أنت هنا

فاتيكان نيوز
تاريخ النشر: 
السبت, أكتوبر 10, 2020 - 12:45

القائمة:

 

رسالة البابا فرنسيس إلى مجلس الاستشارة النسائي التابع للمجلس البابوي للثقافة

 

 

فاتيكان نيوز

 

"النساء يتحلَّين بموهبة خلق حكمة تعرف كيف تشفي الجراح وتغفر وتخلق من جديد وتجدّد" هذا ما كتبه قداسة البابا فرنسيس في رسالته إلى مجلس الاستشارة النسائي التابع للمجلس البابوي للثقافة
 

وجّه قداسة البابا فرنسيس ظهر الخميس رسالة إلى مجلس الاستشارة النسائي التابع للمجلس البابوي للثقافة بمناسبة المؤتمر "Le donne leggono Papa Francesco: lettura, riflessione e musica" المؤلفة من عدّة لقاءات والتي تبدأ هذه المرّة بموضوع حول الرسالة العامة "فرح الإنجيل"؛ كتب الأب الأقدس يسمح لكُنَّ مؤتمرُكُنَّ اليوم أيضًا بأن تُبرزنَ الحداثة الجميلة التي تمثِّلنها داخل الكوريا الرومانية؛ ولأول مرة، تضمُّ دائرة فاتيكانية مجموعةً من النساء جاعلة منهنَّ رائدات للمشاريع والخطوط الثقافية التي تطورها، وليس فقط للتعامل مع قضايا المرأة. يتألف مجلسكنَّ من نساء يعملن في قطاعات مختلفة من الحياة الاجتماعية ويحملنَ رؤى ثقافية ودينية للعالم، التي وعلى الرغم من اختلافها، تلتقي عند هدف العمل معًا باحترام متبادل.

تابع الأب الأقدس يقول لقد اخترتنَّ ثلاثًا من كتاباتي لمسار قراءاتكنَّ: الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل"، ثم الرسالة العامة "كُن مُسبّحًا" وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك؛ كتابات مخصصة، على التوالي، لمواضيع البشارة والخليقة والأخوّة. إنها خيارات مهمة تعكس روح مجلسكنَّ، وتنوع ثري غنيّ يعرف كيف يعمل من خلال البحث عن نقاط الاتفاق والانسجام في الحوار.

أضاف الحبر الأعظم يقول وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن هذا المؤتمر يُعقد تحت راية امرأة عظيمة، أُعلنت ملفانةً للكنيسة في عام ٢٠١٢، وهي القديسة هيلدغارد دي بينغن. هي أيضًا، على مثال القديس فرنسيس الأسيزي، قد ألَّفت ترنيمة متناغمة تُنشد فيها وتسبح رب الخليقة والرب في الخليقة. تجمع القديسة هيلدغارد دي بينغن المعرفة العلمية والروحانية؛ ولمدة ألف عام - كمعلمة حقيقية - كانت تقرأ وتعلق وتخلق وتعلم النساء والرجال. لقد كسرت استراتيجيات عصرها، التي كانت تمنع النساء من الدراسة ودخول المكتبة، وبصفتها رئيسة دير طلبت ذلك لأخواتها الراهبات أيضًا. تعلَّمَت الغناء وألَّفت الموسيقى، والتي شكّلت بالنسبة لها موجة قادرة على أن تقودها نحو العلى إلى الله. لم تكن الموسيقى بالنسبة لها مجرد فن أو علم، بل كانت أيضًا ليتورجيا.

تابع البابا فرنسيس يقول الآن، من خلال هذا اللقاء، أنتُنَّ تُرِدنَ خلق حوار بين العقل والروحانية، وبين الوحدة والتنوع، وبين الموسيقى والليتورجيا، بهدف أساسي، وهو الصداقة والثقة الشاملتين. وأنتُنَّ تقُمنَ بذلك بصوت أنثوي يريد أن يساعد في شفاء عالم مريض. سيكون مسار القراءة الخاص بكنَّ قادرًا على تقديم رؤية خاصة لموضوع النقاش الاجتماعي والثقافي كمساهمة في السلام، لأن النساء يتحلَّين بموهبة خلق حكمة تعرف كيف تشفي الجراح وتغفر وتخلق من جديد وتجدّد.

أضاف الأب الأقدس يقول في تاريخ الخلاص، امرأة هي التي قبلت الكلمة. والنساء أيضًا هنَّ اللواتي يُحافظنَ على شعلة الإيمان في الليل المظلم، وينتظرنَ القيامة ويُعلِنَّها. يتركّز التحقيق الفرح والعميق للمرأة على هذين العملين: القبول والإعلان. النساء هنَّ رائدات لكنيسة تخرج وتنطلق، من خلال الإصغاء والاهتمام اللذين يُظهرنَهما إزاء احتياجات الآخرين، والقدرة الواضحة على دعم ديناميكيات العدالة في جوٍّ من "الدفء المنزلي"، في مختلف البيئات الاجتماعية المختلفة التي يعملنَ فيها. الاصغاء والتأمل والعمل المحب: هذه هي العناصر المكوِّنة لفرح يتجدَّد ويُنقل للآخرين، من خلال نظرة أُنثويّة، في رعاية الخليقة، وفي ولادة عالم أكثر عدالة، وفي خلق حوار يحترم ويُقدِّر الاختلافات.

وختم البابا فرنسيس رسالته إلى مجلس الاستشارة النسائي التابع للمجلس البابوي للثقافة بالقول أتمنى لكُنَّ أن تكُنَّ حاملاتٍ للسلام والتجدُّد، وأن تكُنَّ حضورًا يعرف كيف يفهم ويقبل الحداثة بتواضع وشجاعة وكيف يولّد الرجاء في عالم يقوم على الأخوّة. أرافقكُنَّ في صلاتي إلى الله وأسألُكنَّ من فضلكُنَّ أن تُصلِّينَ من أجلي.