أنت هنا

02/11
 

الشهداء الفرس أكيندينوس وبيغاسيوس وافطونيوس والبيخيفورس وانمبوذيستس

2/ 11 

عاش هؤلاء القديسون الخمسة في بلاد فارس في أيام الملك شابور الثاني (339 ـ 379م) كان اكيندينوس وبيغاسيوس وأنمبوذيستس موظفين كباراً في القصر الملكي وكانوا، في سرهم، مسيحيين غيارى.

فُضح سرهم أمام الملك فألقى الجنود عليهم القبض وبعد أن اذلوهم ساقوهم إلى حضرة الملك للمحاكمة. كان الملك يتطاير حنقاً وغضباً بسبب ثباتهم في الإيمان بالمسيح. وبعد أن شتمهم هددهم بأشد العقوبات إن لم يعودوا إلى عبادة الشمس. فأجابوه أنهم لا يعبدون الشمس المنظورة، بل الشمس العقلية، شمس العدل، الرب يسوع المسيح الملك. أخذ شابور الملك بقذف الشتائم على اسم الرب يسوع، فما كان من القديسين الثلاثة سوى أن أخرسوه بصلواتهم القلبية فاختنق صوته فيه وأمسى في حال يرثى لها. وإذ رآه أكندينوس وفيقاه في ضيق شديد رقوا له وأعادوا إليه صوته آملين منه الاتعاظ والعودة عن غيّه. لكن الشر كان كثيف في قلب شابور الملك فأمر للحال بتعذيب الثلاثة بأقسى أنواع التعذيب وصنوفه. مدد الثلاثة على أسرّة من حديد محمى ثم ألقوا في خلقين من الرصاص الذماب بالنار فلم يصبهم، بنعمة الله، أي أذى فاستغرب الحاضرون. فقد حرك المشهد قلب أحد الراس المدعو أفطونيوس فصرخ: عظيم هو إله المسيحيين. فقطع رأسه للحال.

عاد الملك فأمر بتعذيب أكيندينوس ورفيقيه على مرأى من الجمع الغفير. وإذ عاين الجمع العجب وعجز الجلادين عن ثني الثلاثة عن عزمهم المبارك، آمن بالمسيح جمهور كبير قيل أنه بلغ سبعة آلاف نفس، كما آمن عضو بارز في المشيخة الإستشارية اسمه ألبيذيفورس بالإضافة إلى والدة شابور الملك وثمانية وعشرين من رفاق القديسين الثلاثة. هؤلاء جميعاً ساقهم الملك شابور إلى الموت فقضوا، بعضهم حرقاً بحد السيف فحققوا إيمانهم وانجزوا سعيهم وحازوا أكاليل المجد من لدن العليّ.