يكتب المطران فاريل هذا هو الوجه البشري لله الذي ملكوته حاضر حيثما يكون محبوبًا وحيث تصل إلينا محبته. هذا هو الإله الذي يقدّم رجاءً لا نستطيع أن نحصل عليه بأنفسنا، وفي هذا السياق يدعو المطران فاريل المؤمنين ليكونوا حاملي الرجاء لأولئك الذين يجدون أنفسهم تائهين في صحراء الإحباط وخيبة الأمل، ويضيف إذا أصغينا إلى الله من خلال الصلاة، فسيغير الله حياتنا حقًا وسيُظهر لنا كيف يجب أن نعيشها بشكل جيد. الصلاة هي رجاء يعمل (...) الصلاة هي مدرسة رجاء تعلم الذين يصلون أن يرجوا بصلاح وقوة يتجاوزان قدراتهم. في إشارة إلى الأزمة الصحية الحالية بسبب وباء فيروس الكورونا، يضيف أسقف أوسوري أن الرجاء الحقيقي هو متجذر في الإيمان والثقة بوعد الله حتى عندما تكون الحياة صعبة، كما نقرأ في الرسالة العامة "نور الإيمان" للبابا فرنسيس، فالإيمان ليس نورًا يبدد كل ظلماتنا، ولكنه مصباح يوجه خطواتنا في الليل، لأن الله لا يقدم الحجج التي تفسر لنا كل شيء؛ لكن جوابه هو بالأحرى جواب حضور يرافقنا، وقصة صلاح تلمس كل قصة ألم ومعاناة وتفتح فيها شعاعًا من النور.
هذا ويؤكّد أسقف أوسوري في هذا السياق أن زمن المجيء بصلواته وليتورجيّته يقود، على طريق الإيمان، في انتظار ذلك الشخص الذي يمكنه تغيير حياتنا وتحويلها، ويدعونا لكي نرى، بالإضافة إلى آلام الأشهر التسعة الماضية، البطولة والصبر والصدق والخدمة المتفانية للآخرين. ويكتب هناك أشخاص في العالم، في الكنيسة، في مدارسنا، في أراضينا وفي عائلاتنا، يلتزمون برعاية المرضى والمسنين، وهذه هي الحياة التي تشهد أن المسيح وملكوته قريبان منا وأن الرب لم يتخلَّ عن شعبه. وختم المطران ديرموت فاريل رسالته حاثًا المؤمنين، في أيام المجيء هذه، على عدم التوقف عن الصلاة من أجل مجيء ملكوت الله ولكي تحلّ العدالة والرحمة.