أنت هنا

الصورة مأخوذة من موقع وطني

تاريخ النشر: 
الاثنين, مايو 4, 2020 - 23:34

القائمة:

نقلا عن موقع وطني 

ورد في الفصل الثالث من سفر التكوين ( تكوين ٣ : ١ – ٢٤ )، ان الله غضب على الإنسان، في شخص ابوينا الأولين، بسبب المعصية وإرتكاب الخطيئة الأصلية، ففرض على الخليقة سنة الشقاء والمرض والموت، واذ كان آدم وحواء أصل البشرية فقد اورثا هذا العقاب الإلهي لكل البشرية .

لكن الله، وهو الآب الغفور الرحيم، وعد بمُخلِّص يُولد من إمرأة تخرج من رحم حواء الأولى، فتسحق بقدميها شيطان المعصية ” وأجعلُ عداوةً بينَكِ وبينَ المرأَة ، وبينَ نسْلِكِ ونسْلِها ، فهوَ يسحقُ رأسَكِ وأنتِ تُصيبينَ عَقِبَهُ ” ( تكوين ٣ : ١٥ – ١٦ ) ، وتكون حواء الخلاص هذه ” مريـم العذراء ” معاونة لآدم الجديد ” يسوع المسيح ” الذي يعمل على تجديد الكون ورفع اللعنة التي استوجبتها خطيئة الإنسان الأولى، ويقود البشرية إلى الله.

وكانت حواء الجديدة مريـم ، الأم التي اتخَذَ المُخلِّص يسوع طبيعته البشرية منها، فصار إنساناً كاملاً وحل بيننا ” والكلمة صارَ بشراً فسكن بيننا ” ( يوحنا ١ : ١٤ ) ، وعاش مع البشر فأحبّهُم وأنار لهم السبيل للعودة إلى الله أبيهم، وختم حياته ” بالموت على الصليب ” ( فيليبي ٢ : ٨ ) من أجل خلاصهم.

وكانت حواء الجديدة، مريم، تتابع خطى إبنها في تجديد الخليقة وإصلاح المسيرة يوما بعد يوم، منذ قبلت بشارة الملاك جبرائيل ( لوقا ١ : ٣٨ ) إلى يوم وقفت تحت الصليب ( يوحنا ١٩ : ٢٥ ) مشتركة بذبيحة إبنها وفداء البشرية.

حواء الاولى تحدّت الله رافضةً وصاياه، اما الثانية فخضعت لله و حققت مخططه الخلاصي، الأولى ابتعدت عن الخالق فأبعدت عَنهُ البشرية، أمّا الثانية فقرّبت السماء من الأرض، ورفعت الأرض إلى السماء.

فالشكر لمن تجدَّدَت الخليقة بواسطتها، ولنكرِّمها لا في هذا الشهر المخصص لها فحسب ، ولكن في جميع ايام حياتِنا لتنظر إلينا نظرة حنان، وتسبُغ علينا نِعَمَها، وتُكمّل معنا وفينا رسالتها، رسالة الفداء والحب والخير والخلاص.