عبر سيادته خلال الزيارة عن إعجابه بالصمود والعمل التطوعي والحماسة التي تُميّز خدام الرعايا في بترينجا وسيساك والمناطق الأخرى التي ضربتها الهزة الأرضية وبلغت شدتُها ست فاصلة أربع درجات من مقياس ريختر، وحيث الهزات الترددية ما تزال مستمرة. أوقع الزلزل سبعة قتلى على الأقل، ناهيك عن ثلاثين جريحاً، لكن الأضرار المادية كانت جسيمة.
وعلى أثر الكارثة الطبيعية هبّت بلدانٌ كثيرة لتمدّ يد المساعدة إلى المناطق المنكوبة، فأرسلت المعونات الإنسانية إلى السكان المحتاجين. وقد أطلقت هيئة كاريتاس الدولية نداءً لصالح كرواتيا. هذا بالإضافة إلى وجود أكثر من ألف متطوع يعملون على مدار الساعة، بالتعاون مع مشجعي فرق كرة القدم، ويقومون يتوزيع المساعدات على السكان.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع السفير البابوي لينغوا في أعقاب الزيارة، الذي قال إن الناس وعلى الرغم من الظروف الصعبة تمكنوا من تنظيم أنفسهم، وعبّر عن دهشته إزاء الأعداد الكبيرة للشبان الكرواتيين الذين اختاروا العمل التطوعي، وقد رصّوا الصفوف ويقومون بتشجيع بعضهم البعض، ويؤدون خدمة مثمرةً خصوصاً خلال مرحلة الإقفال العام التي نعيشها حاليا. وأوضح أيضا أن هيئة كاريتاس تبذل جهوداً حثيثة، وهي تقوم اليوم بجمع المساعدات والمستلزمات الضرورية وتنظم عملية توزيع المعونات.
وأشار سيادته إلى أن المشكلة تكمن اليوم في استمرار الهزات الترددية، وهو أمرٌ يؤثّر نفسياً على السكان الذين يتخوفون من وقوع هزة جديدة، وهم حائرون اليوم بين البقاء في أرضهم أو المغادرة، وقال إنه من الصعب جداً أن تعود الأمور إلى طبيعتها إن لم تتوقف الهزات الترددية. وأشاد أيضا بالقوة التي تميّز الكهنة المحليين لافتاً إلى أن كاهن رعية بترينجا رجل نشط للغاية، ويمارس خدمته بحماسة كبيرة على الرغم من أنه يعيش وسط الركام وأجزاء الحجارة، وفي وقت ما تزال فيه كنيسته مقفلة لأنها غير آمنة.
مضى رئيس الأساقفة لينغوا إلى القول إنه حمل إلى السكان المنكوبين مائة نسخة من الكلمة التي قالها البابا فرنسيس بشأن هذا الزلزال في أعقاب تلاوته صلاة التبشير الملائكي، فضلا عن صلاة من أجل الضحايا. وأوضح أن السكان شعروا بقرب البابا منهم، وذلك أيضا بفضل المساعدة المادية التي رصدتها الدائرة الفاتيكانية للخدمة البشرية المتكاملة. ولفت إلى أن هذا المبلغ ليس كافياً لتلبية الاحتياجات، لكنه كان ضروريا للسكان المحليين كي لا شعروا أنهم متروكون، خصوصا في منطقة تفتقر أصلا إلى شبانها الذين هاجروا بحثا عن فرص العمل. لذا من الأهمية بمكان أن يشعر الناس بقرب الكنيسة منهم.
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني قال السفير البابوي في زغرب إن كرواتيا بلد يحاول لغاية اليوم تخطي نتائج الحرب الرهيبة، التي انتهت منذ خمس وعشرين سنة. وهذا أمر حمل العديد من الشبان على الهجرة. وجاءت اليوم جائحة كوفيد 19 لتزيد الأمور صعوبة، لاسيما أن البلاد تعتمد على عائدات القطاع السياحي.