ففي مقابلة أجراها معه موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني قال الكاردينال هولريتش: لبنان هو بلد قريب، يتواجد فيه العديد من المسيحيين والمسلمين الذين يريدون العيش بوئام وسلام في بلد كان مزدهرا جداً، واليوم صار فقيرا للغاية، كما أن الناس يعيشون معاناة كبيرة. وأضاف نيافته: ينبغي ألا ننسى أن لبنان استضاف أعداداً كبيرة من اللاجئين، كما أن هناك العديد من اللبنايين الذين يقيمون في أوروبا، وينتمون إلى الكنائس الأوروبية. وأشار على سبيل المثال إلى أن الكنيسة الكاثوليكية في قبرص هي الكنيسة المارونية، وتتألف بمعظمها من مؤمنين قدموا من لبنان. ما يعني أن هؤلاء اللبنانيين باتوا جزءا من أوروبا، وبالتالي يتعين على الكنائس الأوروبية ألا تنسى لبنان وأن تصلي من أجل هذا البلد.
في رد على سؤال بشأن التزام الكنائس الأوروبية على الساحة اللبنانية، قال الكاردينال هولريتش إن لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية تعمل دوما من أجل السلام، وتسعى أيضا إلى تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان. أما فيما يتعلق بالمعونات المادية، فإن كل كنيسة وطنية تقدم إسهامها، ونعلم أن هناك العديد من الكنائس الأوروبية السخية تجاه لبنان.
بعدها لفت نيافته إلى أن لبنان كان منسيا لدى الجماعة الدولية قبل وقوع هذه الكارثة، خصوصا على الصعيدين السياسي والأمني. وأكد أن لبنان مهم جداً بالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي من مصلحته أن يكون هذا البلدُ مستقراً من الناحية السياسية والاقتصادية أيضا. وقال إنه يعتقد أن الساسة في أوروبا عليهم أن يتصرفوا ويساعدوا لبنان لأن استقرار البلاد يصب في مصلحة شعوبهم. والمسيحيون خصوصا مدعوون إلى مد يد العون لا لأسباب مرتبطة بمصالحهم، بل بدافع التضامن والمحبة.
وفي معرض إجابته على سؤال بشأن الضرر البيئي الذي أحدثه انفجار بيروت، ونداءات البابا فرنسيس بشأن الحفاظ على التوازن بين الإنسان والطبيعة قال الكاردينال هولريتش إن الناس لم يفهموا بعد أهمية هذا النداء. وأضاف أن ارتفاع حرارة الأرض يحصل بشكل أسرع من المتوقع، هذا ناهيك عن الحرائق المندلعة في غابات الأمازون، والتي تخطت بنسبة تسعة عشر بالمائة الحرائق التي سُجلت في السنة السابقة. هذا يعني أننا مدعوون للتصرف ولتغيير نمط حياتنا. وهذا أمر في غاية من الأهمية لأن لدينا مسؤولية حيال كوكب الأرض، وحيال أجيال المستقبل. كما أن الوضع يصبح خطيراَ جدا حيث ينعدم الاستقرار السياسي وحيث تتقاطع المصالح المختلفة، وهذا ما يحصل في لبنان حاليا. وختم رئيس لجنة مجالس أساقفة المجموعة الأوروبية حديثه لموقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مؤكدا أن هناك دولا عدة تعيش أوضاعاً مشابهة، لذا لا بد من التصرف على الصعيد الدولي، كي نضمن عدم تكرار حوادث من هذا النوع في بلدان أخرى.
تجدر الإشارة هنا إلى أن البابا فرنسيس وفي أعقاب مقابلة الأربعاء العامة أطلق نداء من أجل لبنان. قال البابا إنه يصلي من أجل ضحايا انفجار بيروت وعائلاتهم، كما يرفع الصلاة من أجل لبنان لكي يتمكن بالتزام جميع مكوناته الاجتماعية والسياسية والدينية من مواجهة هذه المرحلة المأساوية والأليمة بمساعدة الجماعة الدولية، ومن تخطي الأزمة الخطيرة التي يعيشها.