أنت هنا
القديسة بربارة المعظيمة في الشهيدات
عروسة المسيح
4/12غربي (17/12 شرقي)
القديسة بربارة: ليس هناك أي تأكيد على مكان وتاريخ استشهاد القديسة بربارة. بعض المصادر يجعل ذلك في مدينة هليوبيلوس في مصر، والآخر في آسيا الصغرى، وآخرون في هيليوبيلوس (بعلبك) لبنان، أما عندنا ففي بلدة عابود لواء رام الله فلسطين.
بربارة هي ابنة رجل وثني غني اسمه ذيوسقيروس. وإذ كانت بربارة جميلة الطلعة فغار عليها أبوها من العيون، فأقفل عليها في قصره. وإذ كان الله قد اصطفاها فقد تحرك قلبها إلى التأمل في الخليقة إلى أن بلغت الخالق وأدركت ضلالة عبادة الأصنام. وبتدبير من الله كانت وصيفتها مسيحية بالخفاء فآمنت بربارة بالمسيح ونذرت له بتوليتها، وبقيت مؤمنة في بالخفية حتى اكتشف أمرها أبوها وذلك بعد المعجزة التي صارت علي يدها. وهي أن والدها أمر البناؤون ببناء حمام في بستان قصره، فطلبت بربارة من العمال أن يقيموا ثلاثة شبابيك فلما سألها رئيس العمال عن السبب قالت لكي يدخل النور من كل الاتجاهات وهكذا النور سيشكل اشارة الصليب، فسألها وما هي اشارة الصليب، فرسمت بأصبعها على حجر اشارة الصليب، وإذ بالحجر يحفر عليه اشارة الصليب
حاول والدها ردّها عن الإيمان القويم، لكنه فشل فأسلمها إلى الحاكم مرقيانوس، الذي حاول بلطف أولاً استمالتها واعادتها إلى الوثنية فخاب قصده. أسلمها إلى العذاب المر، الجلد والتمزيق بالحديد والسجن فلم يلق غير الفشل نصيباً. إذ ذاك أمر بقطع رأسها. فطلب أبوها الطاغي أن يكون هو جلاد ابنته.
استطاعت بربارة الهرب من السجن، فلحق بها والدها على رأس كتيبة من الجند. العناية الإلهية اعتنت بها وخبئتها بين سنابل القمح. وانشقت الصخور وخبأتها، ولكن اصرار والدها الحانق عليها، بقي زمن يبحث عنها، وأخيراً وجدها مختبئة في إحدى المغاور في الجبل. فقطع رأسها بيده، ما بين العامين 235-313م. وهو نازل عن الجبل ضربته صاعقة وأوردته صريع الموت وسمي المكان جلزون.
القديسة بربارة هي شفيعة الذين في الشدائد والأخطار والأوبئة ويستجير بها المعرّضون لخطر الصواعق. وكذلك يستعين بها عمال المناجم والبناؤون والنجارون.
بالنسبة رفاتها قد نقل إلى القسطنطينية وبقي هناك. ولما اقتبل الشعب الروسي الإيمان بالمسيح في زمن الإمبراطور الرومي باسيليوس الثاني (976-1025م) وأزوج أخته إلى فلاديميير، أمير كييف، أعطاها رفات القديسة كهدية بركة. فأخذتها معها إلى كييف. وما زال جسدها على حاله، سوى بعض الأجزاء. (يذكر أن كنيسة التجلي برام الله تحوي جزءاً صغيراً من ذخيرة القديسة بربارة)
يذكر أن كنائس عديدة بنيت على اسم القديسة بربارة، منها كنيسة بربارة في بلدة عابود والتي بنيت بحسب التقليد على مكان اختبائها وذبحها من والدها، وبني هناك ديراً في القدم، ثم اندثر بسبب الحروب، وبقي من هذه الكنيسة مزاراً صغيراً شامخاً على تلة تطل على الساحل من جهة وعلى الجبال الشرقية من جهة، وفي انتفاضة الأقصى قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بنسفها، كما ومنع الاحتلال بناء كنيسة على المقام، إلا أن البطريرك إيرينيوس وجهة تعليماته لاعادة بناء المزار كما كان بقدر المستطاع، ودشن المزار في شهر آب 2005.
أبوليتكية القديسة باللحن الرابع
لنكرمن بربارة القديسة الكلية الوقار. لأنها حطمت فخاخ العدوّ ونجت منها كالعصفور. بمعونة الصليب وسلاحه.
القديس يوحنا الدمشقي:
أصلة غير معروف البعض يقول أنه رومي من اقسطنطينية، وآخرون يقولون أنه عربي من بني تغلب، استوطنت عائلته قبل القرن السادس للميلاد دمشق، كان اسمه منصور بن سرجون، وكان لعائلة درجة مرموقة. عمل جده مسؤول المالية وتبوأ محكامية دمشق في زمن الإمبراطور موريس والإمبراطور هرقل (610 – 641م)، أما والده فولاه الخليفة معاوية بن أبي سفيان ديوان المالية في أرجاء الدولة الأموية.
مولد يوحنا في دمشق ما بين العامين 655 – 660م دعي "مجرى الذهب" بسبب النعمة المألقة في كلامه وحياته. تتلمذ مع أخيه بالتبني قزما لراهب من صقليا علوم عصره. أخضع يوحنا الفلسفة اليونانية وعلوم عصره لإيضاح الإيمان الأرثوذكسي، في أول عمره عاش حياة الأثرياء كان صديقاً حميماً مع يزيد بن معاوية، كما أنه اكتسب أيضاً معرفة القرآن والديانة الإسلامية. وقد شغل منصباً إدارياً في الدولة الأموية. وبقي مكانته هذه حتى أن الأحوال انقلبت على المسيحيين وعاد اضطهادهم من قبل المسلمين، فالخليفة عمر الثاني (717- 720م) أصدر قانوناً حظر فيه على المسيحيين أن يستلموا وظائف رفيعه في الدولة.
عندما اندلعت الهرطقة محاربي الأيقونات، بمساندة الإمبراطور البيزنطي لاون، هب يوحنا مدافعاً عن الأيقونات الشريفة وإكرامها. فكتب رسائل عديدة بهذا الشأن إلى كل اتجاه. وقد اشترك في مجمع أورشليم المنعقد بهذا الشأن. ولما كانت سوريا وفلسطين قد احتلتا من المسلمين ولا تخضعا للإمبراطورية الرومية، أراد لاون الملك أن يسكت يوحنا الدمشقي، فأرسل برسالة مزيفة إلى الخليفة مدعياً أنها بخط الدمشقي إذ يطلب بها يوحنا مساعدة الروم على المسلمين. فإذ اطلع الخليفة عمر بن عبد العزيز على الرسالة أمر الخليفة بقطع ذراع يوحنا اليمنى وتعليقها في ساحة المدينة. وبالحيلة استرد يةحنا يده المقطوعة، متذرعاً بضرورة دفنها، فأخذها ودخل إلى بيته وارتمى عند أيقونة والدة الإله جاعلاً يده المقطوعة على مفصلها. وصلى، وإذ ترائت له والدة الإله وقالت له يدك قد عوفيت. وبالفعل هكذا حدث. على إثر العجيبة حاول الخليفة استمالة يوحنا واعطاءه مكانة مرموقة، إلا أن يوحنا كان قد آثر الزهد. فذهب إلى فلسطين إلى دير مار سابا، وترهبن هناك، وبعد زمن سامه بطريرك أورشليم كاهناً رغم تمنعه. ممنذ ذاك أصبح يوحنا واعظ المدينة المقدسة. واهتم أيضاً بالتدريس وقد ألف عدة مؤلفات، كتاب "ينبوع المعرفة" كتاب فلسفي عقائدي يرضخ به الفلسفة لإيضاح اللاهوت، ويشير إلى تاريخ الهرطقات المئة وثلاث ويحاربها، ويثبت العقيدة الأرثوذكسية. كما وأنه كتب كتب أخرى ضد هرطقات عصره النسطورية والطبيعة الواحدة (الأقباط والسريان والأرمن والأحباش) والمشيئة الواحدة (الموارنة) والمانوية وبدعة محاربي الأيقونات. كما وأنه وضع الخطوط العريضة لطريقة الجدل مع المسلمين.
كما وأنه كان له دور في الحياة الليتورجية الكنسية فقد ألف العديد الطروباريات والقناديق، فقد أسس كتاب المعزي الثماني الألحان، وكان له دور كبير في وضع الموسيقى الكنسية الرومية (البيزنطية).
أمضى القديس يوحنا ثلاثين سنة من عمره في الدير. كان رقاده بسلام في الرب في شيخوخة مخصبة بالصالحات ما بين العامين 749- 750م بقيت رفاته في الدير لغاية القرن الثاني عشر ثم نقلت إلى القسطنطينية وأودعت بجوار رفات يوحنا الذهبي الفم وغريغوريوس اللاهوتي. وفي عام 1204م الصليبيين اللاتين نهبوا الكنيسة أثناء الحملة الصليبية، كما وأن الأتراك فيما بعد هدموا الكنيسة سنة 1463م. وقد أعلن المجمع المسكوني السابع 787م قداسة يوحنا واعتبره بطل الحقيقة والإيمان.



