مما لا شك فيه أن مؤمني هذه الرعية ينتظرون بفارغ الصبر قدوم البابا فرنسيس الذي سيزور كنيسة الحبل بلا دنس والتي أعيد بناؤها بعد أن هُدمت من قبل تنظيم الدولة الإسلامية. ستجري زيارة البابا يوم السابع من آذار مارس المقبل، حيث سيكون له لقاء مع المؤمنين، مع العلم أن الجماعة المسيحية المحلية عادت لتقطن في المنطقة بعد غياب طويل بسبب احتلالها من قبل داعش. والاستعدادات جارية في قره قوش لاستقبال البابا كما يؤكد لنا الأب جاهولا، مع أن الأوضاع الأمنية في شمال العراق، لاسيما في إربيل، لم تخلُ من التوترات خصوصا بعد أن أعلنت الميليشيا الشيعية المعروفة باسم "حراس الدم" مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الذي استهدف منطقة تقع بين مطار المدينة وقاعدة تابعة لقوات التحالف الدولي، ما أسفر عن مصرع مدني واحد وإصابة خمسة أشخاص آخرين بجراح. ولم يتردد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في التنديد بهذا الهجوم، كما فعلت أيضا الدول الحليفة لواشنطن. أوضح الكاهن العراقي أن التحضيرات تتم بطريقة جدية ولكن بسيطة جدا، تماما كبساطة البابا فرنسيس في تعامله مع الناس، ولفت إلى أن لقاءً تم يوم الاثنين الفائت شارك فيه الشبان والشابات الذين يتدربون على استقبال البابا بالأناشيد، وهم يستعدون أيضا روحياً لهذه المناسبة السعيدة. وذكّر بأن الكنيسة التي سيتم فيها اللقاء دُمرت وأحرقت من قبل داعش وقد بدأت أعمال الترميم منذ بضعة أشهر، وقد وصلنا اليوم إلى المراحل الأخيرة من الأشغال. في رد على سؤال بشأن أهمية حضور البابا في العراق وسط المؤمنين، خصوصا بعد المعاناة والخسائر الكبيرة التي تكبدوها بسبب تنظيم الدولة الإسلامية، اعتبر الأب جاهولا أن زيارة البابا بالنسبة للجماعة المحلية هي بمثابة دواء بعد أعمال العنف التي شهدتها المنطقة، واليوم – مضى يقول – سيحل السلام، وسيحل ضيفٌ صاحبُ سلطة سيتحدث عن الأوضاع السياسية والكنسية على حد سواء، وهذا ما نحتاج إليه، ومما لا شك فيه أن المؤمنين سيفهمون الرسالة التي سيحملها معه. وفي سياق حديثه عن اللقاء الذي سيجمع البابا مع المؤمنين داخل كنيسة دُمرت وأحرقت من قبل داعش، قال الكاهن العراقي إن هذا الصرح يشكل علامة على صمود المؤمنين وصمود الكنيسة في أنحاء العالم كافة. ولفت إلى أن مد يد العون إلى جماعة ضُربت في الصميم، أيضا من خلال مساعدتها على ترميم الكنيسة، يشكل علامة بالغة الأهمية، لاسيما وأن من أحرقوا الكنيسة شاؤوا أن يوجهوا رسالة إلى الجماعة المسيحية مفادها أنه ينبغي عليها أن تغادر المنطقة. واعتبر أن العودة إلى قره قوش مع البابا فرنسيس تعني الكثير وتقوّي وجود المسيحيين، وتعني أيضا العودة إلى جذور تاريخهم وإيمانهم، كما أن حضور البابا يؤكد أن الكنيسة الجامعة تقف إلى جانب المسيحيين العراقيين. |
بعدها تطرق الأب جاهولا إلى الأوضاع الأمنية في قره قوش لافتا إلى أنه بعد تحرير المدينة في الثالث والعشرين من أكتوبر 2016، لم تُسجل أعمال عنف تُذكر، ما شجع المسيحيين على العودة، وذكر بأن المسيحيين في قره قوش هم أكثرية، والأمور الإيجابية هي أكثر من تلك السلبية. كما أوضح أن زيارة البابا هي لمدينة قره قوش – حيث معظم المسيحيين هم من السريان الكاثوليك – بيد أن الدعوة موجهة إلى المؤمنين في سهل نينوى بأسره كي يشاركوا في هذا الحدث، على اختلاف انتماءاتهم الكنسية، أكانو أرثوذكس، كاثوليك أم كلدان. وذكّر في الختام بأن المنظمين يأخذون في عين الاعتبار الإجراءات الصحية لاحتواء فيروس كورونا المستجد.