أنت هنا
القديس البار خريستوذولس (عبد المسيح) العجائبي (+1093م)
16/ 3 شرقي (29/ 3 غربي)
ولد في إحدى قرى بيثينيا قرابة العام 1020م. درس وتعلّم، بنعمة الله، ان يستخفّ بالعابرات ويطلب الباقيات. رغب ذووه في تزويجه عنوة فلم يشأ. فرّ إلى جبل الأوليمبوس. تتلمذ هناك لشيخ معروف بحكمته وعلمه الإلهي. لبس الثوب الملائكي وتمسى خريستوذولوس. اقتدى بمعلمه في كل شيء. اعتبره إيقونة حيّة للمسيح. أذوى جسده بالأصوام وأخذ يَمضي ليال بطولها في الصلاة.
رقد الشيخ بعد ثلاث سنوات من وصوله. حجّ إلى رومية فإلى الأرض المقدسة حيث عايش النسّاك في صحاري فلسطين القاحلة. انضم إلى أحد الديورة فصار مثلا يحتذى. انتقل إلى آسيا الصغرى برفقة بعض الرهبان بعدما خيّم شبح غزوة تركية وشيكة للسلاطين. لجأ إلى جبل لاتروس الرهباني. كان لا يقتات سوى من خبز الشعير والماء إلا في الأعياد الكبرى. أسس ديرا في جزيرة كوس. ازداد إقبال الناس عليه فانتقل إلى جزيرة باتموس بعدما منحه إياها الأمبراطور ألكسيوس الأول كومنينوس (1081 -1118م) وعفاه من الضريبة وأمر بما يلزمه ورهبانه من القمح، سنويا، من مال الخزينة. لم يكلفه بشيء سوى بالصلاة لأجله ولأجل الأمبواطورية.
أسس خريستوذولوس في باتموس ديرا وأنشأ كنيسة على اسم القديس يوحنا اللاهوتي. نظم حياة شركته الرهبانية على القديسين باسيليوس الكبير وسابا المتقدس. وقبل ان تكتمل أسوار الدير، فيما وجّه الأمبراطور ألكسيوس اهتمامه شطر الغرب لمواجهة البرابرة النورمنديين، تحرّك الأتراك من جديد وهدّدوا شواطىء آسيا الصغرى والجزر فاضطر خريستوذولوس ورهبانه إلى الانتقال إلى أوريبوس حيث أسّس ديرا مؤقتا. وإذ أحس بدنو أجله دعا أقرب تلاميذه إليه، سابا، وعينه على الرهبان من بعده وزوده بتوجيهاته آلآمرا إياه بالعودة إلى باتموس حالما تسنح الفرصة. فلما كان الأسبوع الثاني من الصوم الكبير من السنة 1093 دعا تلاميذه إليه وباركهم وأملى عليهم عهده وان يأخذوا جسده معهم متى عادوا إلى باتموس ثم رقد بسلام في 16 آذار من تلك السنة. أضحى دير القديس يوحنا اللاهوتي في باتموس أحد أبرز المراكز الرهبانية في الأرثوذكسية ومنه خرج العديد من الآساقفة والبطاركة.
القديس الشهيد سابينوس المصري(القرن 4م)
16/ 3 شرقي (29/ 3 غربي)
من إحدى العائلات البارزة في هرموبوليس على النيل. اشتهر بنشاطه لصالح المسيحية. فلما كان زمن الاضطهاد الكبير، أيام الأمبراطور ذيوكلسيتمزس، حوالي العام 303م، كان سابينوس أحد المطلوبين. جدّ رجال قيصر في البحث عنه. لجأ وستة مسيحيين آخرين إلى كوخ صغير على بعد من المدينة. هناك لازمت المجموعة الصوم والصلاة. إلا ان شحّاذا، سبق لسابينوس ان أحسن إليه، نقل خبرهم إلى رجال السلطة فجرى القبض عليهم واستيقوا مصفدين بالقيود لدى الحاكم أريانوس خارج المدينة. فلما لاحظ الحاكم جسارة القديس أمر بجلده عنيفا حتى الدم آملا في حمله على التراجع. وإذ لزم القديس الصمت رغم أسئلة الحاكم الممطرة عليه، قال أحد الحاضرين ان سابينوس فقد عقله. فأجاب الشهيد :"ليس هذا صحيحا البتة. أنا بكامل قواي العقلية، لذا أرفض ان أتخلى عن المسيح لأضحي للأبالسة!"
وفيما كان الجند يجتازون النهر ليدخلوا المدينة، فجأة اضطربت المياه كما لو ان عاصفة ضربتها، وبالكاد أفلت المركب الذي كان الحاكم وسابينوس على متنه من الغرق. فلما تبلغوا مقصدهم أوقف الحاكم القديس أمامه واتهمه باللجوء إلى السحر هربا من وجه العدالة. وبعدما مدّدوه أرضا ربطوا أطرافه إلى أوتاد ومرّروا على جسده المشاعل. لم يثنه التعذيب عن عزمه. ثبت في اعترافه بيسوع انه رجاؤه الأوحد ونصح الحاكم بالإسراع بتسليمه إلى الموت. الموت إليه كان مدخلا إلى الحياة الأبدية. أخيرا لفظ أريانوس الحكم في حق قديس الله، والحكم كان بالموت. أخذوه في مركب إلى عرض النهر وهناك في خضم الأمواج قيّدوا رجليه إلى حجر ثقيل. وبعدما صلّى وتنبّأ ان جسده سيبين بعد ثلاثة أيام ألقوه في المياه فتمّت شهادته. وبالفعل بعد ثلاثة أيام وجد مسيحيون جسده والحجر فواروه الثرى بإكرام ولياقة.
تعيد له كنيستنا الأرثوذكسية في السادس عشر من شهر آذار



