أنت هنا

06/06
 

القديس البار هيلاريون رئيس دير الدلماطون (+845م)(6 حزيران غربي)

16/6 

أصله كبادوكي. كانأبوه الخبّاز المعنمد للقصر الملكي، منظورا إليه. دخل في سن العشرين دير خيروكوبيون في القسطنطينية. لم يلبث أن عادره إلى دير الدلماطون حيث صار راهبا. امتاز بتواضعه ومحبته للسكون. لعشر سنوات مكث بستانيا بالطاعة ولمع بالفضيلة.وإذ طرد، بصلاته،روحا خبيثا من حدث، جعل رئيس الدير عليهأن يصير كاهنا رغما عنه. ثم بعد وفاة الرئيس بقليل اتّجهت إليه أنظار الرهبان ليجعلوه رئيسا عليهم. لم يشأ بل لجأ إلى دير الطهريّين في بيثينيا. غير أن رهبان الدلماطون استجاروا بالبطريرك نيقيفوروس والإمبراطور لإعادته إلى الدير فعُيّن رئيسا وأ رشمندريتا على أديرة العاصمة سنة 807م.

ساس قطيعه الرةوحي بسلام إلى أن حمل الإمبراطور لاون الأرمني على الإيقونات ومكرميها من جديد سنة 813م. يومها أُوقف هيلاريون أمام العاهل الذي حاول أن يضمّه إلى قضيته فلم يفلح. قاومه القديس في وجهه وعامله ككافر ويهوذا جديد. سخط عليه لاون وأخضعه للتعذيب ورماه في السجن. بقي معتقلا ردحا من الزمنمثل بعده أمام الإمبراطور من جديد وأعاد على مسمعيه، بلا جزع، أقواله الأولى عينها فأسلمه لاون لبطريرك القسطنطينية الهرطوقي عسى أن ينجح في حمله على الإذعان والحزب الرهباني من خلاله. لكن محاولته باءت مجددا بالفشل.  على الأثر أُقفل على هيلاريون في سجن مظلم ومُنع عنه الطعام أياما طويلة. ضعف تلاميذه ولم يضعف هو فرجوا الإمبراطور أن يطلقه وهم يتكفّلون بإخضاعه لإرادته. أفرج عنه لاون وسمح له بالعودة إلى ديره. لكن منيته لم تتحقق وشعر بأنه خُدع فأقفل على هيلاريون من جديد في دير فونيوس، على البوسفور، عرضة للمعاملة السيئة. 

من  جديد أوقف القديس أمام الطاغية ومن جديد نُقل إلى غير دير، هذه المرة إلى دير Kyklobion  ، على الضفة الغربية من العاصمة حيث بقي سنتين ونصف السنة، ثم جرى سجنه في معتقل الومارياننيّين بقرب القصر الملكي ثم نُقل إلى حصن بروتيليون بعدما تعرّض للجلد بعنف.

إثر اغتيال لاون الأرمني في الكنيسة التي باشر فيها حملته على الإيقونات بإلقاء إيقونة السيد ارضا، استلم ميخائيل الاثني زمام الأمر فأطلق المعترفين في السنة 820م. أُخلي سبيل هيلاريون لكنه مُمع من دخول المدينة. وقد استضافته امرأة تقيّة على مدى سبع سنوات حتى مطلع حكم ثيوفيلوس الذي استحضر رؤساء الأديرة المعترفين الواحد تلو الآخر. وإذ سأل الإمبراطور القديس ما إذا كان مستعدا لأن يرضخ لإرادته الملكيو أدانه هيلاريون كطاغية وعامله ككافر وخدّاع . أكالوا له مئة جلدة وسبعا دونما مراعاة لسنّه ورحّلوه إلى جزيرة أفوسيا. هناك احتفر القديس في الصخر قلاّية ضيّقة واستنبع، بصلاته، نبع ماء عذب. أمضى هناك ثماني سنوات في الهزيخيا (السكون) إلى أن قضى ثيوفيلوس سنة 842م. للحال سُمح لهيلاريون بالعودة إلى القسطنطينية واستعادة ديره. اشترك في العودة المظفّرة للأرثوذكسية وأمضى ثرث سنوات يهذّب رهبانه على التقاليد المقدّسة. وقد لمع بقداسة سيرته وعجائبه إلى أن أسلم روحه بسلام عن سنّ ناهز السبعين. كان ذلك في العام 845م.