استهل المطران هكتور ميغيل كابريخوس فيدارتي حديثه إلى صحيفة "أوسرفاتوريه رومانو" مشيرا إلى الوضع الصعب في البلاد وقال إن بيرو هي اليوم من بين أكثر دول العالم تضررا من وباء كورونا فهناك أكثر من ستمائة وتسعين ألف إصابة وزهاء ثلاثين ألف حالة وفاة، وأضاف أن البلاد تشهد إحدى الأزمات الصحية، الاقتصادية والاجتماعية الأكثر خطورة. وخلال الأشهر الأولى من انتشار الوباء، أضاف رئيس مجلس أساقفة بيرو يقول، لم يتمكن أشخاص كثيرون من بلوغ مركز صحي لتلقي المساعدة، وقد عانوا من مصاعب اقتصادية كبيرة، وسلط الضوء بشكل خاص على نقص الأكسجين.
وفي سؤال عن عمل الكنيسة في ظل الأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد 19، قال رئيس مجلس أساقفة بيرو إن عمل الكنيسة يتجاوب مع توجيهات اللجنة التي أنشأها البابا فرنسيس من أجل التعبير عن محبة الكنيسة للبشرية إزاء جائحة كوفيد 19، وتابع لافتا إلى أن مكافحة هذا الوباء هي مهمة لا تتعلق بالدولة فقط وإنما جميع القطاعات في البلاد، وذكّر في هذا الصدد بحملة أطلقها مجلس أساقفة بيرو مع Sociedad nacional de industrias والأكاديمية الوطنية للعلوم بعنوان "بيرو تتنفس" وذلك بهدف مواجهة نقص الأكسجين، ومن أجل نشر الأمل وسط شعب بيرو في ظل معاناة كبيرة، وكي نؤكد لجميع المواطنين، وكما قال المطران فيدارتي، أنهم ليسوا لوحدهم، ومعًا فقط نستطيع الخروج من هذه الأزمة.
وتابع رئيس مجلس أساقفة بيرو حديثه إلى صحفية "أوسرفاتوريه رومانو" مشيرا إلى ما يتم فعله لتقديم المساعدة بفضل حملة "بيرو تتنفس" والتي هي جهد مشترك، كما قال، للإسهام في الخروج من الأزمة الصحية التي تعيشها البلاد. وتحدث عن مرحلة ثانية من هذه الحملة حيث سيتم توجيه نداء جديد من أجل التضامن بهدف مواصلة شراء الأجهزة الضرورية للطوارئ الصحية، وأكد أن الجهد الذي تبذله الكنيسة البيروفية لن يتعلق فقط بمرحلة الطوارئ هذه وإنما سيمتد أيضا إلى مرحلة ما بعد الوباء لأن تبعات كوفيد 19 ستسبب مشاكل اجتماعية واقتصادية كبيرة في البلاد. وأضاف رئيس مجلس أساقفة بيرو أن جميع المعلومات تشير إلى أن التأثير على الاقتصاد سيكون كبيرا جدا وسيزيد من معدلات الفقر والفقر المدقع والبطالة في أمريكا اللاتينية والكاراييب.
وفي سؤال حول ما بعد وباء كورونا، قال رئيس أساقفة تروخيلو ورئيس مجلس أساقفة بيرو المطران هكتور ميغيل كابريخوس فيدارتي إن أشياء كثيرة ستتبدل في مجتمعاتنا، وأضاف أن أشياء كثيرة أيضا ستزداد حدة ومن بينها عدم المساواة والفقر. كما وسلط الضوء على كلمات البابا فرنسيس الذي يحثنا على البحث عن أساليب خلاقة تمكّن من تحويل هذه الأزمة إلى فرصة لبناء عالم أكثر أخوة وعدلا، وفي الوقت نفسه إلى الأخذ في الاعتبار أيضا أهداف اللجنة الفاتيكانية الخاصة بوباء كوفيد 19، حول أنه ينبغي العمل الآن من أجل المستقبل: النظر إلى المستقبل بإبداع، نقل الرجاء، السعي إلى الحوار والتأمل المشترك. وختم رئيس مجلس أساقفة بيرو المطران هكتور ميغيل كابريخوس فيدارتي حديثه إلى صحيفة "أوسرفاتوريه رومانو" الفاتيكانية مذكّرا بكلمات البابا فرنسيس خلال وقفة الصلاة في السابع والعشرين من آذار مارس الفائت في ساحة القديس بطرس حين دعا، وإزاء الخوف، إلى معانقة الرب من أجل معانقة الرجاء، هذه هي قوة الإيمان التي تحرر من الخوف وتمنح الرجاء.