السفير الإيطالي يبلغ من العمر ثلاثة وأربعين عاما، قُتل على يد مسلحين برفقة عنصر سلاح الكارابينياري فيتوريو ياكوفاتشي البالغ من العمر ثلاثين عاماً والسائق الكونغولي مصطفى ميلامبو، وذلك خلال تنقّلهم ضمن قافلة تابعة لقوات حفظ السلام الأممية في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفيما يبدو أن الحادث كان عبارة عن محاولة سطو وجّهت وزارة الداخلية الكونغولية إصبع الاتهام إلى المتمردين الروانديين الهوتو المنضوين تحت ما يُعرف بالقوات الديمقراطية لتحرير رواندا. وفي أعقاب هذا الحادث المأساوي أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المطران كروتشاتا الذي عبّر عن قربه من أسرتي الضحيتين، ومقاسمته آلامهما، مؤكدا أنه يرفع الصلاة على نية من ذهبوا ضحية هذا الكمين المسلح. وشدد سيادته على ضرورة أن نثمن الجهود التي يبذلها موظفون في السلك الدبلوماسي وفي مجال الأمن، على الرغم من المخاطر المحدقة بهم، وقد كرسوا أنفسهم لخدمة السلام والعدالة في المناطق التي تشهد نزاعات وتوترات ضمن بعثات الأمم المتحدة. ولم تخلُ كلمة سيادته من التطرق إلى الأوضاع الصعبة التي يعيشها أهالي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقال إنه يتعين على الرأي العام أن يطّلع على هذه الأوضاع وأن يُسمع صوته، كما لا بد أن تلعب وسائل الاتصالات والإعلام دورها في هذا المجال، معتبرا أن ما حصل ليس نتيجة القضاء والقدر إنما بسبب حالات الفوضى والظلم. ولفت سيادته إلى أنه يشعر بالقرب من عائلتي الضحيتين كما يثمن ويقدّر الخدمة المثالية التي يقوم بها أشخاص يضعون أنفسهم بتصرف الآخرين على الرغم من المخاطر التي تواجههم. بعدها توقف المطران كروتشاتا عند الانغلاق على الذات الذي يميز ثقافتنا اليوم عندما تسود الأنانية وعندما يبحث الإنسان عن رخائه الذاتي وعن حلول لمشاكله الخاصة وحسب. وشاء أن يذكّر بالنداءات التي أطلقها البابا فرنسيس في مناسبات عدة مؤكدا أننا لا نستطيع العيش مفكّرين بأنفسنا فقط إذ ينبغي أن نضع الآخرين نصب أعيننا. وشدد الأسقف الإيطالي في ختام حديثه لموقع فاتيكان نيوز على ضرورة استخلاص العبر من الشهادة التي قدمها أشخاص كالسفير الإيطالي وعنصر سلاح الكارابينياري. وقال إن هذين الرجلين كانا من بناة السلام ويتعين علينا نحن أيضا أن نساهم في بناء السلام بطريقة أو بأخرى، وأن نفتح الذهن والقلب على ما يدور من حولنا، أكان في البيئات القريبة أم البعيدة. وهذا هو جوهر النداءات التي يطلقها البابا فرنسيس. في أعقاب الإعلان عن مقتل المواطنَين الإيطاليين يوم أمس الاثنين أكدت وزارة الخارجية الإيطالية النبأ، فيما عبر رئيس الدبلوماسية لويجي دي مايو عن ألمه العميق. وأوضحت الخارجية أن السفير أتاناسيو الذي وُلد في محافظة فاريزيه عام 1977 كان الدبلوماسي الإيطالي الوحيد في كنشاسا. وقد دخل السلك الدبلوماسي عام 2004. وقد عمل في القنصلية الإيطالية العامة في الدار البيضاء ثم في أبوجا قبل أن يُعين سفيرا في كنشاسا عام 2017. |
أما الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا فأكد من جانبه أن الجمهورية تعيش الحداد اليوم حزنا على خادمَي الدولة، اللذين سقطا خلال تأديتهما مهامهما في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وأضاف ماتاريلا أن المواطنين يدينون هذا العنف ويعبرون عن تعازيهم لعائلتي الضحيتين، مؤكداً قربه من الأسرتين وتضامنَه معهما.