أنت هنا

Free for commercial use, DMCA
تاريخ النشر: 
الأحد, مايو 10, 2020 - 23:53
 
سر الزواج يعتمد على القرار الحُرّ دون أي ضغط من أحد جزء 2 
 
 
 
سيادة المطران يوسف متى راعي أبرشية الجليل للملكيين الكاثوليك، يتابع حديثه حول سر الزواج
 تحدث سيادة المطران يوسف متى، مطران الملكيين الكاثوليك في الجليل متابعا عن سر الزواج المقدس، وذلك ضمن سلسلة أحاديث لراديو مريم الناصرة مع الاخ نبيل أبو نقولا. وقال عن القيم الكامنة في هذا السر، إن الكتاب المقدس يتحدث عن سر الزواج والمحبة المتبادلة بين الرجل والمرأة، التي تكون على مثال محبة الله للإنسان عندما خلقه. والسيد المسيح أعطانا هذه النعمة عندما رفع سر الزواج، وأهميته الاجتماعية، بحسب عادات وتقاليد ووصايا من صنع البشر، رفعه إلى مستوى السر. وهذا يعيدنا إلى العلاقة الحقيقية الموجودة بين الله والإنسان، وإحدى هذه القيم هي المحبة المتبادلة التي لا تعرف الحدود، العطاء الكامل بينهما. ومن القيم أيضا المساعدة والمشاركة بتأسيس العائلة من خلال قبولهما الكامل لبعضهما البعض بالرغم من أي اختلافات بينهما، إن كانت من الناحية الفيزيولوجية، أو المبنى الجسماني، أو البيولوجية والعقلية وغيرها، فكل هذا يزول عندما يقرر الإنسان أن يُشرك شخصا آخر بحياته، ويقبل أن تكون هذه الشركة قائمة مع ذلك الشخص الآخر. 
ومضى سيادة المطران متى يقول، إن القانون الكنسي يضع بعض المبادئ التي تعود بالفائدة والخير للزوجين. كما يضع القانون أسسًا المتعلقة بالزواج، وهي الوحدة وعدم الانفصام. فالوحدة تجعل الزواج واحدا، ووحيدا للشخص ذاته، وكما قال السيد المسيح ليس اثنان بعد، بل جسد واحد. والوحدة أن تكون واحدا مع الآخر. أما عدم الانفصام، فتدل من الناحية النفسية على انفصام الشخصية، أي الجسم ذاته ولكن بشخصيتين. وعدم الانفصام يعني أن هذا الجسد الذي أصبح واحدا بالإكليل لا يمكنك أن تفصله، أو أن تتصرف كل مرة بهيئة مختلفة. أنتما شخص واحد وجسد واحد. ولذا من الضروري معرفة قيمة سر الزواج على هذا النحو.
وأشار سيادته إلى سعي الزوجين نحو القداسة، لأنها دعوة عامة من السيد المسيح، بقوله كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي هو كامل. الله هو الذي يعطي هذه القوة في سر الزواج للمتزوجين الجدد، الذين يتعرضون في مراحل حياتهما الأولى لكثير من الصعوبات والاختلافات، في الآراء أو المواقف. والكنيسة ترى من واجبها مرافقة هؤلاء الأزواج بهذه المرحلة.
والكتاب المقدس يقول إن لم يبن الرب البيت، فباطلا يتعب البناؤون، وحضور الله في حياة هؤلاء الأشخاص، ورجوعهم إليه، عن طريق الصلاة ومراجعة الإنجيل الذي يرشدهم إلى مواجهة الصعوبات والتعامل معها. لما فيه خير الزوجين، وهذا ما ينبغي أن يقودهما بالتوجيه نحو الحل. 
وتحدث سيادته عن سؤال حول فترة الخطوبة، واعتبارها حالة زواج مصغرة، فقال هذا من العادات التي دخلت إلينا من بلاد ومجتمعات أخرى، وهي ما يسمى بالمساكنة أو المعايشة بهدف اختبار أوّلي لحالة الزواج التي سيدخلانها. وهذا يؤدي إلى دخولنا لتجارب أخرى بمجالات أخرى، التي من شأنها إلحاق الضرر بالمستقبل، وذلك لكي أدخل هذه التجربة وقد لا ادخلها، مثل موضوع المسكرات والمخدرات، فهل يسمح لي بالتجربة والممارسة والتأثير عليّ لكي أقرر هل أدخل هذا العالم أم لا؟ وهذه التجربة غير طبيعية، لأن الخطوبة هذه عادة اجتماعية نمارسها لكي يتعرف الأشخاص على بعضهم البعض أكثر، وتكون العلاقة المستقبلية واضحة، وبدل إثارة التساؤلات عن علاقة هذا الشاب بهذه الفتاة، أو العلاقات العائلية بين بعضها البعض، فدرجت عادة اجتماعية التي توضح نية العلاقة المستقبلية التي ستكون بين الشاب والفتاة. ومن الناحية القانونية فإن الخطبة ليست وعدًا بالزواج. والمساكنة خارج إطار الزواج هو زنى، ومانع لسر الزواج. هذا عدا عن المترتبات التي قد تحصل بين هذين الساكنين، فلو حصل الحمل مثلا من سيتحمل المسؤولية عن ذلك. كل هذا بسبب انفتاحنا اجتماعيا على مجتمعات خارجية التي أثّرت وتؤثّر على حياتنا.
وأشار سيادته إلى المشاكل التي تواجه الأزواج وكيفية معالجتها، فقال إنه من خلال التجارب الخاصة التي تمت معالجتها، تبين أنها متعلقة بهما مباشرة، ولذا يجب أن تسود بينهما روح الحوار والتفاهم والعودة إلى روح المحبة والثقة والتنازل، خاصة بوجود الأولاد. وكثيرا ما يلجأ أحد الطرفين إلى شخص آخر، الذي قد يكون منحازا إلى أحدهما، أو أن يعطي مشورة خاطئة. ولذا ينبغي أن يكون تدخل الأهل مثلا عادلا ومنصفا. أو العودة إلى الكنيسة الأم، التي لا بدّ أن تحاول إيجاد الحل وإعادة التوفيق بينهما. الكنيسة في هذا المجال قد تلجأ إلى استشارة اختصاصيين اجتماعيين، وتعتمد على استشارة مختصين لتقرر بالخلاف القائم.
وتطرق سيادة المطران متّى إلى مسالة الإنجاب ومحاولات تحديد النسل لدى الأزواج، فقال إن آبائنا وأجدادنا أنجبوا عددا من الأولاد يشكّل ضعف ما تنجبه العائلات اليوم، وعاش الجميع بخير دون التفكير بتحديد النسل وتقليل الإنجاب، أو حتى الإجهاض. فالكتاب المقدس يقول أثمروا واكثروا في الأرض، فالنعمة والبركة هي من الله تعالى. والطفل هو ثمرة الحب الزوجي بين الشخصين، وكلما كان الحب حاضرا تكون النعمة أكثر. وظروف الحياة اليوم أفضل بكثير مما كانت في السابق، وإنجاب ولدين أو ثلاثة أو أربعة هي بركة أيضا، ولكن أصبحنا نحرص على جمال الأجسام، وطريقة الحياة ومظاهرها، وننسى الأمور الجوهرية، وهذا لا يدخل بموضوع الزواج، ولا يوجد في الكنيسة ما يسمى بتحديد النسل. فالطفل هو نعمة وبركة من عند الله، ويسوع أعطانا مثالا بالأطفال كيف نقبل ملكوت الله.