أنت هنا

Visite À La Caritas De Rabat (Maroc) © Vatican Media

تاريخ النشر: 
الخميس, يونيو 11, 2020 - 07:22

القائمة:

زينيت 

 

“فيروس كورونا، الأزمة الغذائية وعلم البيئة المتكامل: عمل الكنيسة” هو عنوان مؤتمر صحفيّ جمع يوم السبت 16 أيار 2020 عبر الإنترنت، ومن الفاتيكان، الكاردينال بيتر تيركسون (عميد دائرة خدمة التنمية البشريّة المستدامة) مع المونسنيور برونو ماري دوفيه (أمين سرّ الدائرة) والأب أوغوسطو زامبيني دايفيس (مساعد أمين السرّ) وألويسيوس جون (أمين سرّ منظمة كاريتاس الدوليّة).

في التفاصيل التي نقلتها لنا الزميلة أنيتا بوردان من القسم الفرنسيّ في زينيت، وجّه ألويسيوس جون نداء للمجتمع الدوليّ مُشيراً إلى 3 حاجات ملحّة: وقف العقوبات الاقتصاديّة، إلغاء الدَين ومساعدة البلدان التي تواجه الصعوبات.

عمليّاً، أوصى جون “بمحو العقوبات الاقتصادية ضدّ إيران ولبنان وسوريا وليبيا وفنزويلا، بهدف ضمان مساعدة الشعوب، وكي تتمكّن كاريتاس – عبر الكنيسة – من متابعة لعب دورها الداعم للفقراء والأكثر ضعفاً”. كما وأوصى “بإلغاء دَين البلدان الأكثر فقراً أو على الأقلّ إلغاء تسديد فوائد الدين للعام 2020، بالإضافة إلى مساعدة دوليّة للبلدان المعوزة، بدون تحوير ذلك إلى غايات أخرى”.

وأشار جون أيضاً إلى أنّ منظّمة كاريتاس الدوليّة “تعمل عن كثب بالتعاون مع دائرة خدمة التنمية البشريّة”، عَمَلاً بنداء البابا فرنسيس.

من الجدير بالذكر هنا أنّه تمّ تجهيز صندوق خاصّ بفيروس كورونا لمساعدة 7.8 ملايين شخص في 14 بلداً منها الإكوادور، الهند، فلسطين، بنغلادش، لبنان، وبوركينا فاسو. إلّا أنّ جون أشار إلى نواقص فيه: “ثمة موارد تنقص بعد لإنقاذ 840 ألف شخص إضافيّ”.

بالنسبة إلى الكاردينال تيركسون، “إنّ أزمة فيروس كورونا ليست فقط أزمة غذائيّة إذ إنّها قلبت جذريّاً العديد من أوجه الوجود البشريّ، بدءاً من الاقتصاد وحتّى أساليب العيش والأمن الغذائيّ والأبحاث، ومن السياسة إلى دور الذكاء الاصطناعيّ… والأهمّ أنّ الوباء شكّل مناسبة للتفكير في مستقبل أفضل”. لذا، ومع دعم البابا فرنسيس، وضعت دائرته “لجنة فاتيكانية خاصّة بفيروس كورونا” بالتعاون مع منظّمة كاريتاس الدوليّة ودوائر أخرى من الكوريا الرومانيّة. أمّا مهمّتها فتقضي بدراسة تأثير هذه الأزمة الغذائيّة في العالم، وهي تتّكل على 5 مجموعات عمل تتعاون مع الكنائس المحلية لاقتراح أفكار وأجوبة لعالم ما بعد الوباء.

أمّا فيما يختصّ بالمونسنيور دوفيه، “فإنّ للأزمة آثاراً على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفردي”: “اليوم، نُعيد اكتشاف أنّ الصحة والتضامن هما شرطان أساسيّان وعمودان لاقتصادنا”، مع الإشارة إلى أنّ مهمّة اللجنة والكنائس المحلية ستقضي “بالإصغاء إلى الأشخاص في معاناتهم ومرافقتهم، لكن أيضاً باقتراح أفكار حول الصلة بين الأبعاد الصحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة، لأنّ كلّ شيء متّصل، بالإضافة إلى دعم اقتراحات جديدة للعناية بالطبيعة والتنوّع البيئيّ والإنسان، وتقديم الأمل لأنّنا نعتقد، كما أظهر لنا ذلك يسوع المسيح، أنّ الحياة أقوى من الموت”.

وفيما يختصّ بالأب دايفيس، فإنّ “الأزمة الغذائيّة تفاقمت جرّاء الوباء، والنتائج الاجتماعية والاقتصادية تزداد بطريقة غير متناسبة بل مأساويّة”.

وقد تطرّق دايفيس إلى “370 مليون ولد قد يخسرون حصّتهم الغذائيّة المدرسيّة بسبب إقفال المدارس، وإلى المشاكل المناخيّة التي تتابع تعطيل الإنتاج الغذائي والزراعي”، مُعتبِراً أنّ التغيير ضروريّ: “كما تذكّرنا به الرسالة الحبريّة “كُن مُسبَّحاً”، حان الوقت للانتقال إلى تحوّل بيئي عميق وشامل يمكنه أن يوحي لنا بالإبداع والحماسة… ومن بين القرارات الأساسيّة، يجب اتّخاذ قرار عدم نهب الموارد المُتاحة لنا، بالإضافة إلى دعم السياسات التي تستجيب للطوارىء المناخيّة مع التماس مساهمة كلّ مواطن والبدء بتغيير حِميتنا الغذائية مع تناول الأغذية بحسب موسمها وتفادي ما يُلوِّث. لقد أظهر فيروس كورونا أنّنا لا نحتاج إلى أشياء بقدر ما نعتقده. يمكننا العيش أفضل مع مواد أقلّ”