أنت هنا

05/02
 
 

القديسة أغاثي (صالحة) الشهيدة

5/2 غربي (18/2  شرقي )

وُلدت القدِّيسة أغاثي في أوائل القرن الثالث الميلادي في مدينة بالرور أو قطاني في جزيرة صقلية.  كانت رائعة الجمال نبيلة غنيّة العائلة، وكما كانت مترفعة عن مبهجات الدنيا وزخرفتها الفانية إذ أن نفسها النقيّة قد تعلّقت بيسوع الفادي ختن العذارى الإلهي منذ نعومة أظافرها.

رغب فيها الكثيرون. من بينهم كنديانوس الحاكم الروماني، في عهد الملك الروماني ذِكيّوس بها فأرادها لنفسه لإرضاء شهواته. فراودها زماناً ولكنها كانت تتغاضى عنه فأوقفها بحجة أنها مسيحية وأودعها السجن، وعلّل نفسه بأن الوعد والوعيد سيقضيان على تمنُّعها فتنقاد إليه صاغرة ولكي يضعف مقاومتها أسلمها إلى أيدي نساء لإغوائها فلما أخفقن أعادها إليه وحاول إقناعها بالتهديد والوعيد إن هي عادت إلى عبادة إلهها، فأعادها ثانية إلى السجن لتفكر بسوء مصيرها إن بقيت على إيمانها، وعندما أُحضرت إلى مجلسه بعد السجن سألها هل فكّرت في نجاتها وخلاصها؟ أجابت "بأن خلاصي هو المسيح" فأمر بتعذيبها وتقطيعها فضُربت بقساوة ثم قَطع الجلاد ثديها وأعادها إلى السجن والدماء تنزف منها وأمر أن لا يدخل عليها أي طبيب، وأن تُحرم من الماء والطعام.  وما كان الليل ينتصف وأغاثي تتألم حتى رأت شيخاً جليلاً داخلاً عليها، ومعه عقاقير ويتقدمه طفل يحمل سراجاً وقال لها: "إني كنت حاضراً وأنت تتعذبين وجئت لمعالجة جراحك فقالت له أليس عاراً عليّ أن أكون قليلة الثقة بالله الذي توكلت عليه منذ طفولتي؟ فلا يمكنني أن أرضى بدواء". فسألها الشيخ لماذا؟ قالت: "لأن يسوع مخلصي، وهو قادر أن يبرئني بكلمته" فابتسم الشيخ وقال: "أنا الرسول بطرس وهو نفسه أرسلني إليك، وأنا رسوله وباسم يسوع ستعود صحتك اليك". فلمّا قال هذا توارى وإذا بجروحها قد شُفيت فسجدت للرب تصلي وتشكر وأضاء السجن بنور سماوي حتى إن الحرّاس خافوا وهربوا. وبعد أربعة أيام أعادها الحاكم وحاول إقناعها لتقدم الذبائح للآلهة. وإلاّ سينزل بها عذاب أشد عنفاً وأكثر مرارة فقالت له: "هل يمكن أن أعبد هذه الخشاب والحجارة التي تدعونها آلهة، وأُعرض عن الإله الحقيقي الذي أبرأني وأعاد إلي ثديي وصحتي". فسألها: "من هو الذي شفاك"؟ فأجابت: "هو يسوع المسيح ابن الله المبارك"، فاستشاط غضباً وأمر بأن تُفرش أرض السجن بقطع من الخزف المكسّر، وأن تُعرّى الفتاة البتول من ثيابها وتُدحرج على تلك القطع المسننّة فعمل السجان بأمره وما كاد يبدأ بذلك العذاب البربري حتى اهتز المكان وشعر الناس بمدينة كاتانا تهتز اهتزازاً عنيفاً فارتاعوا وأيقنوا أن السماء تنتقم لتلك الصبية الطاهرة، التي تُعذّب ظلماً فجمعوا جموعهم وتألّبوا على دار الحاكم يطلبونه ساخطين فتوارى عن الأنظار وأمر بإرجاعها إلى السجن فاعيدت إليه، وكانت تصلي وتتضرع إلى الرب أن يتقبل روحها بين يدي خالقها. ولما علم المؤمنون بذلك حملوا جسدها ووضعوه في قبر جديد وإذا بشاب جميل الطلعة وصل أمام القبر ومعه نحو مئة ولد بالثياب الحريرية البيضاء فتقدم ووضع عند رأس الفتاة لوحة من الرخام الأبيض كتب عليها: روح طاهرة، نفس رسولية، هي مجد الله وحارسة الأوطان ثم توارى.

فشاع الخبر أن ملاك أغاثي أتاها في قبرها ليمجّدها، وأخذ أهالي صقلية وايطاليا يكرمونها واتخذوها شفيعة لهم، أما كنديانوس فانه بعد موت أغاثي ركب حصانه وذهب مع مرافقيه ليستولي على أملاكها. ونزلوا في زورق ليقطعوا نهراً هناك وفيما هم في وسط النهر جفل حصان كنديانوس وضرب حصان مرافقه فهاجت الخيول وضربت كنديانوس بحوافرها فرمته في المياه وغرق ولم يُعثر على جثته.

بعد سنة من رقادها ثار بركان "أتنا" القريب من مدينة قطاني وطغت الحمم البركانية والسيل الناري المتدفق من فوهته على الأرض والقرى المجاورة، فانهزم الناس وذهب المؤمنون إلى قبر أغاثي خاشعين ضارعين وحملوا الغطاء الذي كان يُجلّل قبرها ورفعوه أمام السيل الجارف فوقف ونجت المدينة من الدمار وأضحت القديسة أغاثي شفيعة إيطاليا وستبقى مدى الدهر مثالاً للعذارى المسيحيات بنقاوتها.

استشهدت القديسة عام 251 للميلاد في مدينة قطاني أيام ذاكيوس القيصر. 

طروبارية على اللحن الرابع

نعجتك يا يسوع تصرخ إليكَ بصوتٍ عظيم قائلة: إليك أصبو يا عروسي. وإيَّاك أطلب بجهادي. وأُصلب وأُدفن معك بمعموديتك وأكايد الآلام من أجلك لكي أملك معك. وأموت فيكَ. لكي أحيا بك. فتقبَّل التي ضُحّيت لك عن ارتياحٍ كذبيحةٍ لا عيب فيها. وبشفاعاتها خلّص يا رحيم نفوسنا.