أنت هنا

تاريخ النشر: 
الثلاثاء, مايو 5, 2020 - 08:23

القائمة:

تيلي لوميار/ نورسات
واصل البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي التّعمّق في "فرح الإنجيل" خلال التّنشئة المسيحيّة أمس، في بكركي، وقال:

"نختتم اليوم نقل مضمون مقدّمة الإرشاد الرّسوليّ "فرح الإنجيل" الّذي أصدره قداسة البابا فرنسيس بتاريخ 24 ت2 2013، في أعقاب جمعيّة سينودس الأساقفة العامّة العاديّة الثّالثة عشرة، من 7 إلى 28 ت2 2012، بموضوع: "التّبشير الجديد بالإنجيل لنقل الإيمان".

ثالثًا، التّبشير الجديد بالإنجيل لنقل الإيمان (الفقرات 14- 15)

حدّد آباء السّينودس ثلاثة ميادين للتّبشير بالإنجيل،

الأوّل، ميدان الرّاعويّة العامّة الّتي تطال المؤمنين الّذين يؤمّون الجماعة المؤمنة بانتظام، ويجتمعون في يوم الرّبّ، كي يتغذّوا من كلمته، ومن خبز الحياة الأبديّة. هذه الرّاعويّة تذكّيها نار الرّوح القدس. وتشمل راعويّة هذا الميدان المؤمنين المحافظين على إيمانٍ كاثوليكيٍّ شديدٍ وصادق، وهم يعبّرون عنه بطرق مختلفة، غير أنَّهم غالبًا ما لا يشاركون في أفعال العبادة.

الثّاني، ميدان المعمّدين الّذين، مع ذلك، لا يحيون متطلّبات عمادهم. هؤلاء لا ينتمون قلبيًّا إلى الكنيسة، ولا يختبرون من ثمّ تعزية الإيمان. الكنيسة الأمّ السَّاهرة على الدّوام تسعى إلى مساعدتهم ليعيشوا ارتدادًا يُعيد إليهم فرح الإيمان والتزامًا بالإنجيل.

الثّالث، ميدان الّذي لا يعرفون يسوع المسيح أو رفضوه دائمًا. كثيرون من بين هؤلاء يبحثون عن الله في داخلهم، بدافع الحنين إلى وجهه، حتّى في البلدان ذات التّقليد المسيحيّ القديم. يحقّ للجميع تقبّل الإنجيل، ومن واجب المسيحيّين إعلانه من دون إقصاء أحد، وفي الوقت عينه من دون فرضه واجبًا جديدًا على أحد، بل كمن يتقاسم الفرح، ويدلّ إلى أفق جميل، ويقدّم وليمة مشتهاة. "فالكنيسة لا تنمو بالاقتناص بل بالاجتذاب" (البابا بندكتوس السّادس عشر).

كان القدّيس البابا يوحنّا بولس الثّاني يقول إنّ تبشير البعيدين عن المسيح هو مهمّة الكنيسة الأولى. ومعروف بالنّشاط الإرساليّ الّذي يشكّل اليوم أعظم تحدٍّ للكنيسة، والّذي يجب أن يحتلّ المقام الأوَّل (رسالة الفادي 40، 83، 86). فمن الواجب العبور من راعويّة محادثة في الدّاخل إلى راعويّة إرساليّة حقيقيّة. هذه المهمّة هي مصدر الفرح الأعظم في الكنيسة.

مضامين هذا الإرشاد (الفقرة 16-18)

لم يشأ قداسة البابا فرنسيس معالجة جميع القضايا المتّصلة بموضوع التّبشير الجديد بالإنجيل في هذا الإرشاد الرّسوليّ، لحاجتها إلى درس معمَّق. فلا بدّ من أن تقوم المجالس الأسقفيّة بتمييز إشكاليّاتها وفقًا لمناطقهم، قبل أن يَصدُر كلامٌ مفصّل عن السّلطة التّعليميّة البابويّة. فمن الضّرورة التّقدّم نحو "اللّامركزيّة". ولهذا اختار البابا فرنسيس لإرشاده الرّسوليّ المسائل التّالية، المستوحات من الدّستور العقائديّ "نور الأمم". وهي:

1. الإصلاح في الكنيسة لجهة انطلاقتها الإرساليّة.

2. المصاعب الّتي يواجهها العاملون الرّاعويّون.

3. الكنيسة بمفهومها ككامل شعب الله الّذي يُبشِّر.

4. العظة وتحضيرها.

5. إندماج الفقراء في المجتمع.

6. السّلام والحوار في داخل المجتمع.

7. الحوافز الرّوحيّة للعمل الإرساليّ.

ليست نيّة قداسة البابا فرنسيس في عرضه المسهب تقديم بحث، بل إظهار تأثير هذه المواضيع المهمّ والعمليّ على رسالة الكنيسة اليوم".