صدرت في 4 تشرين الثاني نوفمبر إرادة رسولية للبابا فرنسيس بعنوان Authenticum charismatis تُدخل تعديلات على القانون الكنسي بحيث تكون موافقة الكرسي الرسولي إلزامية للاعتراف بجمعيات الحياة المكرسة الجديدة على الصعيد الأبرشي. هذا وكان الأب الأقدس قد تحدث في الرسالة إلى المكرسين سنة 2014 عن الكاريزما مؤكدا أن كل خبرة حياة مكرسة، وباعتبارها عطية للكنيسة، ليست واقعا معزولا أو هامشيا، بل تنتمي إلى الكنيسة بشكل حميمي وهي في قلب الكنيسة كعنصر أساسي في رسالتها. وتأتي الإرادة الرسولية الجديدة من هذا المنطلق لتعدِّل القانون الكنسي 579 حيث، ومع احتفاظ الأساقفة بإمكانية تأسيس معاهد حياة مكرسة، يصبح ضروريا اليوم أن يتم قرار الأسقف من خلال موافقة خطِّية من الكرسي الرسولي بينما كان القانون ينص على الحاجة إلى استشارة الكرسي الرسولي.
هذا ويتحدث البابا فرنسيس في الإرادة الرسولية عن كون كنسية الكاريزما وقدرتها على الاندماج المتناغم في حياة شعب الله المقدس من أجل خير الجميع علامة لمصداقيتها. ويؤكد البابا من جهة أخرى، وحسب ما جاء في الوثيقة المجمعية في تجديد الحياة الرهبانية Perfectae caritatis، على أهمية تفادي أن تُستخدم مؤسسات غير مفيدة أو مفتقرة الى حيوية كافية. ويشير قداسته إلى مرافقة الكرسي الرسولي للرعاة في مسيرة التمييز التي تقود إلى الاعتراف الكنسي بالمعاهد أو الجمعيات الجديدة. كما ويذكِّر الأب الأقدس بما كتب البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي "الحياة المكرسة" حول حيوية المعاهد والجمعيات الجديدة مؤكدا ضرورة خضوعها لتقييم الكنيسة وذلك لتحليل المصداقية والأهداف، ومن أجل تفادي تكاثر مؤسسات متشابهة ما قد يؤدي إلى تفكك ضار إلى مجموعات شديدة الصغر. ويتحدث البابا فرنسيس بالتالي عن ضرورة حصول المعاهد والجمعيات الجديدة على موافقة الكرسي الرسولي والذي له هو فقط الحكم النهائي.