في رسالة وجهوها بمناسبة زمن الصوم، أشاد أساقفة مالطا بالأشخاص الكثيرين الذين عبّروا عن قربهم من الأشد عوزًا، وخصوصا في زمن الجائحة، مستجيبين هكذا، وكما قالوا، لصرخة من يتألم وحيدا، وحثوا المؤمنين على الإصغاء إلى صرخة الأشخاص المهمشين، ضحايا "ثقافة الإقصاء"، وذكّروا بأنه فقط إذا كنا منفتحين حقًا على محبة الله وتقاسمناها مع الآخرين، نستطيع عيش الأخوّة، وفقط بالنظر إلى الآخرين كإخوة نستطيع العمل من أجل مجتمع بدون جدران وحدود. وهكذا فقط نتمكّن من "القضاء على فيروس الفردانية".
في الرسالة الرعوية بمناسبة زمن الصوم والتي تحمل توقيع المطران تشارلز شيكلونا رئيس أساقفة مالطا، والمطران أنطون تيوما أسقف غوزو، والمطران جوزيف غاليا كورمي الأسقف المعاون، تم التشديد على أنه من خلال النظر إلى بعضنا البعض كإخوة وأخوات، نستطيع العمل معا من أجل مجتمع حوار وتعزيز الصداقة الاجتماعية. وأشار الأساقفة إلى أن الحوار يساعدنا على أن نقترب من بعضنا البعض وننظر إلى بعضنا البعض ونصغي إلى بعضنا البعض، وكيفية عيش ما يصفه قداسة البابا فرنسيس بـــ "فنّ الإصغاء إلى الآخرين". فالحوار يساعدنا لكي نفهم أن القريب، المختلف عنا، يمثّل عطية وغنى يساعدان على النمو، كما وأنه يتيح لنا التعرف على الجراح التي تصيبنا كأفراد وكمجتمع، مثل الكراهية، العنف المنزلي، التفكك العائلي، والجشع.
وتابع أساقفة مالطا رسالتهم الرعوية مشددين على ضرورة العمل لشفاء هذه الجراح، والقيام بذلك بروح المغفرة، وأشاروا إلى أن المغفرة تعني ألاّ نسمح للخبرات السلبية التي مررنا بها بأن تؤثر علينا. فالمغفرة تحرّرنا من حلقة الانتقام المفرغة فيما نواصل العمل من كل قلبنا من أجل العدالة والاستقامة. علينا العمل بعزم، لصالح ثقافة تحترم حياة وكرامة كل شخص بشري. ولبناء مجتمع الرعاية والتضامن، دعا أساقفة مالطا المؤمنين في ختام رسالتهم الرعوية بمناسبة زمن الصوم إلى الاقتداء بالقديس يوسف وقالوا: خلال زمن الصوم هذا لنطلب حمايته وشفاعته لكي يساعدنا جميعا خلال هذه السنة كي نكون أدوات محبة وتضامن في المجتمع.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن قداسة البابا فرنسيس قد أعلن سنة مخصصة للقديس يوسف من الثامن من كانون الأول ديسمبر 2020 وحتى الثامن من كانون الأول ديسمبر 2021، وذلك في رسالة رسولية بعنوان " Patris Corde- بقلب أبويَ"، نُشرت في الثامن من كانون الأول ديسمبر 2020 بمناسبة الذكرى الخمسين بعد المائة لإعلان القديس يوسف شفيعًا للكنيسة الكاثوليكية من قبل الطوباوي البابا بيوس التاسع، وتحديدا في الثامن من كانون الأول ديسمبر 1870.