أنت هنا
البارة كيسينيا والبار زوسيما
24/1 غربي (6/2 شرقي)
كيسينيا (القرن الخامس): اسمها في المعمودية إفسافيا أي "التقية". ولدت ونشأت في رومية لوالدين تقيين، فلما بلغت سن الزواج رغب أبوها في زفها إلى شاب يليق بها. فلم تلق الفكرة ترحيباً لديها، وعزمت أن تهرب قبل يوم الزفاف، سعت بقدر الإمكان توزيع كل هدايا زواجها على الفقراء، وهربت خلسة مع ثلاث من خادماتها، وكانت وجهتها حياة الرهبنة. استقلت إفسافيا مركباً متوجهاً إلى الإسكندرية ومن هناك إلى جزيرة كوس اليونانية، وهناك استأجرت لهن بيتاً وغيرت اسمها إلى كيسينيا التي تعني "الغريبة". هناك تعرفت على الراهب بولس وهو في طريق عودته من أورشليم إلى ديره في ميلاسا، فرافقنه إلى ميلاسا وهناك بجوار دير بولس الشيخ ابتنت كيسينيا منسكاً وكنيسة، وبقيت هي وخادمتها في هذا المنسك إلى حياتهن على الأرض.
تعيد لها كنيستنا الرومية الأرثوذكسية في الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني.
زوسيما (القرن السادس): أصله من قرية قريبة من صور اللبنانية الفينيقية، ترهب في دير قريب من تلك النواحي ثم انتقل إلى دير القديس جيراسيموس بقرب نهر الأردن. وأسس أخيراً ديراً بقرب قيصرية فلسطين. نما في مراتب الفضيلة حتى منّ عليه الربّ الإله بموهبة التبصّر والتنبؤ.
في إحدى الأيام كان ينتحب ويتنهد ويسجد ويبتهل بصورة غير عادية، فلما سألوه عما به قال أن زلزالاً مزمع أن يضرب مدينة أنطاكية في التاريخ 29 تشرين الثاني سنة 528م، وفعلاً قد حدث ما تنبأ به.
وحدث مرة أنه ذهب إلى قيصرية، في الطريق إلى هناك، وكان مهع حمار يحمل الأمتعة، تصدى له أسد وانقض على الحمار فافترسه. فما كان من زوسيما الذي لم يضطرب للمشهد، سوى أن قال للأسد: "يا صاحبي أن شيخ ولا طاقة لي على حمل أمتعتي التي كان ينقلها الحمار وبما أنك حرمتني منه فعليك الآن أن تعمل عمله". فهدأ الأسد ودنى من القديس فوضع عليه الأمتعة وساقه إلى أبواب قيصرية ثم تركه يعود إلى البرية.



