أنت هنا
القديس إفتيخيوس بطريرك القسطنطينية المعترف (+582)
6/ 4 شرقي (19/ 4 غربي)
ولد أبينا الجليل في القديسين إفتيخيوس في بلدة من إقليم فرجينيا تدعى "الإلهية". كان أبوه جندياً اسمه اسكندر. واسم أمه كان سينيسيا وكانت ابنة كاهن. اهتم جده بتربيته على الفضيلة والتقوى، فكان يصطحبه إلى الكنيسة ويوقفه بإزاء جرن المعمودية ويقول له: اذكر يا بني النعمة العظيمة التي أفاضها روح الربّ القدوس عليك في هذا الجرن الطاهر فأضحيت ابناً لله. إياك أن تنسى ما وعدت به بفم إشبينك يوم اعتمدت، فإنك عاهدت الله على أن ترفض الشيطان وكل أعماله وكل عبادته وكل أباطيله. كُن أميناً تنل الحياة الأبدية والملكوت السماوي. وكان الجد أيضاً يردد على مسمع حفيده القول الإنجيلي: ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه.
لما بلغ الأثنتي هشرة من عمره أُرسل إلى القسطنطينية ليدرس على معلميها فبرع. حتى أضحى أكثر أهل عصره ثقافة. وإذ مال إلى الزهد ورغب في خدمة الله صُير شماساً إنجيلياً واقترح للأسقفية، لكنه آثر الانكفاء في أحد الأديرة. فعين رئيساً على الرهبان المنتشرين في الكورة.
انعقد مجمع محلي سنة 544م ولم يستطع أسقف أماسيا حضوره بسبب مرضه فأوفد مندوباً عنه إفتيخيوس. كان الغرض من المجمع النظر في قضية من سُمُوا "الفصول الثلاثة"، أي ثيوذوروس أسقف المصيصية، وثيوذوريتوس القورشي، وإيباس الرهّاوي. لمع نجم قديسنا إفتيخيوس في المجمع المحلي فأحبه بطريرك القسطنطينية ميناس واحتضنه، لا سيما بعد رؤيا إلهية أنبأته بأن إفتيخيوس سيكون خليفته العتيد. وهكذا تمّ. كما وأحبه الإمبراطور يوستنيانوس.
في مطلع بطريركية إفتيخيوس انعقد المجمع المسكوني الخامس في القسطنطينية برئاسته وحضور مائة وخمسة وستين أسقفاً، فأبسل "الفصول الثلاثة" واوريجانس وافغاريوس.
قاوم بدعة الطبيعة الواحدة بشدة، فكانت النتيجة أن العسكر ألقوا القبض عليه وهو يقيم الذبيحة الإلهية واحتجزوه في أحد أديرة خلقيدونيا، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني سنة 565م. ثم نفي من بطريركيته مدة اثنتي عشرة سنة، قبل ما جرى له بوداعه، وقد منّ عليه الله بموهبة صنع العجائب فشفى المرضى وطرد الشياطين.
استدعي قديسنا من قبل الإمبراطورَين يوستينوس الثاني وطبيريوس سنة 577م إلى القسطنطينية، وقد استقبل بالهتاف "مبارك الآتي باسم الرب"، خلال فترة بطريركية ثبت الكنيسسة بالإيمان الأرثوذكسي، رقد بالرب يوم أحد توما سنة 582م بعدما أنبأ أن الإمبراطور طبيريوس على وشك اللحاق به بعد أربعة اشهر. وقد دفن في كنيسة الرسل القديسين تحت المذبح جنباً إلى رفات القديسين الرسل اندراوس ولوقا وتيموثاوس. وهامته موجودة اليوم في دير الخلندار الآثوسي.



