن استقبال الناس، فلم يشأ أن يحرم العباد البركة والعزاء. إذ ذاك أمر الإمبراطور ببناء حائط سدّ به المغارة فقضى ضومط واثنان من تلاميذه. وقيل، في رواية أخرى، إن الجند رموا المكان بالحجارة حتى سدّوا المغارة.
هذا ويشار إلى ضومط آخر من كردستان له سيرة شبيهة بسيرة قديسنا. هذا ترهب أيضاً وقيل كان طبيباً أو كانت له مواهب شفاء لكنه قضى بسلام. وهو معروف، بخاصة، في البلاد السورية، كشفيع للمصابين بداء عرق النَّسا. وكذا انتقل صيته إلى بلاد الغال، كما أفاد القديس غريغوريوس التوري.



