أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
الأحد, أغسطس 2, 2020 - 10:16

القائمة:

 

 

البابا فرنسيس: لنسمح للحب أن يعدينا لا للفيروس

 

فاتيكان نيوز

 

جذور حياتنا هي في المسيح ومنه تأتينا القوّة لمواجهة المشاكل الصعبة التي تنتظرنا بعد الأزمة، وهو مثال القرب والمحبّة والخدمة. يعود فكر البابا فرنسيس حول مرحلة الوباء في مقدّمة لكتاب يحمل عنوان "شركة ورجاء"، صدر عن دار النشر التابعة للكرسي الرسولي والدائرة الفاتيكانية للاتصالات ونقّحه الكاردينال والتر كاسبر والكاهن جورج أوغوستين.

 

 

مجلد مليء بالتأملات اللاهوتية التي يمكنها أن تولِّد "رجاء جديدًا وتضامنًا جديدًا"، يقومان على اليقين بأنّه، وكما حدث في الأشهر الصعبة الأولى من انتشار الوباء، اليوم أيضًا، في العودة إلى الأوضاع الطبيعية، يرافقنا حضور الرب ويطمئننا بانتصاره على الموت. بهذا الرجاء، وقّع قداسة البابا فرنسيس مقدمة الكتاب الذي يحمل عنوان "شركة ورجاء"، والذي صدر عن دار النشر التابعة للكرسي الرسولي والدائرة الفاتيكانية للاتصالات ونقّحه الكاردينال والتر كاسبر الرئيس الفخري للمجلس البابوي لتعزيز وحدة المسيحيين والكاهن جورج أوغوستين.

في كلمات البابا فرنسيس نجد ماضي وحاضر ومستقبل البشرية. إن فيروس الكورونا، كعاصفة – وتعود إلى ذهننا الصلاة التي ترأسها الأب الأقدس في السابع والعشرين من آذار مارس الماضي في ساحة القديس بطرس – قد فاجأنا جميعًا، إذ غيّر – كما يؤكّد البابا – حياة العائلة والعمل والنشاطات العامة، وترك وراءه الموت والمصاعب الاقتصادية والبعد عن القربان المقدس والأسرار. ويكتب الأب الأقدس أنَّ هذه الحالة المأساوية، التي كشفت عن ضعف الإنسان وتناقضه وحاجته إلى الخلاص، قد وضعت قيد الشك العديد من الضمانات الأساسية في حياتنا، ووضعتنا أمام أسئلة أساسية حول السعادة وحول كنز إيماننا المسيحي.

ويتساءل البابا فرنسيس: أين تكمن أعمق الجذور التي تعضدنا جميعًا في العاصفة؟ ما هو المهم والضروري فعلاً؟ ويقول إن الجائحة هي علامة إنذار تحملنا على التفكير في هذا الأمر. إنه زمن التجربة والاختيار لكي نتمكن من توجيه حياتنا بشكل متجدّد إلى الله عوننا وهدفنا. وبالتالي يوجه الأب الأقدس الدعوة إلى الجميع للتضامن والخدمة ضدّ الظلم العالمي واللامبالاة. إن حالة الطوارئ في الواقع تجعلنا نفهم مدى اعتمادنا على تضامن الآخرين وتدفعنا لكي نخدم الأشخاص من حولنا بأسلوب جديد، ويؤكّد البابا فرنسيس في هذا السياق: "على الظلم العالمي أن يهزّنا لكي نستيقظ ونسمع صرخة الفقراء وصرخة أرضنا المريضة".

ويكتب الأب الأقدس تزامن تفشي الوباء مع فترة عيد الفصح، وهنا تأتي الرسالة التي تنير الحاضر والمستقبل وتجنّبنا الشلل: إنها رسالة انتصار الحياة على الموت. إن عيد الفصح يمنحنا الرجاء والثقة والشجاعة ويقوينا في التضامن والأخوة. على خطر العدوى من الفيروس أن يعلمنا نوعًا آخر من العدوى، عدوى المحبّة التي تنتقل من القلب إلى القلب. أنا ممتن للعلامات العديدة للجهوزيّة والمساعدة العفوية والالتزام البطولي للعاملين الصحيين والأطباء والكهنة. لقد شعرنا في الأسابيع الأخيرة بالقوة التي تأتي من الإيمان.

يخصص البابا فرنسيس القسم الأخير من المقدمة للإيمان بالمسيح ويذكر في هذا السياق بالصيام الإفخارستي الذي عاشه العديد من المسيحيين بسبب توقف الاحتفالات الليتورجية العامة وحلَّ الطوارئ من خلال نقل الاحتفالات عبر وسائل التواصل الاجتماعية، ويشدّد الأب الأقدس في هذا الإطار أيضًا على أنه لا يوجد أي بثٍّ افتراضي يمكنه أن يحل مكان الحضور الحقيقي للرب في الاحتفال الإفخارستي. ويختم البابا فرنسيس بالقول من هنا فرح استئناف الحياة الليتورجية الطبيعية لأن حضور الرب القائم من الموت في كلمته وفي الاحتفال الإفخارستي سيعطينا القوة التي نحتاجها لمواجهة المشاكل الصعبة التي تنتظرنا بعد الأزمة. وللبشرية كلها، كما قال يسوع لتلميذي عماوس، يكرر البابا فرنسيس كعلامة رجاء في المستقبل: "لا تخافوا! لقد غلبت الموت!".