يُحتفل في الولايات المتحدة الأمريكية في 19 حزيران يونيو بذكرى إلغاء العبودية سنة 1865، وقد تزامن احتفال هذا العام مع الاحتجاجات التي تلت مقتل الأفروأمريكي جورج فلويد جراء عنف أحد رجال الشرطة. ولهذه المناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز وجريدة أوسيرفاتوري رومانو مقابلة مع بيرنيس البرتين كينغ ابنة مارتن لوثر كينغ والناشطة دفاعا عن الحقوق المدنية. وفي حديثها عن موت فلويد قالت إن مقتله بهذا الشكل العنيف قد أسفر عن رد فعل يمكنه أن يقود أخيرا إلى التزام، لا فقط في الولايات المتحدة، من أجل كفاءة أكبر في الدفاع عن قضية العدالة. وتحدثت هنا عن رفض الأشخاص للرؤية والذي يجعل العنصرية النظامية والمؤسساتية تبدو غير مرئية، بينما كلما أردنا أن نرى كلما أردنا أن نعمل من أجل التغيير، وكلما بدت أكثر وضوحا الطبيعة المدمِّرة وغير الإنسانية للعنصرية. ولهذا، تابعت بيرنيس كينغ، يجب رفض إغلاق الأعين وأن نواجه بشكل مباشر جذور وأسباب وأشكال العنصرية.
وفي إجابتها على سؤال حول ما كان ليفعل اليوم مارتن لوثر كينغ قالت ابنته إنه كان سينطلق من فلسفة اللاعنف التي ميزته، كان على الأرجخ سيذكِّرنا بكيفية وصولنا إلى هذا، بتاريخ العنف والعنصرية والظلم الذي تمتلئ به أمتنا. وتابعت بيرنيس أن مارتن لوثر كينغ كان بالتأكيد سيقترب من الشباب ليدعم مشاركتهم في الاحتجاجات، وكان سيطلب من الكنائس من جهة أخرى أن تؤكد إعلان إيمانها من خلال أفعال تخلق ظروفا عادلة ومتساوية للأفروأمريكيين والجماعات المهمشة اقتصاديا وذلك لا فقط في الولايات المتحدة بل في العالم بكامله. كان سيكرر عبارته الشهيرة بأنه لا يمكن علاج العنف بالعنف، وكان سيدعو إلى تبني اللاعنف من أجل بناء جماعة المحبة. وتوقفت بيرنيس كينغ في هذا السياق عند النداء الذي وجهه البابا فرنسيس عقب موت جورج فلويد، حين شدد على أن العنف مدمِّر ولا يمكننا بالعنف أن نحقق شيئا بل نخسر الكثير. وأشارت إلى لقائها الأب الأقدس مرتين. وتابعت أن على الأدوات التي نستخدمها أن تتماشى مع أهدافنا، وإن كان هدفنا السلام فلا يمكننا بلوغ السلام بالعنف. وواصلت ابنة مارتن لوثر كينغ مشددة على أهمية تبني اللاعنف والذي يمَكننا من مواصلة السير على درب بناء عالم أكثر عدلا ومساواة وإنسانية وسلاما، وأضافت أن تحقيق ثورة الحنان التي يتحدث عنها البابا فرنسيس أو ثورة القيم التي كان يتحدث عنها مارتن لوثر كينغ يتوقف على مدى تنبهنا إلى أن مثل هذه الثورات تتطلب مسيرة وعي. علينا تعلُّم أن نعرف بعضنا البعض بشكل أكبر وأن نعمل من أجل القضاء على الظلم واللاإنسانية بدون التدمير المتبادل.
وفي ختام المقابلة التي أجراها معها موقع فاتيكان نيوز وجريدة أوسيرفاتوري رومانو تحدثت بيرنيس البرتين كينغ ابنة مارتن لوثر كينغ مجددا عن جماعة المحبة التي يجب تأسيسها، والتي تسعى إلى العناية والشفقة. وأعربت عن الرجاء أن تقود هذه المبادئ المبادرات السياسية الهادفة إلى القضاء على الفقر والجوع وكل أشكال الأحكام المسبقة وذلك على الصعيد العالمي، وأن تعزز ضرورة السير على درب اللاعنف لتحقيق هذه الأهداف.