يبدأ اليوم 18 تموز يوليو الكاردينال كونراد كرايفسكي مسؤول مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم زيارة إلى أوكرانيا تستمر يومين. وتتضمن الزيارة في يومها الأول مباركة الأرض التي سيقام عليها ووضع حجر أساس دير للراهبات خادمات الفقراء ودار للنساء المشردات والأمهات اللواتي يربين أبناءهن بمفردهن، ثم تكريس كنيسة للبابا القديس يوحنا بولس الثاني وذلك في إطار الاحتفال بمرور 100 سنة على ميلاده. وفي اليوم الثاني، الأحد، يشارك الكاردينال كرايفسكي برفقة مؤمني الكنيسة اللاتينية في حج إلى مزار برديتشيف حيث سيترأس القداس الإلهي لتحية احتفال الكنيسة في أوكرانيا بسنة الدعوات.
هذا وتأتي هذه الزيارة استجابة لدعوة من رئيس أساقفة لفيف المتروبوليت ميتشيلاف موكشيتسكي والذي تحدث إلى إذاعة الفاتيكان مشيرا إلى أهمية مزار برديتشيف الذي يتوجه إليه الكثير من الحجاج سنويا من جميع أنحاء البلاد، وذلك للّقاء في الصلاة وطلب شفاعة العذراء من أجل حماية أوكرانيا ولطلب السلام في المقام الأول. وتابع معربا عن الفرح والامتنان لقبول الكاردينال كرايفسكي الدعوة، وتوقف في هذا السياق عند قرب البابا فرنسيس من أوكرانيا منذ اندلاع الحرب فيها وقرب قداسته من الكنيسة في هذا البلد، إلى جانب المساعدات التي يقدمها الأب الأقدس بأشكال متعددة. وتحدث المتروبوليت عن المعنى الرمزي لزيارة مسؤول مكتب الكرسي الرسولي، حيث يؤكد البابا هكذا بأنه لا ينسانا، وسيدعمنا الكاردينال كرايفسكي بالصلاة في تجاوز الصعاب بما في ذلك تلك التي نواجهها بسبب الجائحة الحالية، حسب ما ذكر.
وفي حديثه عن تكريس كنيسة للبابا القديس يوحنا بولس الثاني توقف رئيس أساقفة لفيف عند محبة الشعب الأوكراني بكامله له، وذكَّر بزيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى أوكرانيا سنة 2001 والتي منحت الشعب تعزية كبيرة. وأضاف أن البابا القديس قد شهد حينها بزيارته على أن هذا البلد قد أصبح مستقلا بعد قرون عدبدة، وذكَّر رئيس الأساقفة بتوجيه البابا يوحنا بولس الثاني الشكر إلى المؤمنين والكهنة والرهبان والراهبات الذين حافظوا على الإيمان خلال فترة الحكم الشيوعي. هذا وأشار المتروبوليت موكشيتسكي إلى محبة واحترام مؤمني الكنائس الشرقية والمؤمنين الأرثوذكس أيضا للبابا القديس، وأعرب عن الفرح للتمكن خلال زيارة الكاردينال كرايفسكي من تكريس كنيسة صغيرة في ضواحي لفيف للبابا يوحنا بولس الثاني.
ثم توقف رئيس أساقفة لفيف عند ما وصفه بالهدف الرئيس لزيارة رئيس مكتب الكرسي الرسولي المعني بأعمال المحبة لصالح الفقراء باسم الحبر الأعظم، أي مباركة ووضع حجر أساس دير ودار ضيافة. وواصل مشيرا إلى أن لفيف مدينة كبيرة في حاجة إلى مثل هذه الدور مؤكدا بالتالي أهمية هذا المشروع، وأضاف أن هناك دار ضيافة للرجال المشردين وأعرب عن الفرح للتمكن اليوم من توفير دار شبيهة للنساء.
أما عما تواجهه أوكرانيا بسبب وباء كوفيد 19 وعما تقدم الكنيسة من مساعدات، فقال رئيس الأساقفة ميتشيلاف موكشيتسكي في ختام المقابلة التي أجرتها معه إذاعة الفاتيكان أن أبواب الكنيسة اللاتينية مفتوحة دائما للجميع بدون أية تفرقة أو تمييز، ولا يهم إن كان مَن يأتون إلى صالة تقديم الطعام من الكاثوليك أم لا. وأضاف أن هذا أمر يلقى تقديرا كبيرا من السلطات المدنية المحلية ومن الحكومة الأوكرانية، وأكد تعاون هذه السلطات مع الكنيسة.