أكد الأسقف العراقي أن احترام الشعب العراقي للمكوّن المسيحي آخذ في التنامي، لكنه لفت إلى أن العراقيين يعرفون القليل عن الجماعة المسيحية، آملاً ألا ينظر باقي العراقيين إلى المسيحيين على أنهم ضيوف في هذا البلد، لأنهم من سكانه الأصليين. ولم تخلُ كلمة سيادته من الإشارة إلى اللقاء المرتقب في مدينة النجف، يوم السادس من آذار مارس، بين البابا فرنسيس والمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني. وذكّر المطران بشار وردة بأن غالبية سكان العراق هم من الطائفة الشيعية، مشيرا إلى أن الجميع ينظرون إلى السيستاني كرجل سلام، ما فتئ يندد بالفساد المستشري في البلاد. وعبر سيادته في هذا السياق عن ثقته بأن لقاء البابا مع السيستاني سيترك أثره الإيجابي على نظرة الشيعة في العراق إلى المكون المسيحي. ولم يُخف رئيس أساقفة إربيل للكلدان وجود صعوبات تواجهها هذه الزيارة لافتا إلى وجود بعض القادة الدينيين المتطرفين الذين تبنوا – عبر وسائل التواصل الاجتماعي – مواقف معادية لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق. وأوضح أن هؤلاء ينظرون إلى أي شيء يأتي من الغرب على أنه ضرب من الحملات الصليبية، كما يعتبرون البابا ملكاً صليبياً يأتي إلى العراق كمبشّر. أما الشبان العراقيون، مضى يقول، فلديهم فكرة ونظرة مختلفتان خصوصا لأنهم يعلمون أن البابا لم يوفر مناسبة إلا وتحدث بشغف وقلق عن الأوضاع الراهنة في سورية والعراق. وكان قد سبق أن تحدث عن هذا الموضوع الأسقف المعاون على أبرشية بغداد لافتا إلى وجود أشخاص لا يرحبون بالزيارة، لكنه أكد أن الشعور العام في الشارع العراقي مطبوع بالفرح والبهجة، اللذين يعبّر عنهما المواطنون المسيحيون وغير المسيحيين على حد سواء. تابع المطران بشار وردة حديثه الصحفي لهيئة مساعدة الكنسية المتألمة مشيرا إلى أن المسيحيين العراقيين يريدون من البابا أن يزور المزيد من الأماكن في بلادهم، لكنهم يتفهمون تماماً القيود التي تفرضها جائحة كوفيد 19، خصوصا وأن عدد الإصابات بالفيروس التاجي سجلت ارتفاعاً في الآونة الأخيرة، أكان في إربيل أم في العاصمة بغداد. ولهذا السبب بالذات سيتم الاحتفال بالقداس في الملعب الرياضي بإربيل – والذي سيُعرض خلاله تمثالُ العذراء الذي تضرر على يد تنظيم الدولة الإسلامية – سيتم بحضور عشرة آلاف مؤمن مع أن الإستاد يتّسع لثلاثين ألفا. وتطرق رئيس أساقفة إربيل للكلدان في ختام حديثه لهيئة مساعدة الكنيسة المتألمة إلى التعاون القائم مع السلطات في إقليم كردستان المستقل لتنظيم زيارة البابا ولفت إلى أن الأجهزة الأمنية المحلية ستسهر على أمن البابا وهي تأخذ هذا الموضوع على محمل الجد. وسيتم نشر عشرة آلاف عنصر أمني لتوفير الحماية. وأوضح أيضا أن وسائل الإعلام المحلية ستقوم بتغطية هذا الحدث من خلال البث بجودة عالية. |
وللمناسبة ذكّرت هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة بأنه بعد الهزيمة التي أُلحقت بتنظيم الدولة الإسلامية تمكن عشرات آلاف المسيحيين العراقيين من العودة إلى المناطق التي هربوا منها في العام 2014 أمام الزحف الداعشي. وتمت العودة بفضل مساعدات مادية قدمها العديد من صانعي الخير والمنتمين إلى الهيئة الكنسية. وأضحت أنها لم تتردد في مد يد المساعدة إلى الأقلية المسيحية في العراق أكان خلال التهجير أو أثناء عملية العودة، فقدمت مساعدات مادية لإعادة إعمار البيوت والكنائس المهدمة تخطت قيمتها ثمانية وأربعين مليون يورو.