أنت هنا

10/12
 

القديسون ميناس وهرموجانس وافغرافوس الشهداء

10/ 12 غربي (23/12شرقي)

 

غير معروف متى تمت شهادتهم، وعلى الأرجح تمّت ما بين 235 – 238 م على زمن الطاغي يوليوس مكسيمينوس، وآخرون يرجحون ما بين 285 – 238 م على زمن القيصر مكسيميانوس هرقل وزميله ذيوقيانوس.

كان ميانس من مدينة أثينا وكان أحد مستشاري الإمبراطور، ووصف بـ "الرخيم الصوت" لفصاحة لسانة. حصلت في أيامه انقسامات سياسية في الإسكندرية وحقق المسيحيون نجاحات في نشر الإنجيل بين السكان فيها. أرسل ميناس لمعالجة الخلافات السياسية ولضرب المسيحيين وملاحقتهم. كان ميناس مسيحياً متخفياً، توجه إلى الإسكندرية وأخذ يعالج الصعوبات السياسية بالحسنى، وقرر المجاهرة بإيمانه وساند على تثبيت الإنجيل، وآمن كثيرون من الوثنيون بالمسيح ونقضوا هياكل الأوثان.

وصلت أخبار انتشار المسيحية إلى آذان الإمبراطور، فأوفد هرموجانس، وأيضاً من أثينا، ليرد ميناس إلى صوابه. وصل هرموجانس إلى الإسكندرية بمواكب عسكرية ضخمة وأول ما فعله ألقى القبض على ميناس، ثم أوقفه أمامه للمحاكمة بحضور جمهور من الناس. أجاب ميناس على اتهام هرموجانس له بأنه تمرّد على قيصر فأكد ولاءه له في كل شأن من شؤون الحكم والإدارة المدنية والعسكرية إلا ما له علاقة بعبادة الله خالق السماء والأرض، ميّز بين ما هو لله وما هو لقيصر. الأمر الذي لم يكن مدرك يومذاك.

في اليوم الثاني أُحضر ميناس للمحاكمة وعرض أمامه آلات التعذيب، في هدف تخويفه ورده إلى طاعة قيصر كاملة غير منقوصة. موقف ميناس لم يتزعزع، فأمر هرموجانس بتعذيبه، فحطموا كعبيه وفقأوا عينيه وقطعوا لسانه وأعادوه إلى سجنه على أمل إلقائه للوحوش في اليوم الثاني.

أثناء الليل جاء الرب يسوع شخصياً إلى ميناس وعزّاه ومسّ جراحه فعاد صحيحاً. وفي الصباح أرسل هرموجانس بطلب ميناس، وكم كانت دهشته عندما رأى ميناس معافى، إذ ذاك أدرك هرموجانس أنه عظيم الإيمان بالمسيح وعظيم إله المسيحيين فآمن وجاهر بإيمانه أمام الشعب، ثم اعتمد، وقيل أنه أصبح أسقفاً على الأسكندرية بعد وقت قصير. عندما سمع القيصر بنبأ معمودية هرموجانس، اغتاظ وأمر بتعذيبهما وقطع رأسيهما، وهكذا تمّت شهادة القديسَين.

أما أفغرافوس، كان كاتباً في القصر، بعد أن عاين شجاعة القديسين ميناس وهرماس، تجرأ ووقف أمام قيصر راسماً على نفسه إشارة الصليب وجاهر بإيمانه بالمسيح، فما كان من قيصر سوى أن استل سيف أحد حراسه وضرب أفغرافوس فقتله.

هذا وقد نقل رفات الشهداء الثلاثة إلى مدينة القسطنطينية في القرن الخامس، ولكن يبدو أن رفات القديس ميناس فقدت ردحاً من الزمان إلى أن تمّ الكشف عنها من جديد في أيام الإمبراطور الرومي باسيليوس (867- 886م) منذ ذاك صار يقام عيد لاكتشاف رفات القديس ميناس في اليوم السابع عشر من شهر شباط.

يجدر بالذكر، أن ميناس الرخيم الصوت هو غير القديس ميناس المعيّد له في 11 تشرين الثاني. الأول ارتبط اسمه عبر العصور بالقسطنطينية، أما ميناس الثاني الذي من كوتيّوس في فرجينيا ارتبط اسمه بالبلاد المصرية لا سيما بمريوط حيث بني ديراً على اسمه، ورفاته موزعة على كنائس كثيرة بالإضافة إلى دير مار مينا في مريوط، كنيسة السيده في حارة الروم في القاهرة، ودير القديس جاورجيوس في ليماسول القبرصية حيث توجد قطعة من يده، وديرا ذيونيسيوس وكسانوفونتيوس في جبل آثوس، وهناك قسم من جمجمته في دير ستاغيادون في تريكالا اليونانية. أما ميناس الرخيم الصوت فأكثر رفاته موجودة في كنيسة ميناس في هيراكليون في جزيرة كريت اليونانية.